صنعاء 19C امطار خفيفة

عبدالوهاب قطران في مهمة وفاء نادرة لإنقاذ صاحبه

يقاتل عبدالوهاب قطران من صنعاء لإنقاذ حياة صاحبه أحمد سيف حاشد المتواجد في القاهرة، ويرفض فتح حساب بنكي استجابة لحملة تبرعات شعبية لعلاجه أطلقها عبدالوهاب.

قطران وحاشد (منصات التواصل)
بدأت الحملة بتبرعه ببندقيته، ومنذ أمس يبذل جهودًا لإقناع صاحبه بتقبل الأمر. يسجل عبدالوهاب قطران بهذا الموقف علامة وفاء نادرة تقترب في حكايتها من قصة السموأل بن عاديا الذي رفض تسليم دروع امرؤ القيس لجيش الملك وضحى بولده.
 
وفي ذلك يقول الأعشى مخاطبًا شريح بن السموأل الذي استنجد به لاحقًا أبو بصير أيضًا:
كن كالسموأل إذ طاف الهمام به
في جحفل كهزيع الليل جرارِ
 
بالأبلق الفرد من تيماء منزله
حصنٌ حصينٌ وجارٍ غير غدّارِ
 
كالغيث ما استمطروهُ جاد وابله
وفي الشدائد كالمستأسد الضاري
 
كان جيش ملك الحيرة بقيادة الحارث بن ظالم يحاصر حصن السموأل المسمى "الأبلق" الذي يتحصن فيه السموأل مع وديعة امرؤ القيس. أقفل أبواب الحصن وأمسك الجيش بأحد أبنائه خارج الحصن.
 
وعندما خيّروا السموأل بين حياة ولده الأسير أو تسليم الدروع، فضّل الوفاء وضحى بولده محتفظًا بأسلحة صاحبه المودعة لديه وسلمها لورثة امرؤ القيس وفاءً بالذمة.
 
وإذا كان السموأل قد صار مضربًا للوفاء في بلاد العرب حيث تقول "أوفى من السموأل"، فإن عبدالوهاب قطران الذي لم يستطع إخراج فلذة كبده للعلاج في الخارج أطلق حملة استغاثة عاجلة لأجل صاحبه المتعب وحيدًا في القاهرة.
 
يستوقفني هذا النوع من الشهامة وفزعة الفرسان.. وما أروعها وأمتعها عند اليمنيين في ظل هذه الظروف والأوضاع العصيبة. والله لو امتلكت بندقيةً في هذه اللحظة لألحقتها ببندقية بن همدان الأصيلة.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً