يا غزةَ العيدُ أفراحٌ وأضواءُ
وعيدُكِ اليومَ بارودٌ وظلماءُ
نارٌ تشبُّ وأحياءٌ مهدَّمةٌ
وزلزلاتُ صواريخٍ وأصداءُ
وفي ثراكِ دماءُ الأبرياءِ جرت
وفي السَّماءِ ارتقى أهلٌ وأبناءُ
وفي الشَّوارعِ آلاتٌ مجنزرةٌ
وراجماتٌ وأمواتٌ وأشلاءُ
وعربداتٌ يباهي المعتدون بها
وفي نفوسِهمُ حقدٌ وغلواءُ
كأنَّما استحضروا أرواحَ من غَبروا
كأنَّ أسلافَهم للشَّرِّ آباءُ
يمضونَ دونَ اكتراثٍ في جرائمِهم
ويُعلنُ الغربُ أنَّ الحقَّ ما شاءُوا
عاشت فلسطينُ قبلَ اليومِ نكبتَها
تعيثُ فيها عصاباتٌ وأهواءُ
واليومَ تُذبحُ والأعرابُ غافلةً
أصابَهم دون أهلِ الأرضِ إغماءُ
هل للحكوماتِ من عذرٍ تقدِّمُه
هل تشتكي قبلَ بدءِ الفعلِ إعياءُ؟
أم أنَّها جَبُنَت، أم أُخضعت سلفاً،
أم أُغريتْ بسلامٍ؟ بئسَ إغراءُ
كأنَّ قادتَها موتى يلفُّهمُ
صمتٌ ولكنَّهمْ في البيعِ أحياءُ
يا غزةَ، الأملُ المنشودُ ليس له
إلّا الرِّجالُ الصَّناديدُ الأشدَّاءُ
أنتِ الرَّجاءُ وقد سُدَّت منافذُنا
وأنهكتنا طواغيتٌ وأرزاءُ
فتيانُك السُّمرُ وعدٌ حانَ موعدُه
ففي سواعدِهم للعدلِ إحياءُ
يا فتيةً لا تُرى إلّا ملثَّمةً
والحزمُ في حدقاتِ العينِ إيماءُ
فيكمْ صمودٌ يضيقُ الخانعون به
من بأسِه لم تعد تُخفيهِ أعداءُ
لن يأتيَ العيدُ إلّا من بنادقِكم
يا فتيةً عيدُها بذلٌ وإيفاءُ
ستشرقُ الشَّمسُ حتماً من خنادقِكمْ
وتغمرُ العيدَ أفراحٌ وأضواءُ
وتحتفي أمَّةٌ رُدَّت كرامتُها
بنصركمْ، بعدما استشرى بها الدَّاءُ
ذو الحجة 1445ه / يونيو 2024م