كنا نحسب أن السنوات تتبدل، لكنها هي ذاتها، تسير على جبال من الحصى، تحمل في أحشائها أمطارًا لا تصل. كان عام 2024 كقصيدة غامضة، تكتب نفسها دون أن تمنحنا فرصة للمراجعة.
رأيت فيه الوجوه تذوب، ليس لأنها أرادت ذلك، إنما لأنها أُنهكت تحت ضربات الزمن القاسية. المدن كانت تستيقظ كل صباح لتلامس جراحها، وتجمع شتاتها كما يفعل الغريق عندما يبحث عن قارب لا يأتي.
كنا نحلم بمواسم خضراء، غير أن الأرض كانت مثل كتاب ممزق، أوله وعود، وآخره خيبة. كنت أرى الناس في الشوارع، يحملون أقدارهم كحقائب مثقوبة. عام 2024 كان ذلك العام الذي بكت فيه الساعات، ولم نلتفت إليها.
في أعماقه، كانت السماء تبكي، لكن دموعها لم تكن ماء. كانت مزيجًا من ذكريات متصدعة وأحلام مثقوبة. كان الوطن يختنق، والهواء ثقيل كأنه إرث حرب لم تُطوَ صفحتها بعد.
وكنت أنا، مثل الجميع، أترك على جدران الأيام خربشاتي الهشة. علّها تبقى، علّها تشهد على عام مضى كريح بين الضلوع، لم يترك خلفه إلا الفراغ.