محمد المقالح يكتب عبده مسعد الرعوي وأشياء أخرى
ما الذي جرى في مدينة إب للرعوي صلاح عبده مسعد الرعوي؟ والأصح ما الذي يجري في اليمن اليوم أيها الرعية المحترمون؟
يقول الخبر: إن مسلحين من قبيلة الحداء –مع الاحترام لكل أبناء الحداء الطيبين– يقطعون أكثر من 100كم من طريق صنعاء تعز بأسلحتهم الرشاشة (الأوالي) ويقتحمون حرمة مدينة إب وحرمة سجنها (سجن المباحث) ويقومون بقتل مشتبه به كان قد سلم نفسه طوعاً للدولة والعدالة والشريعة والحكومة،...، و"كل ما بدك من المحرمات".
لم ينته الخبر هنا خصوصاً حين تكتشفون ان سجين البحث الجنائي وهو صلاح عبده مسعد الرعوي (اسم على مسمى) قد قتل بأكثر من 40 طلقة رصاص و20 طعنة جنبية وعلى مراى ومسمع بل وبحضور ومشاركة ضباط كبار من سجن البحث ومن إدارة الأمن بذمار وغيرها، ما يعني ان المسلحين من قبائل السلطة الأمنية في الجمهورية اليمنية، لم يكن هدفهم مجرد القتل ثأراً لدماء أحد ابناء قبيلتهم (سعد البداي) الذي لا يختلف موقفي الشخصي من مقتله عن مقتل اي مواطن يمني آخر بمن فيهم هذا الإبي المدبر (رحمهم الله جميعاً) ولكن أيضاً بعث رسالة واضحة وجلية الى "الرعوي" وبقية الرعية في إب وغير اب مفادها "كيف يجرؤ رعوي من إب على قتل قبيلي مسلح من الحداء ويعمل في سلطة الرئيس أيضاً!؟"
بالله عليكم كيف تفسرون لي ولبقية الرعية المحترمين وجود أربعين مسلحاً يحتلون فندق عرش بلقيس ولمدة خمسة أيام بعد قتل الرعوي في السجن وكيف نفهم وجود (40) طلقة رصاص حكومية و(20) طعنة جنبية قبلية، ختمت جميعها في وقت واحد وبالدم الأحمر على جسد ذلك الرعوي السجين؟ الم يكن يكفيه طلقة واحدة وطعنة واحدة وقبيلي واحد وضابط واحد واستاذ جامعي واحد ومحافظ صعدة واحد ومحافظ صنعاء واحد ووكيل داخلية واحد وقائد أركان حرب أمن مركزي واحد....؟ لماذا كل هده الدوشة ولماذا يحضر كل هؤلاء؟.... وعلى من ياجماعة...؟ على "عبده مسعد الرعوي".. ذياك المسكين المقيد بأمان الله داخل سجن وزنزانة الحكومة والدولة والرئيس علي عبد الله صالح....عدشي قبيلة عدشي ديولة!!.
دعوكم من الرصاص والجنابي وتعالوا لنسأل عن: موقف كبار موظفي الدولة بينهم ثلاثة محافظين وثلاثة من قيادات الداخلية والأمن المركزي وكيف اصطفوا جميعاً وفي لحظة غضب "مفتعلة" الى جانب صاحبهم وقبيلتهم حين جاءوا -جميعاً- ليتوسطوا (قبلياً) لإخراج أربعة من الجناة كانت السلطات قد اوقفتهم بعد ارتكاب الجريمة مباشرة وقد قيل -والله اعلم- أنهم لم يغادروا إب إلا بعد ان هدم منزل الرعوي القتيل في (الجباجب) بواسطة الجرارات وبعد ان أخرجوا اصحابهم الأربعة من السجن..
عندما عين هؤلاء على رأس موسسات أمنية وحكومية كبيرة –وبالطبع بدون أخذ رأي أبناء الحداء وأبناء اليمن عموماً- لم يُقل لهم بانكم مسؤولون في الدولة وموكلون بحفظ أمن المواطن واحترام وتطبيق القانون على جميع المواطنين بغض النظر عن قبائلهم ومناطقهم..والحقيقة أنني لا ادري ماذا قيل لهم حينها، والمهم ان كل هذا يكشف بأن المشكلة ليست في الحداء ولا في سنحان أو ردفان.. المشكلة في هذه السلطة الحاكمة التي سلمت امر الدولة وقانونها العام لمجموعة من (أمراء الحرب) وهم انفسهم من يطبقون على رؤوسنا قوانينهم الجديدة والني لا علاقة لها لا بقبيلة الحداء ولا بأعراف وتقاليد القبيلة عموماً.
يبقى أن أسأل: أين المواطنون في إب وفي غير إب من هذا كله؟ أين ما يقال عنها معارضة يمنية ولقاء مشترك في إب من صلاح عبده مسعد الرعوي ومطهر المؤيد واصحاب الجعاشن وأصحاب حبيش وأمثالهم من الرعايا والمواطنين هناك؟
اخشى ان اقول بان مشكلة الرعوي ليست لدى السلطة فقط بل ولدى المعارضة أيضاً التي قيل إن بعضها مشغول بالوساطة مع أصحاب الحداء, والبعض الآخر بتصريحات رفض الإصلاحات السياسية والدستورية، وكلاهما لا يشغل المواطن وحقوقه المسلوبة اي مساحة من تفكيره او نشاطه خصوصاً في إب ومحيطها.
مفارقة القتيل بالقتيل!
قال أحدهم –معارضة طبعاً– ليش تشغل نفسك "... قتيل من إب وآخر من الحداء وقد توسطوا بينهم وانتهت القضية" يا إلهي وماذا عن آلاف القتلى الآخرين بدءاً من الأمن والقانون والدولة والمواطنة والقبيلة وانتهاء بالقيم والأخلاق الدينية والإنسانية و(كل المعاني المحترمة) التي قتلت وبوقاحة حين قتل الرعوي عبده مسعد الرعوي في إب وداخل سجن البحث الجنائي وبعلم ومشاركة حماة الأمن والقانون.
[email protected]
محمد المقالح يكتب عبده مسعد الرعوي وأشياء أخرى
2007-10-25