إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، ومشهد الرئيس ماكرون واقفًا يلقي كلمته، وحوله الأساقفة وكافة عمال الترميم والبناء والفنانين والمهندسين، وكأنه يحتضن شعبه الفرنسي.
تركيزه على تفاصيل مراحل العمل خلال خمس سنوات، تكريمًا وامتنانًا للجهد والإرادة والتصميم والتعاون الذي قامت به الشركات.
مشهد يدل على العظمة الإنسانية، وإيمانها بالسلام والفن والحياة.
نوتردام من خلدها فيكتور هوغو في رائعته الأدبية، أنقذت في تلك الفترة الكنيسة من الانهيار.
كأرغفة الخبز الساخن بيعت رائعته "أحدب نوتردام"، عقب اندلاع الحريق المروع الذي طالها عام 2019.
يقول هوجو صراحة إن بطله الأحدب "كوزيمودو" الذي يقرع الأجراس، هو الكاتدرائية مجسَّدة في صورة إنسان. الصرح هو بالنسبة إلى هوجو كائن يتنفس. هو هذا الأحدب ببشاعته وجماله، تشوهاته وعاهاته. فقد "اتخذ كوزيمودو شكل الكنيسة التي عاش فيها، كما يتخذ البزاق شكل صدفته".
جسم كوزيمودو لم يتشكل هو فقط بشكل الكاتدرائية، بل ذهنه أيضًا. فكيف كانت حالة نفسه؟ وما الشكل الذي اتخذته تحت هذا الغطاء المعقد في هذه الحياة المتوحشة؟ هذا ما تدور حوله القصة الشهيرة في أعماقها الأبعد غورًا. والفرنسيون هذه المرة أيضًا كانوا يتحدثون عن الكاتدرائية بوصفها إنسانًا، قالوا إن رئيسهم عادها وهي في السرير. تكلموا عن وجعها، عن سلامة أجزاء جسدها، عن روحها التي تظلل عاصمتهم.
آمن هوغو بالفن والتراث، فكانت تفاصيله الدقيقة التي وصف بها هذه الكنيسة وتاريخها ومراحل تطورها.
الأدب الحقيقي هو من يحمي الإنسانية، ويوحد بين الشعوب، كما رأيناه اليوم في مشهد الافتتاح.