أعلنت جماعة الحوثي، الأربعاء، بسط سيطرتها الكاملة على منطقة "حنكة آل مسعود" في قيفة رداع بمحافظة البيضاء، بعد نحو أسبوعين من الحصار والعمليات العسكرية المكثفة. وذكرت وزارة الداخلية التابعة للجماعة أن قواتها "طهرت" المنطقة من من وصفتهم بـ"عناصر داعش"، زاعمة أنها قتلت وألقت القبض على العشرات من سكانها. يأتي ذلك وسط تصاعد الانتقادات الحقوقية لما وصف بـ"جرائم واسعة ضد المدنيين".
وفي خطوة متأخرة وغير واضحة، وجه مجلس القيادة الرئاسي، أمس الثلاثاء، الحكومة بتقديم مساعدات عاجلة للعائلات المنكوبة في منطقة "حنكة آل مسعود"، بعد أربعة أيام من اقتحامها من قبل الحوثيين.
وأكد في اجتماعه على ضرورة اتخاذ التدابير المناسبة "لردع إرهاب المليشيات الحوثية وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان". مشددا على دعم كافة أشكال المقاومة "ضد المشروع الإمامي العنصري"، وتنسيق الجهود مع الشركاء الإقليميين والدوليين لحماية حقوق المدنيين وتعزيز صمودهم.
الحملة العسكرية الحوثية
بحسب بيان الحوثيين، جاء اقتحام المنطقة بعد رفض من وصفتهم الجماعة بـ"عناصر داعش" تسليم أنفسهم، متهمة إياهم بشن اعتداءات على النقاط العسكرية والتحريض ضد السلطات الأمنية. وكررت الجماعة اتهاماتها المعتادة لما وصفته بـ"المخطط الأمريكي الإسرائيلي لاستهداف الجبهة الداخلية".
في المقابل، أكدت مصادر حقوقية أن الحملة الحوثية شملت أعمال نهب واسعة لممتلكات المدنيين واعتقالات جماعية، إلى جانب تدمير المنازل ودور العبادة. كما أدى القصف المدفعي والطيران المسيّر إلى سقوط ضحايا مدنيين ونزوح مئات الأسر.
أزمة إنسانية متفاقمة
الحصار المفروض على "حنكة آل مسعود" منذ أكثر من أسبوع تسبب في عزل السكان تمامًا عن العالم الخارجي. وأكدت تقارير حقوقية أن الحوثيين منعوا دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية والطبية إلى المنطقة، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير.
وقالت منظمات حقوقية يمنية ودولية إن الحملة الحوثية خلفت مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وطالبت المجتمع الدولي بسرعة التحرك لإنهاء الحصار وضمان حماية المدنيين من الانتهاكات المستمرة.
خلفية ودلالات سياسية
تمثل منطقة قيفة رداع إحدى معاقل المقاومة القبلية التي رفضت الخضوع المطلق لسيطرة الحوثيين وممارساتهم، ما جعلها هدفًا متكررًا لحملات عسكرية منذ سنوات. ويرى مراقبون أن هذه الحملة تأتي في سياق سعي الحوثيين لتعزيز سيطرتهم على المناطق الرافضة لممارساتهم، باستخدام القوة المفرطة والذرائع الأمنية.
توجيهات مجلس القيادة الرئاسي لدعم المقاومة في البيضاء تشير إلى تحول نوعي في نهج الحكومة، لكن حقيقة مساعيها لدعم صمود القبائل بالتوازي مع جهودها الدبلوماسية لتنسيق المواقف الإقليمية والدولية ضد الحوثيين, ما تزال غير مؤكدة وسط اتهاماتها بالخذلان المتكرر واستخدام هذه القضايا للاستهلاك الاعلامي لا اكثر, وفق مراقبين يمنيين.
السيطرة الحوثية على "حنكة آل مسعود" تأتي كجزء من تصعيد عسكري أوسع في مناطق البيضاء، وسط انتقادات واسعة لما وصفته المنظمات الحقوقية بـ"الانتهاكات الجسيمة" ضد المدنيين. في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال، يبقى سكان المنطقة يدفعون الثمن الأكبر للصراع، فيما تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد آخر.
إقرأ ايضًا