يعيد مشهد تعز اليوم للذاكرة صيف 2015. صيف 2015 وليس ربيعها! في ذلك الصيف الحارق لاح مستقبل اليمن قاتما جراء إصرار اطراف يمنية وأطراف في عاصمتي التحالف العربي (الرياض وأبوظبي)على إبقاء الوضع في تعز ساخنا لأغراض خمنها البعض وهو يتابع تحركات السياسيين والمقاومين وتعليقات "المحللين السياسيين" و"الخبراء الاستراتيجيين" الخليجيين والعرب!
لم يكن هناك ما يمكن اخفاؤه!
قيل صراحة ان قوات "الشرعية" عليها التزام حدود لحج مع تعز فحذار من تعديها!
بدت التصريحات عجيبة إذ آن هدف الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي هو تحرير صنعاء أولا قبل الانطلاق إلى مران للقضاء على تمرد الحوثيين في ملاذه الأول والأخير.
بعد 26 مارس 2015 بأربعة شهور كانت المنطقة العسكرية الرابعة ومقرها عدن قد أسقطت تعز من جدولها مبقية على ساحلها الغربي كهدف (خليجي) محتمل.
سيكون من الظلم الفادح تجاهل المكونات المحلية في تعز التي قاتلت بضراوة لتحرير المدينة وقدمت الاف الشهداء من أنبل ابناء المحافظة، لكنها- خاصة وإمكانياتها محدودة- فشلت في تحرير شمال المدينة وما وراءه وصولا إلى القاعدة واب.
وما لاح حينها توقف مؤقت صار بتعاقب السنوات الجرح الوطني النازف الذي تبين اليوم عمقه باحتشاد الالاف في طريق الحوبان القصر، وصولا إلى جامع الخير والعكس.
يمكن لأي كان ادعاء الحكمة إذ يناقش الذي حصل في صيف 2015 وما تلاها. لكن الأكيد ان تسع سنوات حرب كرست أوضاع في المدينة والمحافظة يتوجب فهمها وتفهم مخرجاتها من دون إغفال الهدف الأسمى لأي يمني قبل حصار تعز وبعد فك الحصار، وهو انهاء الحالة الميليشوية في تعز وفي اليمن كله.