"جارين عربة ملحنا على الطريق، نحيا في هذا العالم الحزين، حياة ما أقصرها، وما أسرع ما تنقضي".
من إحدى مسرحيات "النو" اليابانية.
إننا لا نجر عربة في هذا البلد. لو كان الأمر كذلك، لظلت الحياة متألقة، وكان الأمر جديرًا بالعيش والملح. إننا أمام لعنة يكررها التاريخ، لا بد فيها من أن تلبس الحجارة وصخور هذا البلد، الدماء الحمراء القانية، حرب نبلاء، وحرب تنتهي حتى تبدأ الثالثة.
بالطبع من سيرد.. أن الأمر طبيعي "الدم من رأس القبيلي، والحجارة من الأرض".
لكنها ليست أبدًا من الأصل الطبيعي لهذا الوطن. إنها مجلبة من أولئك الذين يشعلون الحرائق باسم القداسة، الآتين من كواكب بعيدة، وحطوا على هذه الأرض، ليفرشوا اللعنة على الأرض بجبالها وسهولها، ثم يدبجون بعد ذلك أساطيرهم التي دوَّنوها عبر الزمن المتفاوت بإيوان من الدماء والموت المجاني، عبر الفترات المتتابعة أحيانًا، وفي أحيان تنقطع تلك الفترات بحسب الأقدار على ما يبدو.. فينفك عباد الله الطيبون لأخذ نفَس، لكنهم سرعان ما يعودون إلى الاحتراق، بفعل هواجس أولئك الذين مازالوا يؤمنون بأحقية إشعال الحرائق ونشر الخراب والتدمير.
"إنه ريح الخريف الذي يحزن الفؤاد"، كما تقول المسرحية.
دم.. وخراب
2024-01-30