تعد منطقة سرار بمديرية الريدة وقصيعر بشرق ساحل حضرموت، الأولى من حيث اهتمام أهاليها بالتراث وحفظه.
منطقة سرار كل أبنائها يتفاخرون بتراث من سبقوهم، ولا نرى أي حرج منهم في لبسهم في الزواجات والأعراس للملابس القديمة التي تدل دلالة واضحة على تمسكهم بهويتهم الأصيلة التي ترفض الدخيل الآتي حديثًا.
هذا التمسك الصائب بالتراث والاعتناء به انعكس انعكاسًا إيجابيًا، ورأينا ذلك بأم أعيننا واقعًا معاشًا. إذ إنهم منذ سنوات خلت أسس أهالي المنطقة متحفًا تراثيًا يزخر بكثير من المقتنيات الأثرية المتنوعة من الملابس والحلي والأسلحة والعملات المعدنية والحلوفات التي كانت تتم بين بعض قبائل المنطقة المشقاصية. كل هذا ومثله الكثير تحت سقف واحد، أي بداخل هذا المتحف.
وهذا الاهتمام الذي قل أن نجد له مثيلًا، يحسب لهم لا عليهم في هذا العمل الوطني الجبار الذي عجزت الدولة بكل مقوماتها عجزًا واضحًا عن القيام به، فانبرى أهالي سرار للقيام به.
المتحف منذ أن تم افتتاحه أصبح بما فيه من الآثار مزارًا لكل من يقصد أرض المشقاص، فكثيرًا ما نرى ونشاهد توافد الزوار إلى المتحف للتعرف على ما فيه.
وقبل أيام زار المتحف الرحالة الكويتي الشهير بدر الشعيب.
بدر الشعيب كما هو معروف رحالة كويتي، وتحظى تغطياته لرحلاته بالمتابعة الكبيرة في السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي.
أهالي سرار كعادتهم في استقبال ضيوفهم الاستقبال اللائق القاصدين زيادة المتحف، إلا أن بدر الشعيب كان له استقبال يليق به كرجل له متابعون في أماكن كثيرة.
كذلك هو أتى من بعيد، وقصد هذا المتحف دون غيره.
من هنا كان استقباله استقبالًا يعكس اهتمام الأهالي الكبير بهذا الرجل الكبير والشهير كرحالة لا تتوقف قدماه من المشي في رحلاته الخارجية.
لنعد هذه الزيارة مصدر تفاؤل لنا في إيقاظ من طال سباتهم من القائمين على التراث في هذه المحافظة الزاخرة بالتراث والعراقة.
السؤال: هل نرى في قادم الوقت الاهتمام بهذا المتحف وإنشاء متحف جديد مكانه وذي سعة كبيرة، وليس هذا الذي لا يتسع لصغر حجمه مع تجميع كل المقتنيات الأثرية في كل أرض المشقاص بمديرية الريدة وقصيعر في هذا المتحف المنتظر قيامه؟
أكرر السؤال: هل نرى لفتة حتى من رجال الأعمال من أبناء المديرية، في القيام بالمهمة إن عجزت الدولة عن القيام بها، وهي المعنية قبلهم بذلك؟
لكن لا بأس إن انبرى أبناء المديرية حبًا منهم في حفظ تراث آبائهم وأجدادهم.
لننتظر، والوقت كفيل بكشف بما نحن منتظرون.
