يخِزن الشموس في العباءات - محيي الدين جرمة
* إلى روح فرناندو بيسو في لاطمأنينته... إلى جمال ج.. صديقا وإنسانا
الصباح نفسه بالأمس
اليوم نفس اليوم
نفس الرتابة
نفس الوجوه التي تشّابه كثيرا
في حُجبِ الرأس
المرأة بالحجاب.
الرجل بألف حجاب
المرأة نفسها المغطاة بالليل
نفس العباءة التي لوُنشِرت
على حبل غسيل بعتمة ٍ
في سطح بيت
لولد ّت كهرباء
من فرط ما تُخزنهُ الأجساد من
حرارة ايامها التي تشبه
ِضيقاً ترتديه
خوفا يلفها من مجهول
او عدما ًتُصادِفهُ.
لم يحصل شيء اليوم
كلحظة هدوء مثلا
تكسر نمطية مايحدث يوميا
من لاحدث او حديث:
كأن يحتل الضجيج الأمكنة
والزوايا.
وتتصدرالمشهد كالعادة موسيقى نشاز
لباعة غازيضربون بكلباتهم
على اسطوانات صدِأةٍ
فيوقظون يقظة النائم
وكسل اسِّرة لا تبوح بماتخبىء
من صباحاتٍ مثخنة بوعد العيش
وقطرات خبز ومطر.
اشياء كثيرة لاتتحقق
سوى مالايتحقق من اشياء كثيرة
ومفرطة في برودتها.
لاشيء
سوى لامبالاةٍ بأشياء كثيرة
كما لاشيء مر و يمر سوى الوقت
الماضي وحدَهُ من يتقدم
في نظرتهم الى الخلف دائما
حتى في النوم والأحلام.
نظرات تأكلُ ِبشرهٍ بالغ ٍ
بشهيةٍ خشِنة ٍ
كما تُؤكلُُ فاكهة طازجة بترُاِبها.
نظراتٌ لا تغتسل برُؤيةٍ صافيةٍ لِجدول ٍ
قبل ان ُتبصَر.
او تَطهّرَ بمعرفةٍ وماء ٍ جديد.
صبايا يعبُرنَ المجهول
ويُخزِّنَ الشُموس في العباءاتِ.
نظرات سوداء من كل الأعمار
لاتقرأ سوى كتاب الكبت.
نظرات تقشرماوراء الملابس
كموز"ابونقطةٍ"
الأشياء خامَة كماهي.
و" قطع العادة" عدوٌ.
يتقدم الكذب لبلوغ الأشياء.
كأن تغدو الرشوة اخلاق الوظيفة
والأخلاق استثناءً.
اشياء جمّة ٌعلى حالها ساكنة.
كما يغيرون ملابسهم فقط...
لايتغيرون
كعادتهم تماما
حينما " يبذ لون" القات:
والقتلى.
وتماما كحركةٍ مُمَوَهةٍ
لِمهرِّج ِ خُطبٍ استثنائِي ٍ
يُخفي ضحاياهُ اسفل – المايكرفون -
وكعادتها قاعات الأفراح تنتظرالمُعزين.
الأشياء كماهي لاكما ترُى او تُسمع
.الحافلة القادمة من "السواد"
يصعدها راكب اخير في شارع "خولان"
نفس الراكب يستوقف – قائد - الحافلة
عند باب " المقبرة"
قائلا: "حدي هُنا".
يخِزن الشموس في العباءات
2006-08-30