أعلن الزميل نبيل الصوفي، رئيس تحرير موقع «نيوزيمن» الإخباري المستقل، وقف نشاط الموقع الذي تعرض للتدمير عشية عيد الأضحى، من قبل جهة يعتقد أن لها علاقة بجهاز أمني.
وأوضح في تصريحات صحفية مساء الخميس الماضي، أن إدارة الموقع بذلت جهوداً من أجل تدارك الدمار الكلي الذي لحق بالموقع، إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل نظراً لأن تصميم الموقع مجدداً وخيار استعادة الأرشيف تتطلب إمكانات مالية كبيرة.
وتعرض موقع «نيوزيمن» للتدمير الكامل عشية العيد. وأظهرت تحقيقات الشركة الأجنبية المستضيفة للموقع أن الطرف المتورط في عملية التدمير استخدم رقم موظف في إدارة الانترنت بوزارة الاتصالات. ورد اسم الموظف نفسه في عمليات تدمير لمواقع مستقلة ومعارضة خلال السنوات الثلاث الماضية. وكان وزير الاتصالات المهندس كمال الجبري وعد الزميل الصوفي، مطلع الأسبوع الماضي، بالتحقيق في ملابسات العملية، مؤكداً احترامه للموقع وسياسته التحريرية.
لكن مصدراً في الوزارة أعلن في اليوم التالي لوعود الوزير تنصل الوزارة من أية مسؤولية تتعلق بأي موقع مستضاف خارج اليمن.
وشدَّد نبيل الصوفي في تصريحاته على مسؤولية الوزارة عن عملية تدمير الموقع، وقال: «الوزارة معنية لأن ما حدث يهز الثقة بخدمة الانترنت في اليمن، والتي من خلالها تدار أيضاً أنشطة اقتصادية».
وأضاف: الوزارة مطالبة بمراجعة سياستها لضمان وحماية أمن المعلومات المتبادلة عبر الانترنت التي تنفرد بإدارتها، وهي مسؤولة عن حماية سرية البيانات التي تمر بالكامل عبرها وتخضع لرقابتها.
وكشف نبيل الصوفي عن تهديدات تلقاها الموقع خلال الأشهر الماضية من جهات داخل السلطة وخارجها، ولفت إلى أن ما حدث من تدمير للموقع يستدعي من المجتمع الضغط على الأجهزة الأمنية لتكف عن استخدام الدولة في تنفيذ قرارات خارج القانون، كما يستوجب الضغط على أية مؤسسة خدمة عامة من أجل رفض أي طلب تتلقاه من أية جهة أمنية ما لم يكن مسوغاً بقرار قضائي. ونبه إلى أن عدم قيام الوزارة بمراجعة سياستها ومتطلبات حماية بنيتها التشغيلية في حال تم اختراقها من أية جهة، فإن جميع مستخدمي النت، بمن فيهم الشركات والبنوك والجمعيات والصحف، يصيرون عرضة للاختراق.
وبشأن الخسائر التي تكبدها موقع «نيوزيمن» جراء تدميره، أفاد الصوفي بأن ما فقد من عمل يقدر بنحو 40 مليون ريال، موضحاً أن الموقع استقطب 40 مليون زيارة من مختلف بلدان العالم، وأنتج منذ تأسيسه في 3 مايو 2005، 36 ألف مادة صحفية.
ويتمتع موقع «نيوزيمن» باحترام واسع، محلي وخارجي، جراء سياسته التحريرية المستقلة والمتوازنة، وحرص إدارته على تغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بنزاهة ومهنية، وتمسكها بنشر آراء ومواقف التيارات الفكرية والسياسية والثقافية دون تشويه أو اختزال.
وأثارت عملية تدمير الموقع صدمة داخل اليمن وخارجه، واعتبرت منظمات وأحزاب ومؤسسات ثقافية وبحثية استهداف الموقع ضربة قاسية لحرية الصحافة في اليمن. وطالبت منظمات حقوقية ومدنية أبرزها منظمة «صحفيات بلا قيود» بتكثيف الضغوط من أجل كسر احتكار الحكومة لخدمة الانترنت.
نقابة الصحفيين اليمنيين حملت وزارة الاتصالات والشركة المستضيفة كامل المسؤولية عن الاعتداء الذي استهدف الموقع، ودعت إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الاعتداء تكون النقابة ممثلة فيها.
ووصف طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام، ما حدث للموقع بأنه عمل جبان وغير أخلاقي.
واستنكرت أمل الباشا رئيسة منتدى الشقائق، تدمير الموقع، واعتبرته عملاً كارثياً يستهدف حرية الكلمة وحجب المعلومات والفكرة الصادقة والجريئة.
واعتبر سلطان العتواني أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري، ما تعرض له الموقع دليلاً على ضيق السلطة بالدور التنويري الذي يقوم به.
استنكار واسع لعملية تدمير موقع «نيوزيمن» وإدارته تلمح لتورط جهاز أمني
2009-12-14