في خضم الأحداث الجارية، يبدو أن ردود الفعل على تصريحات الشيخ عبدالله العديني بشأن الفنان أيوب طارش، قد أثارت جدلًا واسعًا، لا سيما في ظل الأزمات الإنسانية التي تعاني منها الشعوب العربية.
صحيح أن الشيخ العديني أخطأ في وصفه لأيوب، ولكن هل يستحق الأمر كل هذا الضجيج والاهتمام؟
لقد أظهر العديد من رواد السوشيال ميديا غيرة وحماسة كبيرة للدفاع عن أيوب طارش، وكأن الشيخ قد مس بالذات الإلهية. هذا التفاعل المبالغ فيه يجعلنا نتساءل: أين كانت هذه الحماسة عندما كانت الأزمات تحصد أرواح الأبرياء في غزة ولبنان وسوريا واليمن؟
أولويات القضايا الملحة:
من المهم أن نتذكر أن قضايا شعوبنا أكثر إلحاحًا من جدل حول تصريحات شخصية. فالأوضاع في غزة تتدهور مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، بينما يعاني اليمنيون من الحصار والحرب، مما أدى إلى أزمات إنسانية غير مسبوقة. في سوريا، يستمر النزاع الدموي في التسبب بمعاناة لا توصف لملايين الأشخاص.
إضافة إلى ذلك، فإن الانتهاكات التي تمارسها سلطات الواقع في اليمن تتطلب منا التوجه نحوها بجدية. فالكثير من الأبرياء يُزج بهم في السجون، بينما يعاني آخرون من الفقر المدقع، إذ يبحث الكثيرون في براميل القمامة عن لقمة تسد جوعهم.
دعوة للتأمل:
إن الهجوم على الشيخ العديني، رغم خطئه، قد يشتت الانتباه عن القضايا الأكثر أهمية. بدلًا من إهدار الطاقة في الدفاع عن فنان، يجب أن نوجهها نحو دعم القضايا الإنسانية، والمساهمة في إحداث فرق حقيقي في حياة من يعانون.
لذا، أدعو الجميع إلى إعادة تقييم أولوياتهم، والتركيز على ما هو أهم من الجدل حول تصريحات فردية. دعونا نعمل معًا من أجل قضايا شعوبنا، ونضع حدًا للانقسام الذي يشتت جهودنا.