يعتبر قتل الصحفيين في نظام روما الأساسي واتفاقية جنيف الرابعة، جريمة حرب. الجرائم التي يقوم الجيش الإسرائيلي المدجج بآخر ما صنعته مكنة الحرب الأمريكية والأوروبية، كاثرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة والضفة الغربية المحتل وطنه لخمسة وسبعين عامًا.
تتعرض كل فئاته وشرائحه للتقتيل وتهديم المنازل وتجريف التربة وقلع الأشجار، ويتعرض صحفيوه شهود الجرائم المستدامة المتسلسلة والمتصاعدة، للاعتقالات الكيفية والاغتيالات والتقتيل، فخلال حرب "السيوف الحديدية" يقتل ما يزيد عن عشرين ألفًا، أكثريتهم من النساء والأطفال، ويقتل بأدوات القتل الكاثرة ٦٤ صحفيًا وصحفية خلال بضعة أسابيع، وتحديدًا منذ السابع من أكتوبر.
إن القتل الممنهج ضد صحفيي وصحفيات الشعب الفلسطيني، جريمة حرب، كما هو شأن قتل صحفيي وصحفيات لبنان. إن القوة الإسرائيلية لا تعطي أي حساب للحياة المدنية والمدنيين، والمأساة الإفلات من العقاب، فالحكومة الإسرائيلية الموصوفة بالأكثر تطرفًا، لا تحترم الحياة الإنسانية، ولا تعير أي اهتمام للحياة البشرية.
وتقرأ في الصحافة والصحفيين مدوني الجرائم وشهود الحق والحقيقة أكبر خطر ضد نهجها الإجرامي وممارساتها الأخطر على الأمن والسلام وحياة الناس. وحسنًا فعلت نقابتا الصحفيين الفلسطينيين والمصريين، والنقابة الصحفية اليمنية، والاتحاد الدولي للصحفيين، ومراسلون بلا حدود، وقناة الجزيرة، في تدوين الجرائم ورصد الانتهاكات وتدوين أسماء شهداء الصحافة شهود الحق والحقيقة.