يا شعر، يا ضوّ المدى
يا حكي العتمة لمّا غفى
يا خيط من ريحٍ سرح
وما لقى مين اختفى
تمشي القصيدة عَ الطرقات
تنفض غبار الوقت عنها
تسمع مواويل الغياب
وتحمل وِجع الناس وأنْها
يا شعر، مين اللي رسمك؟
بدمّه، بجرحه، بقلب انحرق؟
مين اللي صرخ فِ الليل باسمك؟
ومين اللي خبّاك فِ ورق؟
تاه الكلام فِ المرايات
ضاع بين الميّ والريح
تْخبّى بعيون الغيم صمت
وطلّع المدى جرح يصيح
يا شعر، لمّا الميّ تحكي
والريح تبكي بين الأغصان
إنتَ النشيد اللي بيوجّع
وإنتَ الدمع بين الألحان
يا شعر، مين اللي ناداك؟
مين اللي خبّاك فِ جراحو؟
مين اللي خلّى حرفك يبكي؟
ويسهر الليل عَ براحو؟
يا شعر، ظلّك مثل الميّ
حُرّ، وما بتنحبس فِ كفّ
تمشي مع الغيم المسافر
تلمّ خيبات القلب اللي نزفّ.