حالات العداوة على حضرموت وأبنائها لم تعد خافية لا على الحضارم أنفسهم، ولا على الناس من حولهم.
فهذه العداوة المزمنة على حضرموت منذ ظهورها البعيد وحتى اللحظة، لاقت من يغذيها وينميها حسب رغباته وما تستهويه نفسه الحقودة، فهي دون غيرها من فرقتنا وشتتتنا فرقًا فرقًا، وكل فرقة تضمر للأخرى الحقد والكراهية، والضحية حضرموت وأبناء حضرموت، والمصيبة بل أم المصائب أن الفاعلين حضارم أقحاح، ومن رحم هذه الأرض.
كل هذه التكالبات والتكتلات ضد حضرموت وأبنائها باتت واضحة للعيان، بل إنها باتت عنوان اللحظة، وما نعيشه حاليًا هو من نتائج هذه التكالبات والتكتلات التي سيحاول وسيظل القائمون عليها مستمرين على تفريق أبناء حضرموت.
ما يحير العقل ويأتي بالقهر والحنق، كيف لنا كحضارم نميز الخطأ من الصح، ونعرف مكان مصلحتنا، ومع ذلك نهرب وتعمى بصائرنا من هذا المكان المحدد والظاهر لجميع الحضارم؟
كيف نتغافل حتى نجعل هؤلاء الأعداء الأزليين مستمرين في عداوتنا وفي خرابنا وخراب مستقبل أبنائنا، ونبقى مكتوفي الأيدي والبصائر، وكأننا أصنام مسندة لا بشر؟
لماذا لا نسأل أنفسنا حتى لمرة واحدة، أكرر القول مرة واحدة، عن مدى هذه الكراهية وهذا الإفراط في معاداتنا!
فإن حصل هذا السؤال الجوهري، وهو لب كل ما يحصل لنا، وسأل كل منا نفسه وفتش دون عناء عن سر هذه الكراهية والعداوة، سيعرف كل التفاصيل.
مصيبتنا عدم السؤال. ومتى ما تم السؤال ستأتي الإجابة بسهولة ويسر.
اليوم كما ترون عندما قام الإخوة في حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، بتبني قضايا حضرموت، خصوصًا خيرات حضرموت التي تهم كل حضرمي، فهي التي ظلت تنهب لفترات طويلة دونما أي اعتراض من أحد.
هذا التوجه الصائب من حلف قبائل حضرموت ومن مؤتمر حضرموت الجامع، أتى في وقته المناسب، إذ إننا لم نرَ أحدًا من أبناء حضرموت في المكونات السياسية ولا من خارجها، أظهر نفسه للعلن كمحافظ ومجتهد في حماية خيرات حضرموت، الكل وقف موقف المتفرج، وهم يرون خيرات حضرموت تذهب لغير أهلها.
ويا ليتهم اكتفوا بالتفرج فحسب، بل إننا رأيناهم يعاودون مهنتهم، مهنة التفريق، وبدأ محركوهم في تحريكهم ضد من قاموا واستماتوا في حفظ خيرات حضرموت.
كل شيء بات واضحًا وظاهرًا، وليس هناك ما يدعو للحيرة حتى نظل في تفرقنا الذي يخدم أعداءنا.
دعوتي لجميع الحضارم الاصطفاف خلف الإخوة في حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع.
هذا إن أردنا العزة والكرامة وحفاظ خيرات أرضنا، أما خلاف ذلك فهو مهزلة ومنزلق خطير، بل مهانة وإذلال ما بعدهما من مهانة وإذلال.
فلنعش برفعة وكرامة، وإلا الموت أشرف لنا من عيشة المهانة والإذلال.