بَنْ عِوَضْ - أحمد الرَّماح
في أيامه الأخيرة
صاروا يتحلقون حوله كتحلق الشوارد حول جذع طولقة عتيقة
يشيرون إليه ببقايا من اسمائهم.. وكسر من خبزهم
يقبل منها ما يقيم الأود.. ولا يزيد.
عاصر الأتراك.. وعايش الإمامة
وعلى الحمدي انتحب.. كأم ثكلت بوحيدها
ومن يومها صارت حكمته:
لا يأتي الدهر بأحسن لأننا لا نستحق
أو لا نريد.
بحثوا عن أي شيء في زوته العتيقة
لم يجدوا سوى فأس ومنجل وصرة صغيرة
فيها قطع نقدية غريبة الأشكال والألوان
كلها مصنوعة من نحاس أو حديد.
لكنهم عندما فتشوا أنفسهم، فتشوا بيوتهم, فتشوا حقولهم
فتشوا جبالهم... وفتشوا حياتهم:
شموا عرقه.. ووجدوا قطراً كثيرة من دمه.. ومن نسيج لحمه
وجلده.. وبقايا من صديد.
بَنْ عِوَضْ
2007-06-07