لا يستبعد الصديق المحامي الألماني القدير أخيم شلوت كوتشوته، أن يكون للتأخير وعدم البت في طلبات لجوء اليمنيين في ألمانيا، علاقة باعتقاد بعض الموظفين أو الجهات بأن اليمن قد تجاوزت الحرب، وأصبحت تنعم بالسلام والوئام.
وثمة شخصيات وجهات عديدة يروقها أن تضع اليمن على قائمة الدول الآمنة، لأنها لم تكن تعلم أن اليمن شهدت حربًا طاحنة قوضت دولتها ومزقت كيانها إلى شظايا تتناهشها الاحتلالات الهمجية المتوحشة.
ولطالما تكرر علينا السؤال: أين تقع اليمن؟ كما تكرر علينا السؤال الوجودي الشهير لمعمر القذافي: من أنتم؟
... الحاصل أن "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية لعب دورًا كبيرًا في التعتيم والتعمية على وقائع الحرب وأهوالها في اليمن، وعلى الإخفاق الذريع لتدخله العسكري، ثم محاولاته الانسحاب من "المستنقع اليمني" على غرار الانسحاب الأمريكي الكارثي من "المستنقع الأفغاني".
إن "الهدنة" المعلنة بين السعودية والمليشيا الحوثية، في ٢ أبريل ٢٠٢٢، لم تفضِ إلى أكثر من وقف تبادل القصف بين الطرفين،
وقد نفذت السعودية، عبر واجهتها اليمنية "الشرعية"، كافة التزاماتها برفع الحصار عن مطار صنعاء وعن ميناء الحديدة، ولم تلتزم المليشيات بأي بند متعلق بالداخل، بقدر ما صعدت الحرب على كافة جبهات الداخل، وبدا واضحًا أن السعودية، وبإسناد أمريكي -بريطاني، ووساطة عمانية، تتعطش إلى الانسحاب "المشرف"، وإن أفضى ذلك إلى شرعنة النسخة اليمنية لطالبان، والتعامل معها كند، وتمكينها من رقاب اليمنيين بمباركة دولية.
في هذا المنحى جاءت الزيارة الخاصة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لسلطنة عمان، في ١٢ سبتمبر، حيث وصل إليها من الهند، بعد مشاركة ناجحة في قمة العشرين.
لقد تألق الأمير محمد بن سلمان في تلك القمة، وخطف الأضواء على خلفية غياب روسيا والصين، وكان من شأن حالة الزهو التي غمرته والانتشاء الذي أسكره، أن تدفعه بقوة نحو تسجيل نقلة سريعة باتجاه ملف اليمن، ما أمكن، وبأي ثمن، وليس بالميسور التكهن بالثمن المطلوب للاحتفاظ بمكانة مرموقة في نادي الكبار، ولعب دور "الدولة العظمى"، واستيعاب الاستحقاقات المترتبة على ذلك، والمستجيبة لـ"رؤية السعودية ٢٠٣٠"... ثم إن من يريد أن يلعب دور الإطفائي للحرائق المشتعلة حول العالم، أو الوسيط في حل النزاعات ووقف الحروب في أوكرانيا أو السودان، يجدر به، أولًا، أن يلتفت إلى الحريق الذي شارك بإشعاله في بيت الجيران.
على ذلك، شهدت المفاوضات بين صنعاء والرياض زخمًا غير مسبوق مؤخرًا، في ظل غياب تام لـ"الشرعية" اليمنية، فقد حرص "التحالف" على موضعتها كواجهة تقتصر وظيفتها على البصم والتوقيع، وذلك ما هو مرتقب في أية لحظة، والراجح أن التوقيع على الصفقة أو على "الهدنة الموسعة" والوشيكة مع الحوثيين، سيكون بمثابة شهادة نفاد صلاحية أو شهادة وفاة "الشرعية"، ولن يكون مصيرها أفضل من مصير شرعية الرئيس الأفغاني الأخير أشرف غني وحكومته.
افغان يتشبثون بطائرة امريكية اثناء اقلاعها من مطار كابول(CNN)
لقد كانت لـ"التحالف الغربي" بصمات واضحة على المشهد الأفغاني خلال عشرين عامًا من الاحتلال، ولكن التدخل العسكري الكارثي في ذلك البلد المعقد بتضاريسه الجيوسياسية والاجتماعية، قد انطوى على فشله من أول وهلة، وانتهى بانسحاب مذل وصاعق بمشهديته، في ١٤ أغسطس ٢٠٢١، عندما كانت الجموع المذعورة من انتقام طالبان تتدافع للرحيل من مطار كابول، قبل أن تحكم طالبان سيطرتها الكاملة على العاصمة كابول.
ويحسب للتحالف الغربي هناك حرصه على إنجاد آلاف الأفغان، واستقبالهم في أمريكا وألمانيا وغيرهما، واستصداره قرار من مجلس الأمن يقضي بـ"توفير ممرات آمنة لمن يرغب في مغادرة أفغانستان"، وبأن "لا تصبح أفغانستان ملاذًا آمنًا للإرهابيين"!
معلوم أن نقطة الضعف الكبرى لـ"التحالف الغربي" تمثلت بارتكازه على سلطة "شرعية" فاسدة تمزقها الانقسامات، وإن كانت لا تخلو من أصوات تئن وتجأر بالشكوى، بين الحين والآخر، وتحتج على تهميشها من قبل الأمريكيين الذين كانوا يديرون مفاوضاتهم مع حركة طالبان بوساطة قطرية، وتمحور كل همهم حول الانسحاب من" المستنقع الأفغاني"، ولو استدعى ذلك تقديم الكثير من التنازلات في الغرف المغلقة، وقد تضمنت اتفاقية الدوحة العديد من البنود التي رجحت كفة طالبان، وهيأت لها فرصة الانقضاض على أفغانستان كلها عشية الانسحاب المجلجل.
كان لافتًا أن "أشرف غني" أفصح، وإن على استحياء، عن استرابته واستنكاره للتوجه الأمريكي الذي يهمش حكومته "الشرعية"، وقد أغضب ذلك واشنطن، وأثار سخطها أن يتمرد عليها صنيعتها، ومن يرجع إلى ردود الفعل الأمريكية وتصريحات الخارجية، وإلى ما كتب مايك بومبيو في مذكراته، سيلحظ النبرة الطافحة بالسخط والاحتقار والاستعلاء على "الشرعية"، وعلى "غني" الذي اتهمه "بومبيو" بعرقلة محادثات السلام، ووصفه بأنه "أسوأ" زعيم قابله على الإطلاق، وقال: كان "غني" محتالًا بكل ما تعني الكلمة، وأودى بحياة الأمريكيين للحصول على السلطة".. وعن الرجل الثاني، رئيس لجنة المصالحة "عبدالله عبدالله" الذي تجرأ هو الآخر، وانتقد طريقة مفاوضات واشنطن مع طالبان، قال "بومبيو": "كان رئيسًا لمجموعة مافيا. سرق الأموال التي تبرعت بها الولايات المتحدة".
ما كتبه "بومبيو" غيض من فيض ردود الأفعال الأمريكية على الاعتراضات الأفغانية الخجولة لطريقة إدارة المفاوضات مع طالبان.
لقد تضمنت اتفاقية الدوحة بين طالبان و"الشرعية"، العديد من البنود التي تتحدث عن المصالحة والشراكة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة، وما إلى ذلك من البنود التي أحرقتها نيران حركة طالبان حين دخلت كابول بعد رحيل آخر جندي أمريكي، وفرار أشرف غني إلى باكستان، ثم إلى محطته الأخيرة "أبوظبي" التي أخذت على عاتقها مهمة استقبال وغسل كل الرؤساء والجنرالات والوزراء الفاسدين واللصوص الهاربين من بلدانهم بحقائب ثقيلة.
إن الحركة التي أقدمت قبل ٢٠ عامًا على تفجير تمثالي بوذا الضخمين، بعد أن كانا يسهران لقرون طويلة على وادي "باميان"، و"صمدا" في وجه غزوات المغول وأهوال الطقس، رقصت طربًا من صدمة وذهول العالم، وهتف أتباعها "الله أكبر" بعد تفجير التمثالين، تقصدت أن تقول بأنها لا تأبه بالعالم ولا بالقيم والحقوق الكونية، لأن شرط وجودها يقوم على مناهضة ومناقضة العالم، ولأنها لا تجيد تعريف نفسها إلا من خلال النكث بالعهود والمواثيق، وكأنها من ذات السلالة الحوثية.
زعيم طالبان هبة الله آخند زاده(شبكات التواصل)
لقد أصبح زعيم طالبان "هبة الله آخند زاده" الذي لا يحب الظهور، ويدير الإمارة الإسلامية من قندهار، هو صاحب الكلمة العليا واليد الطولى، ومن قندهار أصبحت تدار كابول، كما صارت صنعاء تدار من صعدة، حيث يتوارى "السيد" عبدالملك الحوثي، َوكلاهما: واحد.
وتتفوق الحركة الحوثية على حركة طالبان بعنصريتها وفاشيتها، وزعمها أنها إلهية تملك تفويضًا من الله بالولاية التي لا تحتمل أي شريك، كما تتميز بمنهجية وتأصيل يستند على إرث ١٢٠٠ سنة من الحرب والنهب لليمنيين من قبل أنظمة الإمامة المتعاقبة، أجداد الحوثي المتحدر من سلالة لا تتقوى إلا بالحرب.
إن نظام الإمامة المستحدثة الذي ترسيه حركة "أنصار الله"، هو نظام الحرب الأهلية المستدامة، وهي إن اضطرت إلى "الهدنة" مع الخارج، تشعل كافة جبهات الداخل، وذلك ما فطن إليه المبعوث الأممي الذي أقر في آخر إحاطة له بمجلس الأمن أنه بعد مضي ١٥ شهرًا من الهدنة الهشة تجددت الهجمات الحوثية على محافظات الضالع وتعز وشبوة ومأرب، مشيرًا إلى ثلاث هجمات صاروخية متزامنة على مخيمات النازحين في مأرب (تؤوي أكثر من مليوني نازح)، وإلى استئناف القناصة الحوثيين نشاطهم على خطوط التماس.
وفيما سقط العديد من ضحايا القناصة في مدينة تعز، فقد شددت المليشيات حصارها على هذه المدينة التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، تتلهى المليشيات بترويعهم وحشرهم في مرمى قناصتها وصواريخها منذ سبع سنوات، وهو حصار غير مسبوق ولا مثيل له في التاريخ الإنساني المعاصر، وفي مستوى تعبيره عن الفاشية الطائفية بأبشع صورها، وعن "أسوأ كارثة إنسانية" حسب التقارير الدولية.
وفي إحاطته لم يتطرق "غروندبيرغ" إلى كل الجبهات التي أشعلتها المليشيات الحوثية التي صعدت من عمليات البطش والتنكيل بالصحفيين بعد إغلاق منابرهم، وبالمعارضين، ومن مصادرة الثروات والممتلكات العامة والخاصة، وممتلكات وعقارات الغائبين والهاربين والمطالبين بمرتباتهم المقطوعة من سبع سنوات، ومصادرة ودائع الناس في البنوك، ومنع الاختلاط بين الجنسين، وغلق مقاهي النساء، والتوسع في بناء المقابر والسجون، وبخاصة سجون النساء، في بلد لم يعرف في تاريخه كله سجونًا خاصة بالنساء، ولم يشهد ظاهرة المليشيات النسائية (الزينبيات) إلا في هذه الحقبة السوداء.
ولم تتطرق الإحاطة إلى حقيقة أنه بعد الهدنة تضاعفت موارد المليشيات، وزاد سعارها الداخلي، وأطلقت العنان لأدوات بطشها في الفضاء العام وفي الجامعات، حيث تفصل من الدراسة أية طالبة إذا ما أقدمت على تقبيل زميلتها بخدها في كافتيريا الجامعة.
وتندرج كل تعديات وانتهاكات الذراع اليمنية للحرس الثوري الإيراني –"أنصار الله"- في إطار التماهي الأعمى والأعنف مع ممارسات الحرس الثوري الإيراني.
لقد أمعنت هذه المليشيات في تجريف البلاد من عناصر الذكاء الاجتماعي، وفي تهجير واعتقال وترحيل الأقليات إلى خارج البلاد، وليس بخافٍ على أحد ما حاق باليهود والبهائيين من تنكيل وترحيل جرى بتغطية أممية مخزية.
وليس بالإمكان حصر كل القرى والمناطق المزنرة بالمتفجرات والحقول الزراعية والطرقات المزروعة بالألغام، ولا يتسع المجال لحصر الانتهاكات والجرائم الجسيمة التي اقترفتها هذه المليشيات، ولم يخطر بعضها حتى على بال أبالسة طالبان.
إن المليشيات الحوثية محكومة ببنية إسرائيلية عنصرية، احتلالية، استيطانية، وطاردة للسكان وللسلام والأمان، وقيامية.
ويتواضع تقرير مؤشر السلام العالمي لعام ٢٠٢٣، بتأكيده "على أن اليمن لاتزال الدولة الأقل سلمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أنها تأتي ثاني دولة من فئة الدول الأقل سلامًا على مستوى العالم بعد أفغانستان"، فالأرجح أن اليمن في المرتبة الأولى.
من هنا جاز لنا أن نقول: إنهم يكذبون يا عزيزي أخيم.
يكذبون على العالم بالقول إن الحرب قد توقفت في اليمن، وإن السلام قد عم أرجاء هذا البلد، فالحاصل هو أن الحرب توقفت على الحدود الجنوبية للسعودية.
لقد جمعتنا الأقدار والمصادفات بعائلات أفغانية، والكثير من الأفغان الذين غادروا بلادهم مكرهين بعد سيطرة طالبان، وصار بعض هؤلاء أصدقاء أعزاء بعد أن تخالطت ملامحنا وتشابهنا وصار الواحد منا يسمع صوته وصداه وصمته وظلاله في ما يقول صاحبه، وعبر التخاطر وتبادل الحكايات وأطراف الشتات، وقد كان من شأن هذه التجربة أن توطد قناعتي بواحدية المعاناة الإنسانية، فلا فرق بين أهوال التغريبة الأفغانية وأهوال التغريبة اليمنية إلا بمنظار المعايير المزدوجة، وهو منظار حاكم لبعض الدوائر الغربية المجحفة بحق اليمن واليمنيين.
لقد انسحب التحالف الغربي من أفغانستان، مفسحًا المجال لقبضة واحدة أمسكت بخناق ذلك البلد المنكوب، أما التحالف العربي فقد تكشف عن رثاثة بلا حدود، وأعلن عن الانسحاب من غير أن ينسحب بعد تدخله العسكري التدميري، وتحويله اليمن إلى أرخبيلات متناثرة يتحكم بها وكلاء حرب المصالح والنفوذ المحتدمة في الساحة اليمنية بين إيران والسعودية والإمارات بصورة مباشرة..
وخلال "الهدنة" تمكنت المليشيات المركزية من بناء وتطوير ترسانة عسكرية ضخمة استعرضتها بمناسبة ذكرى انقلابها، في ٢١ سبتمبر، لتقول للعالم بأنها "جيش" و"دولة".
وتعلم دول الإقليم والهيئات الأممية أن هذه المليشيات التي تسرق ٨٠% من المساعدات الإنسانية التي تصل إلى اليمن، أصبحت تطالب بكل الحصة من المساعدات وغيرها، وهي لن تشبع قط.
لقد أصبحوا يطالبون بدفع فاتورة قتلهم وتشريدهم لليمنيين، والتعويض عن خسائرهم، ووجدوا في الإقليم من يستمزج هذا الابتزاز، لأن مصلحته تكمن في التنصل من عواقب الحرب الرهيبة التي أسفرت عن تدمير شامل للبلاد، واحتلال لموانئها وجزرها وحقول نفطها وغازها و... الخ.
إن موقع اليمن الجيوستراتيجي جعله ضحية لتقاطع المصالح، ومن هنا كان حرص بعض الدوائر الغربية على عدم الاعتراف باليمنيين كلاجئين، لأن معنى ذلك هو اعتراف بأن اليمن ساحة حرب، ما يدعو إلى استنكار معلن وتحميل المسؤولية للدول الإقليمية المتحاربة في اليمن عبر وكلائها وطائراتها التي نفذت ما يقرب من ٣٠٠ ألف غارة جوية على اليمن خلال أكثر من سبع سنوات من الدمار والدماء... ثمة تهرب مكشوف من تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه محنة اليمن واليمنيين من قبل السعودية وغيرها، ومن قبل بعض الدول الغربية التي انغمست في الحرب من أول وهلة، خصوصًا بريطانيا وأمريكا.
المؤسف حقًا هو التسويق لتصنيف ما يجري في اليمن على أنه صراع محلي، وأن اليمنيين غير مؤهلين للإقامة في أرضهم ولا في خارجها، لأنهم مشمولون برعاية كريمة من دول مجلس التعاون الخليجي، َوبخاصة من السعودية... هكذا أصبحت الدول التي تنهب موارد اليمن، وتحتل أكثر من نصف مساحتها، مشكورة من قبل الدول الكبرى على حسن رعايتها لليمنيين...
حقًا إنه لأمر يثير حنق وسخط وألم اليمنيين تجاه عالم يسكره النفط والغاز، ويتعامى عن محنة الملايين في اليمن... البلد الجيب، البلد الغيب، البلد الذي بلغ القاع ليصبح حالة مثالية لفهم ما يجري في العالم بأسره... عالم التطبيع مع الشعبويات والمليشيات، ومع صعود الفاشيات، والقبول المرح لعودة صعود أحفاد موسوليني وغيرهم إلى سدة الحكم.
د. ميشائيل نيبلونج يرتدي الزي اليمني قبل مقتله في العمل الإرهابي بمستشفى العرضي (مدونة محمد العبسي)
هامش: المحامي المستشار القدير "أخيم شلوت كوتشوته" صديق لليمن ولليمنيين، ولطالما ترافع ودافع عن الكثير من اللاجئين اليمنيين، عن خبرة ودراية بأحوال بلدهم الذي عمل فيه لسنوات، وتنقل في أرجاء صعدة وصنعاء، ولديه ذكريات جديرة بأن ترى النور في كتاب مذكرات.
تعلم "أخيم" اللغة العربية التي يجيدها بلكنة مصرية، في القاهرة، أواخر ستينيات القرن الماضي، وفي اليمن عمل مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي التي كانت تقدم لليمن مساعدات إنسانية بأكثر من ٨٥ مليون يورو سنويًا، ومشاريع تنموية في المياه والصرف الصحي وتنظيم الأسرة والتعليم الأساسي والصحة والإصلاح الاقتصادي... كما قدمت هذه المؤسسة تضحيات جسيمة لا تنسى حين فقدت مديرها الدكتور "ميشائيل نيبلونج" ورفيقه الدكتور "كاي" مدير الصحة في المؤسسة الذي كان يجوب القرى اليمنية من أجل تحسين وضعها الصحي حينما طالتهما يد الإرهاب، وكانا من ضحايا العملية الإرهابية المروعة التي استهدفت مستشفى العرضي بصنعاء، في ٥ ديسمبر 2013، وعادا إلى بلادهما بتوابيت الطائرة... عليهما الرحمة والسلام.