مهزلة أخلاقية بطلها المدرب عادل المنصور
وقع لشمسان غير مكترث بتوقيعه لنصر الضالع 
> شفيع العبد
من المعيب حقاً أن تعطي وعداً لشخص ما ثم تسارع إلى إعطاء ذات الوعد لشخص آخر غير مكترث بالوعد الأول، على أن إخلاف الوعد من شيم المنافقين كما وصف ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم: ".. وإذا وعد أخلف..."!
الأمر يكون أشد وأنكأ عندما يتعلق بحقوق الآخرين، لأنه هنا يرتبط بمنظومة "القيم والأخلاق" التي قال عنها الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت/ فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
المدرب عادل المنصوب وضع نفسه "مختاراً" في ورطة غير أخلاقية عندما وقع عقداً مع نادي شمسان عدن مؤخراً، متجاهلاً عقده مع نادي نصر الضالع، والذي وقعه بتاريخ 15/10/2009 لمدة موسم واحد، واستمر يدرب الفريق الذي يستعد لخوض غمار تصفيات الدرجة الثانية حتى تاريخ 8/11، وعندها غادر الضالع صوب عدن.
العقد الذي حصل ملعب "النداء" على نسخة منه (وينشرها) مذيلاً بتوقيع "عادل أحمد المنصوبـ" كطرف ثان و"فضل عبده صالح" رئيس النادي كطرف أول، نص على أن يلتزم الطرف الثاني بتدريب الفريق الأول لكرة القدم لنادي النصر الرياضي للموسم 2009/2010 مقابل حافز شهري متفق عليه ملزم به الطرف الأول (115000 ريال)!
كما اتفق الطرفان بحسب العقد على أنه في حالة إخلال أي منهما ببنود العقد يتحمل الطرف المخالف كافة المسؤولية، وفي حالة ما أخل أحد الطرفين بأي من بنود العقد يحق للطرف الآخر فسخ العقد!
رئيس نادي نصر الضالع فضل عبده قال لـ"النداء": ما حدث من المنصوب أمر غير أخلاقي ويتنافى مع سلوكيات المدربين الذين هم في المقام الأول قدوة للاعبين في مدى الوفاء بالوعد وتنفيذ الالتزامات، فكيف سيكون حال اللاعب الذي يرى مدربه ينكث عهده ويخلف وعده ويتهرب من التزاماته".
وأضاف: "نحن لن نتنازل عن حقنا وسنقاضي المنصوب كونه موقعاً عقداً معنا، وهذا العقد لا يعطيه الحق في إلغائه إلا إذا أخلينا بالتزاماتنا نحوه، وقد كنا أوفياء معه حيث طلب منا أن نصرف له راتب الشهر مقدماً ونفذنا طلبه، وفي النهاية ذهب ليوقع عقدا مع شمسان دون علمنا، ولم نعلم بذلك إلا من خلال الصحف"!
وفي سياق تصريح صحفي قال المدرب عادل المنصوب لصحيفة "أخبار اليوم" بعد توقيعه عقداً مع نادي شمسان، إن موافقته على تدريب شمسان جاءت للعرض المناسب والجيد الذي تلقاه!
طرح تفوح الغرابة على جانبيه، ويكشف أن المنصوب لم يكن يعلم على ما يبدو بعقده مع نصر الضالع، وما توقيعه لشمسان إلا لكونه أفضل العروض. يتحدث الرجل وكأنه في مرحلة "المفاضلة" بين العروض المقدمة من الأندية!
وفي ذات التصريح المتناقض كتناقض الرجل مع نفسه، يقول: "أنا أعتذر لإدارة نصر الضالع لعدم الاستمرارية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفريق"!
المضحك حد البكاء والرثاء للحالة التي وصل إليها المنصوب تأكيده على أن توقيعه لشمسان "عشان خاطر تاريخ النادي" ولالتزامه الأدبي للتواصل الذي تم بينه وبين إدارته!
يا عيني على الالتزام الأدبي الذي يتحدث عنه بينما تخلى عن الوفاء بالتزامه "العقدي" مع نصر الضالع! هكذا أخلاق وإلا فلا!
حصلنا في ملعب "النداء" أيضاً على نسخة من سند استلام نقدي (ننشرها هنا) موقع من عادل المنصوب بتاريخ 15/10/2009، يؤكد فيه أنه استلم من المسؤول المالي مبلغاً وقدره 115000 ريال مقابل مرتب شهر أكتوبر من 15 أكتوبر إلى 15 نوفمبر!
انظروا استلم الراتب مقدماً وذهب إلى عدن لتوقيع عقد مع شمسان قبل أن ينتهي الشهر!
لعمري إنها مهزلة ما بعدها مهزلة!
ينبغي على إدارة نصر الضالع عدم التفريط في حق النادي من باب المحافظة على قيم رياضية وأخلاقية قبل ذلك، يحاول البعض إفسادها والعبث بها في ظل وضع رديء تعيشه كرة القدم اليمنية بسبب أولئك "الغرباء" الذين يتواجدون في مبنى "جولـ" ويعيثون الفساد دون رقيب أو حسيب!