في عام 1982م، عَقب تخرجي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقبل ذهابي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسات العليا بسنتين.. توظفتُ بصحيفة "المدينة" التي كانت ولاتزال تصدر بمدينة جدة، وكان اليمنيون يقيمون بإقامات حُرة، ويمتازون بمعاملات استثنائية، ومن ذلك الذهاب إلى تغطية المؤتمرات والندوات والقمم العربية التي تعقد خارج المملكة، وكأي صحفي سعودي، طالما والعمل بصحف سعودية! وهي المعاملات التي انتهت بسبب وقوف الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بجانب صدام حسين -رحمهما الله- أثناء دخول الجيش العراقي لدولة الكويت الشقيقة.
الشاهد أننا عام 1982م ذهبتُ مع زُملاء آخرون إلى دمشق لتغطية مؤتمر خاص بالشباب والرياضة، وكان رئيس الوفد السعودي، هو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله.
بعد انتهاء أعمال المؤتمر، تأخرتُ بالعودة إلى السعودية، حيث التقيتُ بمجموعة من الطلاب اليمنيين الذين يدرسون بجامعة دمشق، وظللنا نتحدث عن سوريا العزيزة بما فيها أحداث مدينة "حَماة" التي راح ضحيتها قرابة أربعين ألفًا من النساء والأطفال، وحدث خراب ودمار غير مسبوق فيها، وكان المعني بذلك هو شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد، المدعو رفعت الأسد، ردًا على قيام مجموعة من "الإخوان المسلمين" بهجوم على إحدى الكليات العسكرية، مما أدى إلى مقتل بعض ضباط وطلاب تلك الكلية! هكذا قرأنا وتابعنا يومها! ليكون الرد عنيفًا على المدينة التي كان يتحصن بها "الإخوان المسلمون"، أعني مدينة "حماة"، حسب ما قرأنا وتابعنا يومها أيضًا!
فقررتُ الذهاب إلى مدينة "حماة" هذه رغم تحذير بعض الزملاء الطلاب، بخاصة من التصوير فيها! وتواصلوا مع زملاء لهم من الطلاب المتواجدين بحماة، وهكذا ذهبتُ إلى عنوان أُولئك الطلاب الذين استقبلوني وأكرموني، ثم قمنا بجولة على بعض شوارع وأحياء المدينة، وهالني حجم الدمار الذي أنهى شوارع وأحياء تمامًا، وهو ما أكده لي الزملاء، ورغم تحذيرهم لي من التصوير بسبب وجود الاستخبارات السورية بصورة ظاهرة أحيانًا، ومستترة أحيانًا، وبملابس مدنية، حتى لا يُعرف رجل الأمن من المواطن العادي، لكنني مع ذلك رأيتها فرصة قد لا تعوض، لأظل أصور بعض الشوارع والأحياء التي مُحيت بالأرض وغيرها... الخ.
وقبل عودتي إلى دمشق أخرجتُ الفيلم، ووضعته بمكان خفي من الجسم، ثم وضعتُ فيلمًا آخر بالكاميرا، لألتقط صُورًا لحافظ الأسد وللشعارات المرفوعة بحماة، وأيضًا في الطريق التي تربط بينها وبين دمشق، والتي تُمجد النظام والحزب، بما فيها لوحة عند مدخل دمشق، مكتوب عليها بخط كبير بيت من الشعر:
"آمنتُ بالبعث رَبًا لا شريك له
وبالعُرُوبَةِ دين ما له ثاني"
تخيلوا حجم هذا الفجور!
وإن كنتُ لا أعرف هل ظلت هذه اللوحة مرفوعة أم قد عاد جزءٌ من العقل لدى المخلوع "بشار"!
وهكذا، عُدتُ إلى "دمشق" بعد توديعي وشكري لزملائي الطلاب، وإلى نفس فندق "الشام" الذي بوسط دمشق، والذي مدّدتُ إقامتي فيه بعد انتهاء المؤتمر المذكور آنفًا، وعلى حساب مؤسسة "المدينة"، التي كان ذهابي إلى "حماة" بعد تواصلي بها وموافقتها.
بعد دخولي إلى الغرفة بالفندق، وضعتُ الفيلم الذي يحتوي على صور لحماة في "جزمة" كنتُ اشتريتها من أحد أسواق دمشق، ثم وضعتها داخل شنطة الملابس.
بعد منتصف الليل من نفس اليوم الذي عُدتُ فيه، سمعتُ من يقرع باب الغرفة بِقوة، فشاهدتُ من العين وسط الباب من الداخل مجموعة، لأفتح الباب، وأتفاجأ بضابطة بلباس الأمن، وتحمل رتبة عسكرية كبيرة، ومعها ثلاثة.. وفور دخولهم، وبعد التحية العابِرَة، طلبوا الكاميرا، وليستفسروا مني هل فيها الفيلم الذي التقطتُ فيه صورًا بحماة، فأجبتهم نعم هو نفسه الذي داخل الكاميرا، لكنهم لم يقتنعوا، فقاموا بتفتيش الملابس كلها، بما فيها شنطتي التي فيها الملابس والجزمة التي أخفيتُ فيها الفيلم، ولم يجدوا أفلامًا غير الفيلم الذي داخل الكاميرا، والذي صورت فيه صورا ومُجسمات للأسد ولافتات تمجد النظام والحزب.
وبعد تفتيش دقيق، وبكل تهذيب وتعامل أخلاقي، طلبوا مني أن أرتدي ملابسي، ثم أضع كل ما يخصني بالغرفة بنفس شنطة الملابس التي أخذوها إلى إدارة الفندق، ليتم وضعها بقسم الأمانات باسمي، ثم اتجهنا إلى سجن أو مكان خاص بالاستخبارات السورية، ووضعونا بغرفة نظيفة ومكيفة، بل فيها كل وسائل الراحة، وظللتُ بها خمسة أيام فقط! وكل يوم منها يحققون معي وعن مصير الصور التي أخذتها بحماة، بخاصة بعد أن قاموا بتحميض الفيلم الذي بالكاميرا، ليجدوا صورًا لحافظ الأسد ولافتات وما شابهها!
لكنني شعرت بعدم اقتناعهم، فأعادوا إليَّ الصور بعد تحميضها، والكاميرا، كما كانوا يحققون معي عن عملي، والهدف الذي حضرتُ لأجله إلى دمشق، رغم معرفتهم المُسبقة بذلك، وإلى درجة استغراب بعضهم أثناء التحقيق من يمني يعمل بالصحافة السعودية، وليس بأعمال مُشابهة للأعمال والمهن التي يُعرف بها اليمنيون أو غالبيتهم بمزاولتها في السعودية.. والغريب أنه كان معنا زميل سوري يعمل مصححًا بنفس صحيفة "المدينة"، لكنني لم أُخبرهم عنه، ولم يسألوني هم!
كانوا خلال الأيام الخمسة يتعاملون معي بكل لطف، بما في ذلك أثناء التحقيق، إذ لم يستخدموا معي القوة ولا الترغيب أو الترهيب لهدف انتزاع معلومات أو غير ذلك! كما كانوا كثيرًا ما يسألونني إن كنتُ بحاجة إلى شيء، فطلبتُ منهم إشعار السفارة اليمنية بدمشق عن تواجدي عندهم، فتفاجأت بهم يؤكدون لي أنهم أبلغوها في اليوم الثاني من اصطحابي معهم! ورغم عدم تصديقي لهم، إلا أنني عرفتُ بعد الإفراج عني صحة كلامهم! إذ كان السفير يومها أعتقد أنه عبدالهادي الهمداني، إن لم تخني الذاكرة، يتابعهم بخصوصي يوميًا.. بعد خمسة أيام، أعادوني إلى نفس الفندق، وأُعيدت لي شنطتي، وزارني السفير واثنان من موظفيه، وبعدها بيومين عدت إلى جدة، لأقوم بكتابة التحقيق الصحفي عن مدينة "حماة"، مع عدة صور لها بعد ما لحق بها من خراب ودمار، لأتفاجأ برئيس تحرير صحيفة "المدينة" الذي قدر ما قمتُ به، وأعطاني مكافأة مادية، يعتذر عن عدم نشر التحقيق والصور بسبب توجيهات وزير الإعلام السعودي يومها، بعد الاتفاق بين المملكة وسوريا بوقف الحملات الإعلامية بينهما! لكن رئيس التحرير شجعني بنشر نفس التحقيق والصور بصحيفة أو مجلة أُخرى خارج المملكة، وذلك هو ما حصل، إذ أرسلتُ ذلك لمجلة "المجتمع" الكويتية التي كانت تصدر عن جميعة الإصلاح الاجتماعية على ما أذكر، لتنشر التحقيق والصور وبصورة بارزة وعناوين مثيرة، معتبرة ذلك حدثًا صحفيًا مُهمًا لها ولتوجهاتها! وبعثت لي بمكافأة مالية لم أتوقعها، ومازلتُ محتفظًا بنسخة من ذلك العدد.
والغريب أننا في زيارة رسمية مع الفقيد الراحل عبدالعزيز عبدالغني -رحمه الله- عام 1989م، حينما كنتُ ضمن وفد رسمي إلى سوريا، طلبتُ من سائق السيارة التي كانت ضمن السيارات المخصصة للوفد الرسمي، أن يتكرم بالذهاب إلى مركز أو سجن توقيف تابع للاستخبارات السورية القريب -حسب علمي- من غوطة دمشق، فاستغرب السائق من طلبي، ومع ذلك تفاجأتُ أنه أوصلنا إلى نفس المكان الذي سجنتُ فيه قبل سبع سنوات من ذلك الوقت، وكان لا بد عند العودة من السجن أن أشرح للسائق سبب حرصي على القيام بتلك الزيارة.
ألتمس العُذر من القارئ لهذه "الدردشة" إن وُجد! مع أن الدافع لسردها هنا لا علاقة له بإظهار بعض ما له علاقة بتلميع الذات! أو ما يحمل نفس هذا المعنى! وإنما تذكرتُ ما حدث لي بمدينة "حماة"، بعد قيام المعارضة السورية بتحريرها يوم 6/12/2024م، وبعد اثنين وأربعين عامًا من قيام رفعت الأسد بمذبحة راح ضحيتها قرابة أربعين ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، ولتتحرر كما تحررت "حلب" وصولًا إلى تحرير "دمشق" الفيحاء، فجر يوم الأحد الثامن من ديسمبر لعام 2024م، ولتتحرر سوريا بذلك من "العلويين" الذين كان لفرنسا دورٌ كبيرٌ في تلميعهم، والحرص على إدخال أبنائهم الكليات العسكرية والأمنية، وهو ما ظهر جليًا عند تولي حافظ الأسد وزارة الدفاع، ثم رئيسًا للجيش رغم وجود وزير دفاع صوري، ورئيسًا لسوريا، وليكون قادة الجيش والأمن الفعليون من طائفته، بل لم يكتفِ بذلك، وإنما ورث السلطة لابنه بشار في الوقت الذي يعرف الكل أن سوريا ذات نظام جمهوري وليس مَلكيًا (وِرَاثيًا)! ولا بد من الإشارة إلى بعض توجهات الأسد (الأب) العربية رغم وقوفه مع النظام الإيراني ضد العراق أثناء الحرب العراقية -الإيرانية، إلا أن إيران لم تقدر أن تفرض بعض نفوذها وبعض توجهاتها السياسية والفكرية داخل سوريا، بل لم يسمح حافظ الأسد بفتح أية مدرسة أو مركز تابع للمليشيات الإيرانية، عكس الأسد (الابن) الذي تنكر لعروبته، ولم تسلم منه أهم دولة عربية بالمنطقة، أعني المملكة العربية السعودية، إذ استخدم مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أُسلوبًا منحطًا وكلمات نابية، لا أرغب بذكرها هنا! وذلك حينما فتح بشار هذا سوريا لإيران الفارسية لتعبث بها كما عبثت بالعراق قبلها، وليصبح لها قواعد عسكرية ومستشارون عسكريون وأمنيون ومدارس وحسينيات، وعلى حساب الشعب السوري الذي بلغ عدد لاجئيه بمختلف دول العالم قرابة ثلاثة عشر مليونًا من أصل عدد السكان الذي لا يزيد عن 24 مليونًا، ليصبح أكثر من نصف السكان لاجئين بسبب دموية بشار الأسد، وبمشاركة إيران الفارسية، وحماية روسيا! وهو رقم لم يحدث في أية دولة من دول العالم التي دخلت بحروب أهلية!
ورغم أن قرابة نصف مساحة سوريا ظلت مع المعارضة، واستمرار مناشدة بعض الدول العربية وغيرها لبشار بفتح حوار مع المعارضة والعمل على تنفيذ قرار الشرعية الدولية رقم (2254)، إلا أنه بتشجيع إيراني وصمت روسي بخاصة بعد دخول روسيا التي كان لها دور كبير بحمايته، في حرب مع أوكرانيا، ظل واثقًا من إيران الفارسية، بل ومن روسيا رغم معرفته بانشغالهما بذاتهما! ليكون مصير مَن يتكبر على شعبه ويستعين بحماية خارجية ضد الشعب نفسه، هو تطهير البلاد منه إن عاجلًا أو آجلًا، وهو ما حدث لبشار الذي وَجد نفسه وحيدًا، وليظل يُشَاهد مُدن وطنه تتساقط أمامه واحدة بعد أُخرى، رغم حجم القوة العسكرية والأمنية التي أفاق أفرادها ضباطًا وجنودًا من غفلتهم! فكان لهم دور ولو بصورة غير مباشرة في قيام المعارضة بتحرير الوطن السوري خلال أحد عشر يومًا فقط، لينتهي تحرير سوريا العزيزة من الاحتلالين الإيراني والروسي، بل ومن عائلة "الأسد"، وإلى الأبد، يوم الأحد الثامن من ديسمبر 2024م، وذلك بدخول المعارضة العاصمة "دمشق"، وفتح السجون التي ظل بعض السجناء بها أكثر من أربعين عامًا! وهم بالآلاف، بجانب فتح "القصر الجمهوري" قصر الشعب، للشعب بعد فرار بشار.
إنه فجر جديد لسوريا العزيزة، على أمل قيام نظام ديمقراطي عادل يراعي كل الطوائف والأقليات السورية دون تمييز ولا استثناء، يحدونا الأمل بالله ثم بقائد المعارضة العسكرية بتحقيق ذلك، والذي أكد الحرص على قيام نظام ديمقراطي عادل سواء في تصريحه لشبكة "CNN" الأمريكية، يوم السادس من ديسمبر الماضي، أو فجر الأحد الثامن من ديسمبر، بعد تحرير العاصمة "دمشق" الفيحاء، وهو يُوجه أفراد قوات المعارضة بالحفاظ على المؤسسات العامة، وتطمين كل الطوائف والأقليات بما فيها الأقلية "الشيعية" ذاتها! مع أنهم لا يتجاوزون 2% من الشيعة الإسماعيلية إلى جانب و16% من العلويين و10% من المسيحيين و3% من الدروز و69% من المسلمين السنة.
ويكفي تحرير سوريا من العبث الإيراني الذي أنهى ثوار سوريا ما ظلت إيران تبنيه وتتعاهده بوطنهم عدة سنوات، ليخسروا بذلك خسائر مادية ومعنوية ونفسية غير مصدقة لهم! إضافة إلى إنهاء التواجد الروسي، والتركي الذي ظل هدفه ولايزال إعادة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري مقيمين بتركيا إلى وطنهم الذي كان له دور كبير في مساعدة المعارضة السورية كمًا وكيفًا من أجل تحرير وطنها! والذي ازدادت تلك المساعدة بعد قيام الرئيس التركي أُردوغان بطلب لقاء مع بشار الأسد لمناقشة موضوع اللاجئين السوريين في تركيا وفي غيرها، وفتح حوار مع المعارضة السورية عدة مرات، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254)، لكن بشار ظل واثقًا من حماية إيران الفارسية وروسيا التي باتت مشغولة بحربها مع أُوكرانيا! لتكون النهاية قيام المعارضة بتحرير وطنها.
أجل، فجرٌ جديد لسوريا العزيزة، على أمل قيام نظام ديمقراطي، يعمل مع بعض أشقائه العرب من أجل تحرير العراق وصنعاء من نفوذ إيران الفارسية، التي ما دخلت بلادًا إلا حولتها إلى خراب ودمار، بجانب نشرها لمذهبها وأفكارها وَخُزعبلاتها النتِنَة، التي لاتزال تؤذي العقلاء في العراق وصنعاء وبعض المناطق اليمنية التي لاتزال تحت الاحتلال الحوثي -الإيراني.
إنه على الرغم من وجود بعض الغُموض الذي صَاحَب تحرير سوريا، وبتِلك الفترة الزمنية القصيرة، بجانب الخشية من تعدد التوجهات والآراء لدى من قاموا بتحرير وطنهم، أو حرصهم على المغانم والمناصب والمكاسب! وإن كنتُ شخصيًا أجزم أنهم قد استوعبوا ما حدث لهم ولأمثالهم في بعض الدول العربية بالماضي القريب! إضافة إلى قيام بعض الجنود السوريين بالهروب من مواقعهم بجبل الشيخ ليتيحوا الفرصة لإسرائيل للتقدم في تلك الأراضي وقصف بعض المناطق الأُخرى، وهو يمثل قمة الغدر والانحطاط الإسرائيلي غير المستغرب! ولا أستبعد دورًا إيرانيًا، ولو بصورة غير مباشرة بذلك، بدليل أن مجموعة العساكر الهاربين هم من طائفة "العلويين" و"الشيعة" السوريين كما قرأتُ في عدة مواقع! وهو ما يزيد الغموض غموضًا! ولكن أقول رغم بعض الغموض الذي قد تتضح الأُمور لأمثالي بعد قيام حكومة انتقالية تراعي مختلف الطوائف والأقليات السورية، بجانب توجهاتها العامة، إلا أن ذلك لا يمنع أن أهنئ الأشقاء في سوريا العزيزة على إنجازهم الكبير ممثلًا بتحرير وطنهم، بل هنيئًا لهم صبرهم طيلة ثلاثة عشر عامًا وهم في "الخيام" يذوقون الأمرين، ليظلوا رغم ذلك محافظين على عقيدتهم وثباتهم على مبادئهم وصبرهم على ظلم ذوي القربي والبُعدى! ثم استمرار توحدهم وتطلعهم إلى تحرير وطنهم من الاحتلال الإيراني وغير الإيراني، والعودة إلى مدنهم ومنازلهم ومزارعهم.. و.. و.. وهو ما تحقق يوم الأحد الثامن من ديسمبر الخالد، بل انتصارهم على الخوف الذي طغى على سوريا أكثر من خمسين عامًا.. فألف ألف مبارَك لهم ولنا جميعًا، وعقبى لأشقائهم في وطنهم الثاني (اليمن)، ليتحرروا من أبشع وأوسخ وأوطأ وأشنع مليشيات عرفها اليمن، والذي سيكون التحرير أسهل وأسرع بعون الله وتوفيقه، ولأسباب معروفة للخاص والعام، شريطة توافر النية لدى "الشرعية" ولدى "التحالف" بآنٍ واحد!
تعز - في 11 ديسمبر 2024م