صدر حديثًا كتاب "غزة: يوميات ورسائل وقصائد من غزة" للشاعر يوسف القدرة، كتاب ليس سوى وجوه تخرج من الظلال، كلمات تستيقظ في زمن الصمت العالمي. إنه محاولة لتثبيت ملامح البشر وسط عاصفة الانفحارات، وسط الزلازل البشرية التي تأكل المدن وأسماء من عاشوا فيها.
في هذا الكتاب، تكتب غزة ذاتها. الحجارة، الدماء، الصراخ، الليل المثقل بالقذائف، والأطفال الذين لم يستيقظوا بعد قصف فجري. اليوميات هنا ليست مجرد سرد، إنها صرخة تخترق التوقيت، تتشظى إلى قصائد تخرج من بين الأنقاض، ورسائل مُرسلة إلى ذاكرة العالم التي لم تعد تفتح الرسائل.
يوسف القدرة يصوغ مقاومة ضد الفناء. نصوص الكتاب تعيد تشكيل المدينة، تحفر بالدموع والألم لتعيد زرع الحياة في الورق. الكتابة هنا ليست رفاهية، إنها مقاومة ضد الغياب والمحو، وشهادة عن الذين غادروا قبل أن يقولوا وداعًا. في كل صفحة، يصرخ الكتاب ضد الزمن الذي يحاول ابتلاع غزة، محاولًا أن يمدّ جسراً من الحروف إلى المستقبل.
ضمن اليوم الفلسطيني في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتحديدًا في الأول من فبراير 2025، سيكون الكتاب حاضرًا في حفل توقيع مفتوح. الحفل لن يكون فقط للكتاب، إنما سيكون لقاءً مع أصوات غزة التي تُصِرّ أن تبقى. كل من يحضر، سيلتقي روح مدينة تحاول أن تعيد تعريف العالم بإنسانيتها.
هذا الكتاب هو فعل بقاء. هو صرخة جماعية تحملها الكلمات حين يُغلق العالم أذنيه.