صنعاء 19C امطار خفيفة

إلى أنصار "إيران" بلا تحية!

إن إعجابكم المفرط بأنفسكم، وثقتكم بذاتكم، وغباءكم غير المعهود، وأُميتكم المُستفحلة، وحبكم للمدح والإطراء، واستخدامكم للكذب البَواح وللتضليل الإعلامي، استغلالًا لجهل بعض من لا يعرف حقيقتكم أو من يتوافق معكم مذهبًا أو لأهداف معروفة! من خارج اليمن! ولأُمية وسذاجة بعض قبائل "الطوق" بالذات، واستغفالًا لبعض مشايخها ووجهائها، بخاصة ممن ابتلاهم الله بحب المال اقتداءً ببعض أسلافهم! بجانب تمتعكم بنزعة استعلائية، بصفتكم سلالة بغيضة لم يعرف كنهها اليمن بعصره الحديث، واتصافكم بشهوة حب السلطة والتسلط، حتى ولو وصلتم إلى حكم "جماجم"، إضافة إلى قيامكم بنشر العنصرية والمذهبية والمناطقية، التي لم يعرفها اليمن قبل 21 سبتمبر 2014م.. ثم.. وهو الأهم.. عدائكم لليمن أرضًا وإنسانًا.. سهلًا وجبلًا.. حاضِرة وبادية.. تاريخًا وقيمًا.. حضارة وتراثًا.. مقابل حبكم وانتمائكم وولائكم المُفرط لإيران الفارسية!

 
كل هذا وغيره من الآفات والعِلَل.. مصيره.. ما ظللنا ومازلنا نُشَاهِده من خراب ودمار لليمن منذ ثويرتكم المَشؤومة.. وصولًا إلى ما حدث يومي 4 و5 مايو من تدمير ممنهج لميناء الحديدة ومطار صنعاء وبعض المنجزات التنموية التي ظل الشعب اليمني يبني بعضها من قوته ويتسول في بناء بعضها الآخر من يوم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م الخالدة حتى يوم انقلابكم على الشرعية الدستورية.. وليذهب ذلك كله بـ24 ساعة! وكل ذلك بسبب تنفيذكم لتوجيهات ورغبات إيرانية تخصها هي بالدرجة الأولى! سواء قيامكم بهجمات متهورة ضد بعض السفن التجارية بالبحر الأحمر أو قيامكم بضرب مطار "بن غوريون" المتهور، الذي لم يحدث فيه عدا حفرة صغيرة، ودون قتل أو جرح إسرائيلي واحد! ثم حسب زعمكم وتضليلكم الإعلامي الفج أيضًا من أجل نُصرة "غزة"، ولو كان بعض ما قمتم به حقق شيئًا ملموسًا لصالح غزة وأهلها لهان الأمر! إذْ كل يمني دون استثناء متألم لما يحدث بغزة عَدَاكم أنتم، كونكم جعلتم التضامن مع أهل غزة والقيام ببعض الأعمال الطائشة لهدف المتاجرة والتضليل الإعلامي للتأثير على بعض زنابيلكم، بخاصة الذين يغذون جبهاتكم بتجنيد وتحشيد بعض أبنائهم لقتال أشقائهم! وهروبًا من استحقاقات السلام كون بقائكم مرهونًا ببقاء واستمرار الحرب وافتعال الأزمات كما هو معروف للخاص والعام!
 
فلولا تهوركم في القيام بمهاجمة بعض السفن التجارية، وقبلتم فعلًا بـ"خارطة الطريق" التي هي بمجملها لصالحكم على حساب "الشرعية" التي ظلت ولاتزال تنشد السلام حقنًا لدماء الشعب اليمني بكل محافظاته ومناطقه.. لكان وضعكم اليوم غير ما بات عليه، رغم عودتكم إلى المطالبة بتنفيذها وهيهات..! حتى ولو أُكرِهت الشرعية على قبولها، فإن غالبية الشعب اليمني لن يقبلها! إنها الشقاوة التي ابتلاكم الله بها:
"أبت الشقاوة أن تراود نفسها
وأبى الشقي أن يكون سعيدا"
ثم.. قبل وبعد كل ما تم ذكره.. إنما تنفذون بكل ما ظللتم ومازلتم تقومون بها من أفعال باسم غزة وأهلها، رغبات وأهداف إيران، التي منذ ثويرة الهالك "خميني" قبل أكثر من 46 عامًا، لم تطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل، وما يسمى "فيلق القدس" الذي تأسس مع بداية ثويرة "خميني" تلك.. لأجل تحرير القدس ظاهِريًا! عرف خلال هذه الفترة الزمنية كلها، الطرق المؤدية إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن، دون أن يُعرج على الطريق المُؤدية (للقدس) رغم معرفته بها برًا وبحرًا وجوًا.. مكتفية بالتوجه إلى غلمانها في القيام بما تُخْضِعه هي لصالحها ولتحقيق أهدافها! وفي النهاية ومن أجل بقاء نظامها ضحت بـ"حزب الله"، وانتهى نفوذها من سوريا إلى الأبد بعون الله، وصولًا إلى التضحية بكم بل بالعراق قريبًا بعون الله.
 
يا أنصار "إيران".. كم هو مؤلم مُشَاهدة قصف المطارات والموانئ والمصانع والمعسكرات وكل منجزات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، منذ ثويرتكم العَبَثية بجانب قتل المئات بل الآلاف من الأبرياء، وبعض القصف بَاتَ يُشَاهَد على الهواء مباشرة، ودون أي مساس بقياداتكم المحميين أمريكيًا وغربيًا حتى يثبت العكس! فالولايات المتحدة الأمريكية وبفضل تكنولوجيتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية، استهدفت بعضًا من أعضاء تنظيم "القاعدة" وهم ببعض صحارى مأرب والجوف وحضرموت وغيرها! وهي قادرة حتمًا على استهداف صنمكم "طفل" مَرَّان الصعدي وغيره ممن يتحكمون بصنعاء المحتلة إن أرادت! وإن كان ذلك قد يكون مؤجلًا، فمازالت بحاجتكم! ولعدم استهداف قادتكم، فلا بأس باستهداف المنشآت الحيوية العامة وقتل الأبرياء من النساء والأطفال.. فهذا لا يهمكم أنتم!
"وَجُرْمٌ جَرَّه سُفَهاءُ قومٍ
وَحَلَّ بغير جَارِمِه العَذَابُ!"
يا أنصار "إيران" بسببكم أنتم، أصبح اليمن كل اليمن جحيمًا لا يطاق، وبات كل يمني دون استثناء يختزن بذاكرته قصصًا وحكايات مؤلمة وآهات ودموع محزنة ظلت ولاتزال وستظل بذاكرته ووجدانه وشعوره يصطحبها معه حيث حَل! ويتلقى الصعاب والإهانات في كل مكان يرحل إليه، بخاصة خارج وطنه! حتى ولو لم ينل جزء يسير من اليمنيين بعضًا من جرائمكم ومصائبكم، فإنه لا بد أن ينال جزءًا منها ولو تعاطفًا مع غيره.. فكل يمني دون استثناء بات عنده بعض من المحن والأوجاع والذكريات ونصيب من جنازة بل جنازات، وهي التي يمكنه توريثها لأبنائه! ذلك أنكم لم تتركوا منزلًا في طول اليمن وعرضه إلا وفيه مقتول أو مفقود أو معاق أو مسجون.. والبعض تتضاعف فيه مصائبكم ومحنكم!
 
كل جرائمكم الخاصة والعامة هذه، أوجدت لدى كل يمني صعوبة بل استحالة وجود مصالحة مع الدموع التي ظلت ولاتزال تُذرف في معظم مدن ومناطق اليمن، بل وفي خارجه، ولو من خلال الإهانات من ذوي القُربى والبعدى! وأنتم.. أنتم وحدكم المُتسبب بذلك كله.. حتى وصل اليأس والتشاؤُم لدى البعض من الحِلم مجرد حلم أو التطلع إلى اليوم الذي قد يعيش فيه بمكان آمن داخل وطنه، لا تقلقه الاغتيالات ولا القنص برصاصكم، ولا إطلاق القذائف العشوائية والقصف والضربات الوحشية التي باتت تأتيه من داخل وطنه، من خلال الفعل المباشر منكم، ومن خارج وطنه بسبب طيشكم وحمقكم الذي من خلاله أوجدتم الذرائع لضرب اليمن واستباحته برًا وبحرًا وجوًا، حتى أصبح مرتعًا لليهود وللصهيونية والفُرس ولبعض ضعاف النفوس من العرب وغيرهم، وحقل تجارب لأسلحتهم المختلفة! وأنتم.. أنتم وحدكم سبب ذلك كله.
 
ولكن، رغم كل مصائبكم وجرائمكم واستغفالكم لبعض القبائل ولبعض ضعاف النفوس، فإنني أثق بالله أن النصر عليكم ومن خلالكم على إيران الفارسية آتٍ لا محالة! بل أثق ببعض القبائل التي ظلت ولاتزال تُغَذي جبهاتكم لقتل أشقائها، بسبب الجهل وحجم التضليل الإعلامي واستخدام القوة المفرطة ضدهم وإخضاع توفير بعض الضروريات لتلبية رغباتكم ولغير ذلك.. لا بد أن تفيق من سباتها العميق.. فثقتي بالله ثم ما تبقى من قيم وأخلاق لدى بعض هذه القبائل كبيرة، وقد تكون شرارة الثورة ضدكم منهم هم قبل غيرهم! (فالرائد لا يكذب أهله) متطلعًا إلى التحامهم بالجيش الوطني وببقية أشقائهم في مختلف المحافظات والمدن والمناطق المحررة، من أجل تحرير الوطن! وهو التحرير الذي لم ولن يكون إلا على أيدي أبنائه الشرفاء من كل محافظات ومدن ومناطق اليمن دون استثناء، وعبر الجيش الوطني الذي بات ينتظر ساعة الصفر للانطلاق نحو العزيزة صنعاء بعد التأكد من عدم وجود غَدر أو فرملة كما حدث غير مرة! وهذا ربما من أهم أسباب عدم استغلال الفرص المتاحة مؤخرًا! وكل من ينتظر النصر أو الحرص والاهتمام لحاضِر ومستقبل اليمن من غير أبنائه، فهو واهم! فها نحن جميعًا نشاهد كل من جاء من أجل تحرير اليمن منكم، غير مكترثين بما آل إليه اليمن اليوم! (باستثناء الشقيقة الكبرى التي لايزال الأمل بعد الله فيها قائمًا وسيظل بعون الله، وهذا قدرها معنا وقدرنا معها.. مذكرًا هنا تصحيح الأمير محمد بن سلمان لأمير دولة الكويت الشقيقة أثناء زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للرياض، وهو المنتَظر من سموه الكريم رعاه الله).. بل يشاهدون ما بات يحدث من خراب ودمار ضد اليمن أرضًا وإنسانًا دون أي اهتمام، بل ولا أي تحرك ولو بالقول لوقف ما تقوم به إيران عبركم، أو توقيف بعض دول التحالف التي أوجدت كيانًا أشغل الشرعية عن أداء مهامها وعن تواجد رئيسها وبعض أهم قيادات الشرعية بالعاصمة عدن، لأداء مهامهم من داخل الوطن، بجانب قيامهم بتوقيف إحدى دول المنطقة التي من خلالها لاتزال الأسلحة والأموال الإيرانية ومستشاريها وغير ذلك تصل إلى صنعاء جهارًا نهارًا، ولاتزال تحتضن قياداتكم..! والتي لولاها لما ظللتم يا أنصار "إيران" تتنفسون..
 
أجل بسببكم استُبيحت بعض مدن وموانئ ومحافظات الوطن من بعض من جاؤوا لنصرته حسب الظاهر المُعلن، ومن غيرهم! وبات التنافس على الجسم اليمني "المريض" هو الظاهر المُعلن، وظهر أعداء كَثر وتباين في معرفة الصديق من العدو والصادق من الكاذب لدى البعض مع كثرة السهام من كل جهة، ولسان حال غالبية الشعب اليمني يردد:
"تكاثرت السهام على البلادِ
ولا تدري البلاد من المُصيبُ"
ولذا.. لن ننتظر تحرير وطننا منكم من غيرنا، ولا التعاطف الحقيقي مما بتنا نتجرعها من ويلات ومحن منكم وبسببكم من خارج وَطننا.. فالدموع التي أحسب أنها نزلت من عيون كل اليمنيين داخل اليمن وخارجه، وهم يُشاهدون منجزات وطنهم تنتهي بغمضة عين.. من الاستحالة تكرارها من غير أبناء اليمن ذاته.
"من ذا يعيرك عينه تبكي بها
أرأيت عينًا للبكاء تُعَارُ"
إنني ربما أجد القلم يخونني في التعبير المناسب عن الوطن وعن مصائبه وعلله ومحنه الخاصة والعامة، بجانب الغموض العام الذي بات هو السائد فيه اليوم لدى البعض بسببكم! إضافة إلى التردد في الكتابة لعدم جدواها لولا أنني أعتبرها براءة للذمة، وأداءً للواجب، وصونًا للمستقبل، ثم عظة وعبرة للتاريخ، من خلال القلم الذي لا يملك أمثالي عداه.. فإليكم أوجه هذه الأحرف يا "أنصار إيران" بلا تحية.
ثم.. أما بعد..
كلما ذهبت إلى خارج الوطن، اكتشفت المزيد من حجم الفقر والتخلف والافتقار إلى أبسط الضروريات الممكنة داخل الوطن، بخاصة من بعد ثويرة أنصار "إيران" المشؤومة! وكلما تواجدتُ بمعشوقتي "عدن"، وتجولتُ ببعض شوارعها وشاهدتُ بعض أهم المنجزات التنموية التي ظهرت جُلها بعد الوحدة فيها مع أن هذا حق من حقوقها، ازددتُ ألمًا وحسرة على حال مدينة تعز.. مع الفارق!
وكلما تعايشتُ مع معاناة "الغالبية" من أبناء عدن، بسبب انقطاع الكهرباء، بالذات هذه الأيام! رغم معرفة الجميع للمتسبب لها ممن يدعي حبها ظاهريًا..! تذكرتُ انعدام الكهرباء الحكومية بتعز كلية.. مع الفارق! دون صياح ولا عويل.. وحتى لو ظهر ذلك في تعز لن يجد من يهتم بصياحه ولا من تُرفع إليه الشكوى أو من يُنقل إليه بعض من آلامهم وهموهم، فأبناء تعز باتوا يتكيفون مع واقعهم المؤلم، وما تبقى من قيم وأخلاق بهم هي التي تحمي مدينتهم! وأحسب أن هذا من أهم تميزهم عما عداهم.
أخيرًا.. كلما تواجدت بالقاهرة أزددت قناعة بالعودة إلى الوطن والبقاء فيه لمشاركة البسطاء الأفراح والأتراح.. ولسان الحال يردد قول الشاعر:
"وكنتُ كالمُتمني أن يرى فلقًا
من الصباح فلمَّا أن رآهُ عمي!"
 
تعز، في 18/5/2025م

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً