صنعاء 19C امطار خفيفة

أوقفوا هذا الجنون

آمل أن يتوقف هذا الجنون...
الجنون ريحٌ تكسِّر الأبواب، ولا تترك خلفها غير الصدى.
قطٌ حديديّ شرس، يقفز من سطح إلى آخر، ينهش الهواء، ويلعق الدم.
المدن تتحول إلى غبار وصراخ.
الناس يُسلخون من جلودهم، يُسحبون من أسرّتهم كجثث حيّة، ويُرمَون في العراء دون ظلّ، دون جدار، دون رغيفٍ معلّق عند باب خيمة بالية.
 
العقلاء يغيبون.
يتوارون خلف شاشاتٍ تمضغ الحروف وتمتدّ كظلٍ لا روح فيه.
الخريطة تنبح. القصيدة تخرس.
المربعات تُقضَم زقاقًا زقاقًا، نافذةً نافذة، حلمًا حلمًا.
البيوت تُنحَر.
الأسِرّة تُصلَب.
والصوت يصعد من التراب، لا من الحنجرة.
 
الذين يموتون لا يودّعون.
الذين ينجون يتحولون إلى أطياف تمشي بأقدامٍ لا تعرف لمن تنتمي:
للحيّ أم للمقبرة.
 
آمل أن يتوقف هذا الجنون...
الجنون هو اللغة.
وما تبقّى منّا: صمتٌ بحجم المجزرة، ودمعةٌ لا تجد خدًّا تنزل عليه.
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً