صنعاء 19C امطار خفيفة

ابطال "قارئة الفنجان" الخمسة!

2025-02-01
ابطال "قارئة الفنجان" الخمسة!
عبدالناصر، نزار، الموجي، أردش وحليم

أهدي هذه الخاطرة إلى صديقي ورفيقي راغب عمر كليب القرشي، 

--------------

      "ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان"، هذه الخاتمة لـ"قارئة الفنجان" هي الأكثر تشاؤما وحزنا (في ظني) في تاريخ الغناء العربي. 

      نزار قباني ومحمد الموجي وحليم يطلقون قولهم الفصل، لكأنهم الثلاثة "قارئة الفنجان" وكانما نحن، الجمهور المتعاقب منذ 47 سنة- نستمع لثلاثتهم وان خرج الصوت من حنجرة واحدة! 

     هذه اغنية يرافقك شاعرها وملحنها من البدء حتى الخاتمة، من لحظة جلوس القارئة إلى خلاصة قراءتها الموحشة؛ فحبيبة القلب ليس لها عنوان! 

     ماذا فعل نزار بالموجي وحليم وبنا؟ 

     وأية خاتمة هندسها العباقرة الثلاثة لعصر بأكمله! 

         اسمع كلمات حليم كما لو انني كنت الشاهد جلس قبل أن تجلس قارئة الفنجان لتقرأ فنجانه بينما نزار والموجي في مكان ما من الحجرة المعتمة حاضرين من أول كلمة إلى آخر شهقة! 

      كلمات "القارئة" الأخيرة تترك الجمهور مصعوقا فيتدخل سريعا المخرج سعد أردش، أحد رواد مسرح الستينات، ليومئ بإسدال الستار.

     لكن أردش الذي لم يخرج الأغنية ولعله لم يحضر أيا من حفلات حليم الأخيرة، يحضر عندي، دائما بطلا رابعا من ابطال العمل الخالد! يحضر منذ نهاية التسعينات أو مطلع الالفية عندما سمعت قراءته المتبصرة للأغنية. كانت إذاعة القاهرة تبث لقاء لأردش الذي تحدث عن محطات في سيرة حياته، وردا على سؤال للمذيع عن أغنيته المفضلة قال بحماسة "قارئة الفنجان"! نزار قباني كان ينعي عصرا، فالقصيدة كتبت - في قناعته - بعد 28 سبتمبر 1970، يوم وفاة جمال عبدالناصر. وحبيبة القلب هي فلسطين وكل الوعود الكبرى التي اقتربت في زمن عبدالناصر ثم ما لبثت أن ابتعدت مع رحيله. كذلك غدا ل"قارئة الفنجان" بطلها الخامس!

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً