صنعاء 19C امطار خفيفة

كأن الشاطئ قصيدةٌ بلا نهاية

الشاطئ مجازٌ يمشي بلا ساقين.

رماله جلد الأرض، يتشقق حين يحتك بالموج.

والصدف، تلك البيوت الهاربة، حكاياتٌ أغلقت أبوابها.

تسكنها الرياح كأنها ذاكرةُ بحّارٍ قديم،

كل صَدَفةٍ تعوي، تهتف بأسماء فقدتها. 

 

بيوت الرمل وهمٌ قابل للانهيار.

يبنيها طفلٌ بحركاتٍ مسرعة، وكأن الزمن يطارده.

يجمع الماء في كفه،

يظن أنه سيبقى.

لكن الموج قاضٍ بلا رحمة،

ينسف البيوت ويعيد الأرض إلى فوضتها الأولى. 

 

هذا الشاطئ ليس مجرد ساحل،

إنه حدٌّ بين الحياة والمحو.

كل حبة رمل تحكي عن جبلٍ تفتت،

عن ريحٍ عصفت،

عن زمنٍ لم نره لكنه مرّ من هنا. 

 

والموج ينهض وينام،

ينهض وينام،

ككائنٍ أزليٍّ يحلم بالصعود ولا يبلغ السماء.

كأن الشاطئ قصيدةٌ بلا نهاية،

يكتبها المدى،

ويمحوها الصمت.

 

 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً