أصبحت مشغوفاً كإنسان أولاً وكفرد محسوب على الأسرة الصحفية، بالذهاب والسفر إلى الصومال: الأرض التي لا تنام فيها البنادق وقوارب التهريب، والعودة سباحة مع اللاجئين الصوماليين والتسلل «علينا» من مخيمات اللاجئين إلى العاصمة صنعاء للسكن والاقامة الدائمة في حي الصافية في العاصمة حقنا.
لا تستغربوا لهذا الشغف الذي لا تحبذه الامهات وزوجتي في بعض الأحيان إذا قررت مبدئياً الخروج معها في نزهة قصيرة حتى ولو كانت إلى الصافية..، فهذا الشغف الصحفي سيجعلني صديقاً كظل للزميل الصحفي النادر جلال الشرعبي المهووس بالصومال وقضاياه وكأنه أحد امراء حرب الصومال أو كمن له ارض صرفت هناك كمكرمة وبحاجة إلى سور وغرفة حراسة وينوي بيعها بعد إرتفاع ثمنها لشراء ارضية في طرف اطراف صنعاء.
«الوريا» جلال الشرعبي وحده من استطاع إثارة شغفي وحسدي وإنتزاع رسالة اعجاب صحفية قصيرة جداً من زميل يندر ان يبدي إعجابه بغير مقالاته.. فهذا الوريا الشرعبي استطاع من خلال الملف الصحفي والمهني المميز والخاص بكل شاردة وواردة في الصومال ونشرته اسبوعية «26سبتمبر» كصحيفة مصغرة ملحقة بالصحيفة الأم استطاع أن يكون صاحب السبق والمبادرة الاولى لتأسيس صحافة يمنية ترصد الحدث من مكان وقوعه بالإيفاد الصحفي الخارجي لتمنح القارئ وجبة صحفية ومعلوماتية وتحليلية دسمة وبرؤية معمقة وبأسلوب سلس وبمهنية محترف يعرف ما الذي يريده القارئ والمتابع اليمني بالصومال ارضاً وإنساناً وتاريخاً وحروباً وعشائر ومهرباً أيضاً.
وأنت تقرأ ملف صحيفة «سبتمبر» الصومالية ستعرف وستتأكد أن لها موقع الريادة الصحفية على المستوى اليمني فكراً وتجديداً وقبولاً ورغبة في التميز والتفرد وتقديم الجديد ولو أنها تحتكر جُلَّ اخبار المصادر الخاصة ولا تفرق بين كونها صحيفة تتبع جهة حكومية محايدة بلا ميول حزبية ولا دوشة المماحكات الصحفية غير المهنية ذات الابعاد الحزبية التي لا تليق بمهنة يفترض فيها الحياد.. المهم: خلونا في الملف الصومالي للوريا جلال الشرعبي حتى لا يستل الرقيب مقصه...
الملف الصومالي السبتمبري تفرد صحفياً ومهنياً وبحياد تام مارسه الزميل جلال الشرعبي في طرح وقراءة وتحليل وعرض لقصة أرض لا تعرف سوى البندقية وامراء الحرب الذين يقودون حروباً بالوكالة ويتاجرون بالصومال كقضية ودولة وكصرخة لاجئ قتلت اسرته ويحلم أن يصل إلى شواطئ اليمن ومازال رأسه ملتصقاً بجسده دون ان يجتزه قراصنة البحر والتهريب والإغراق.
الملف الصحفي المميز قدم برؤية تحليلية معمقة نعرات عشائر الصومال واقتصاد الرصيد، وأمنيات اعتراف دولي بشمال صومالي بحث عن الوحدة فأرغم على الانفصال والاستقلال ووسط يعلن الفيدرالية ويعتبرها حلاً وعاصمة لا تزال تغتصبها بنادق المليشيات ومهووسي السيطرة وإلغاء الآخر، وحكومة مؤقتة محاصرة في «بيداو» وقصة المدرسة التي تحولت بفعل البندقية إلى محاكم شرعية بشرعية السلاح وبريق تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود وإحلال الأمن، وأمراء للسلام ومكافحة الارهاب لا يجيدون سوى القتال وإستغلال بعبع الإرهاب والقاعدة لإستدرار المال والدعم الأمريكي.
الملف الصحفي المميز لم ينس نبش ذاكرة جالية يمنية تمتهن التجارة وتبحث عن بقايا تاريخ لها، ولم يغفل مأساة الانسان الصومالي وجفاف ارضه ومخيماته ومنظمات دولية وإغاثية تحلب منظمات المجتمع الدولي باسم الجوع الصومالي، والكثير من قضايا الصومال من بصاصو إلى بربرة وجارواي وبيداو ومقديشو وجوهر وقنبلة الأوجادين بين اثيوبيا والصومال وعلاقة القط والفأر بين الدولتين اللدودتين، وغيرها من القضايا والأحداث التي تجعلك خبيراً في الشأن الصومالي.
الوريا جلال الشرعبي
2006-08-02