ذاكرة حق للأجيال - جمال محمد الجعبي
أجرى الأخ سامي غالب، مقابلة قيمة مع الاستاذ فيصل بن شملان، تناول فيها الكثير من القضايا، وكان متجلياً في اطروحاته سواء في موضوع التقييم للانتخابات أم في قضية الوحدة اليمنية، وكذا تقييمه للشيخ حميد الأحمر. وقد استوقفتني ملاحظة وردت في مقدمة المقابلة لخص فيها سامي غالب فكرة الحوار ومضمونه، ومن بينها عبارة ذكر فيها أن ابن شملان لا ينوي كتابة مذكراته وكان السبب لافتاً حيث برره بأن كتابة اليوميات تضخم لدى صاحبها شعوراً زائفاً بالأهمية.
ولأن هذا الموقف من الاستاذ فيصل بن شملان يتسم بتواضع الممتلئ، تواضع الواثق من تجربته، وليس لديه عُقدة نقص يحاول تغطيتها، لذلك وجدتني أطلب منه أن يفكر في قرار مثل هذا ويعيد النظر فيه، فتجربة ثرية مثل تجربة الاستاذ فيصل بن شملان جديرة بأن تروى، لأنها محصلة تجربة انسانية تتجاوز دور الفرد لتصل إلى رصد تفاعلات وتيارات وتجارب دول ومواقف، العام فيها يتغلب على الخاص.
تجربة الاستاذ فيصل بن شملان هي محصلة وخلاصة لأحزاب اللقاء المشترك بتياراته، الاسلامي منها واليساري والقومي. هي تجميع لتجارب المعارضة العلنية والسرية في الماضي والحاضر، والعلاقة بالسلطة ليس في اليمن فقط ولكن في الوطن العربي. لهذا فهي تجربة تستحق أن تروى. تجربة لدى صاحبها شيء مهم ومفيد يقوله.
في اتصال مع الاستاذ فيصل أبديت له رأيي، فقال إن الحديث بغير وثائق يجعل السيرة الذاتية غير قادرة على تحقيق الهدف منها باعتبارها محصلة خبرات وتجارب، وله في ذلك كل الحق، فقراءة معظم مذكرات الشخصيات السياسية اليمنية نجد أنها تفتقر لما تحتاجه المذكرات من تحولها إلى مرجعية ومصدر للمعلومات. لكن أعتقد ان بالإمكان تجاوز ذلك من خلال اعتماد منهج علمي معروف لدى معظم من كتب مذكرات في الغرب وهو أن يتولى مهمة الجمع والتحقيق للمعلومات باحث وصحفي متخصص، يجمع المعلومة وينسقها مع السيرة الذاتية لتخرج المذكرات بحصيلة تجعل من صاحبها شاهداً على التأريخ، تقارب تجربة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل.
galjaabiMail
ذاكرة حق للأجيال
2006-12-07