أ. إضاءة تاريخية:
تعتبر الجالية اليمانية في إثيوبيا (الحبشة) أعرق جالية يمانية في العالم بحكم القرب الجغرافي، والعلاقات التاريخية المتميزة بين الشعبين الشقيقين منذ قديم الأزمنة، فالصلات موغلة في القدم، ووشائج القربى متينة ضاربة أطنابها في أعماق التاريخ، ويقال إن اليمانيين الأوائل بحكم إقامتهم الطويلة في الحبشة أجيالًا بعد أجيال، بأنهم قد "تحبشوا"، أي أصبحوا جزءًا من أهالى البلاد.
الجدير بالذكر، أن بلاد "الحبشة" تنتسب إلى أهم القبائل العربية اليمانية (قبيلة حبشت أو حبشات) التي هاجر أهلها من ( المهرة) الى مرتفعات اقاليم ( التيغراي والامهرا واريتريا) قبل تسميتها ب (الهضبة الحبشية) ، وبالنثل قبيلة (الاجاعز) التي هاجر أهلها ايضا من شرق حضرموت الى نفس المرتفعات، ويتحدث اهلها اللغة (الاجعزية)، وهي لغة "حميرية" تستخدم في الكنيسة الحبشية (الإثيوبية) في الصلوات والترانيم، والأدعية الدينية، كما أن اللغة "الأمهرية" شديدة الشبه باللغة "الحميرية"، بل هي فرع منها كما تدل نقوشها ورموزها.
وقد كانت زيارة السيد مليس زيناوي، دولة رئيس وزراء إثيوبيا الأسبق، لليمن، في 13 أكتوبر 2002م، بمثابة مراجعة مباشرة للتاريخ اليماني -الإثيوبي المشترك، وهو يشاهد المواقع الأثرية على أرض الواقع أثناء زيارته إلى مأرب ومناطق أخرى.
يعتبر رئيس الوزراء مليس زيناوي، باني نهضة إثيوبيا الحديثة، منذ توليه منصب رئيس الوزراء في 8 مايو 1995م، إلى أن توفي في "بروكسل"، 20 أغسطس 2012م، إثر مرض عضال.
ويذكر أنه من مواليد "أدوة -عدوة" في إقليم "التيغراي"، مهد الحضارة والإمبراطوريات الحبشية، والشديد الشبه بالهضبة اليمنية أو امتداد لها من ناحية التضاريس الطبيعية، ويبلغ تعداد سكان الإقليم بحدود أربعة ملايين نسمة، غالبيتهم من المسيحيين الأقباط (الأرثوذكس)، وعاصمة الإقليم "ميكيلي أو ميقيلي"، الملاذ الآمن للمهاجرين الأوائل من الصحابة الذين اشتدت بهم الأذية من قريش في مكة، ويوجد مسجد الصحابة، وبحاجة إلى اهتمام، كما يتوفر في الإقليم الآثار السبئية والحميرية، ومقر الكنيسة القديمة.
وذكر باحثون، ودارسون، وعلماء آثار، أن الحكم السبئي كان يمتد من "مأرب" إلى "أكسوم"، و"أكسوم"، مدينة في إقليم التيغراي، سميت باسم أحد فروع القبائل اليمانية، وهي مدينة أثرية معروفة بدأت باستخدام الأبجدية السبئية منذ القرن الـ10 قبل الميلاد، ويكفي اليمانيون أن لهم الفضل الكبير في تعليم أهالي مناطق الهضبة الحبشية، استخدام المحراث في الزراعة.
ويشار إلى أن هجرة القبائل اليمانية القحطانية، وبخاصة الحميرية والسبئية، إلى الحبشة (إثيوبيا)، تعود إلى 2500 ق.م، كما جاء في نقش سومري. وهناك خلاف مع بعض الباحثين الذين أشاروا إلى أن الحكم السبئي كان ما بين 1200 ق.م و275م. وخلال هذه الفترة، انهار سد مأرب مرتين.
وفي الفترة 500-570م، حكم الأحباش اليمن بمساندة الإمبراطورية الرومانية، ودان لهم حكم اليمن 70 عامًا.
قام الملك سيف بن ذي يزن، أثناء مرحلة حكم الأحباش، بالاستنجاد بالكسروية الساسانية الفارسية، وأرسلت معه جيشًا، وتمكن من هزيمة الأحباش عام 570م، وقتلوه غيلة عام 574م، وتهيأ الحكم للساسانيين الفرس بحكم اليمن من 575م إلى 628م، حتى ظهور الإسلام.
وقد اعتنق آخر حاكم فارسي في اليمن "باذان بن ساسان بن بلاش"، الإسلام في السنة السادسة للهجرة (627م)، واستمرت ولايته لليمن حتى توفي بلدغة ثعبان في السنة العاشرة للهجرة (631/632م)، وبموته انتهى حكم الفرس لليمن.
ومن الملاحظ، أن الأحباش اعتنقوا النصرانية عن طريق الرهبان القادمين من شمال سوريا وأرمينيا، في القرن الرابع الميلادي، وكانت الكنيسة الإثيوبية تتبع الكنيسة القبطية (الأرثوذكسية) في الإسكندرية، واستمر الوضع إلى ما بعد فترة انتصار المسلمين على البيزنطيين في مصر أيام الخلافة الراشدة. وقد أدت التطورات السياسية في المنطقة إلى انفصال الكنيستين، وأصبحت الكنيسة القبطية (الأرثوذكسية) في إثيوبيا، هي الكنيسة الرئيسة للدول الإفريقية المسيحية، وأطلق على "إثيوبيا" في ما بعد معقل المسيحية في إفريقيا. وتمتاز إثيوبيا بحرية الأديان، ويعاقب القانون الإثيوبي بصرامة كل من يخالف ذلك.
يقينًا، إن الحديث عن التاريخ يطول، وتلك كانت إضاءة تاريخية، وسياحة عابرة عن بلاد الحبشة، والعلاقات اليمنية -الحبشية (الإثيوبية) الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.
وبودي أن أضيف ملاحظة مهمة، بأن التسمية "إثيوبيا" مشتقة من الكلمة اليونانية "إيثوبس"، التي تعني الوجه المحروق، وقد تم استخدامها رسميًا بدلًا من "الحبشة" من قبل الإمبراطور الإثيوبي "منليك الثاني"، تولى المنصب من 10 مارس 1889م حتى 12 ديسمبر 1913م، وهو من أعظم أباطرة الدولة الإثيوبية، وموحدها بعد أن انقسمت البلاد إلى ولايات، ونشبت الحروب بين بعضها البعض، وساد عدم الاستقرار ردحًا طويلًا من الزمن.
ب- العلاقات اليمنية -الإثيوبية الحديثة:
يجدر التنويه إلى أن العلاقات الحديثة بين اليمن وإثيوبيا بدأت تحديدًا عام 1935م، تتويجًا للصداقة بين الإمام يحيى حميد الدين ومن بعده الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، والإمبراطور الإثيوبي هيلا سلاسي، وقد اقتصرت العلاقات على التجارة والتعاون الثنائي بما يخدم مصلحة البلدين، وذلك من خلال تبادل الرسائل بين الحكومتين، والتي كان يحملها عادة مندوبون لكلا الجانبين (الإمام) و(الإمبراطور)، وعادة لا يعلن عن الزيارة. وآخر من استقبل الإمبراطور هيلاسلاسي في الخمسينيات من القرن الماضي، هو الشيخ عبدالحق محمد عبدالله الأغبري -حيفان، محافظة تعز.
ونظرًا لعدم الاستقرار الذي ساد المنطقة حينذاك بنشوب الحرب العالمية الثانية 1939م، بين دول المحور (ألمانيا، وإيطاليا، واليابان) ودول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي، وكانت اليمن مؤيدة لدول المحور نكاية بالاستعمار البريطاني في الجنوب اليمني، وفي معمعان تلك الأجواء الصعبة، تم افتتاح قنصلية يمنية بتعيين القاضي الزهيري في الفترة 1953-1954م، فلم يكن بمقدور القنصلية معالجة مشاكل أبناء الجالية في جميع الأقاليم الإثيوبية، بسبب قلة الإمكانيات حينذاك، إلى أن تم تبادل السفراء بين الحكومات اليمنية وإثيوبيا بعد ثورة سبتمبر 1962م في الشطر الشمالي من الوطن، وجلاء المستعمر البريطاني من الشطر الجنوبي من الوطن في نهاية نوفمبر 1967م.
ج- الهيكل التنظيمي للجالية اليمانية في إثيوبيا:
يتكون الهيكل التنظيمي للجالية اليمانية في إثيوبيا، على النحو الآتي:
يعتلي هرم الهيكل التنظيمي "مجلس أعيان الجالية" المشكل من وجهاء الجالية، يمثلون الجالية اليمنية، ويختارون من بين صفوفهم الرئيس، ونائب الرئيس، وأربعة أو خمسة أعضاء، ومهمتهم في الغالب إنسانية، وإشرافية، وتعاونية.. يليهم "هيئة إدارية منتخبة" تقوم بتسيير، ومتابعة شؤون أبناء الجالية الموجودين في جميع الأقاليم الإثيوبية بالتنسيق مع "مجلس الأعيان".
من الملاحظ، أنه كان يوجد للجالية اليمانية مدرسة لتعليم أبنائها المنهج العربي، واللغة الأمهرية، والعلوم، والرياضيات، والتاريخ... الخ، حتى الثانوية العامة، يعود تاريخها إلى الثلاثينيات من القرن العشرين، وذلك من باب المساعدة الإثيوبية الكريمة لأبناء اليمن في إثيوبيا.
ولمزيد من الإيضاح، تقع المدرسة في وسط السوق "ماركاتو" في أديس أبابا، وقد أصبحت آيلة للانهيار في 2006م، ولم تعد تصلح للتدريس، إلى جانب أن المبنى كان "وقفًا" للكنيسة الإثيوبية، وليس ملكًا للحكومات اليمنية المتعاقبة بعد إقامة العلاقات الديبلوماسية مع إثيوبيا في الستينيات من القرن الماضي.
حقيقة الأمر، إن الحكومات اليمنية المتعاقبة شمالًا، وجنوبًا ووحدة، لم تقم ببناء حتى "معلامة الفقيه" أو "مدرسة ابتدائية"، كما لم تقم ببناء مقر لسفارة أو سكن لسفير. وقد اقتصر الأمر على تبادل المباني أو المقرات حتى الوقت الحاضر. وللمعلومية، فإن الحكومة الإثيوبية تمتلك المباني، بينما الحكومات اليمنية المتعاقبة ممثلة بوزارة الخارجية تدفع إيجارات باهظة لمقر السفارة الإثيوبية ومنزل السفير في اليمن. ولله في خلقه شؤون.
ووسط هذه الأجواء القاتمة، بزغ نور شق ظلام العتمة، وأطل صباح جديد، وإشراقة أمل، ببروز مشروع عملاق شامخ الأركان، تنفس له أبناء الجالية اليمانية الصعداء، وكذا إخوانهم العرب، والجهات المعنية الإثيوبية والأهالي الإثيوبيون التواقون لتدريس أبنائهم.
حقًا، إن جميعهم استبشروا خيرًا في نهاية 2006م، بقرب بناء "مركز ثقافي، تربوي، وتعليمي يمني في أديس أبابا".
د- المركز الثقافي اليماني في أديس أبابا:
يعتبر المركز الرابط التاريخي بين الشعبين اليماني والإثيوبي بامتياز، والذي فتح أبوابه على مصراعيها لتمتين الروابط الثقافية، والاجتماعية، والتاريخية، بعد أكثر من أربعة آلاف عام من العلاقات الشعبية الوطيدة... يقينًا، إنه أهم مشروع تاريخي إنساني خيري لأبناء الجالية في إثيوبيا، تم تقديمه هبة من قبل "مجموعة هائل سعيد أنعم" الكرام، وتسليم مفاتيحه للأخ الفاضل عبدالله القرشي، رئيس مجلس أعيان الجالية اليمنية المكون من رئيس المجلس، وعضوية الإخوة الأفاضل: شوقي شريان -نائب الرئيس، والحاج أحمد الرمادة، والأستاذ مردوف بسحم، والأستاذ أحمد الحداد، والأستاذ أحمد حسن عبدالله.
في واقع الأمر، بذل رئيس الجالية مشكورًا جهودًا محمودة لدى جهات الاختصاص الإثيوبية قبل وأثناء وبعد بناء "المركز"، بالتنسيق مع السفارة، وأعضاء مجلس الأعيان، والإخوة الأفاضل المنفذين للمشروع قبل وأثناء تنفيذ المشروع، وبخاصة خلال المرحلة المهمة الممتدة من نهاية 2006م إلى 2009م، قبل أن تصادر الأرضية التي لم تستثمر طيلة عقدين من الزمن. والحمد لله، فقد أضحى المركز حقيقة لا خيالًا، وإذا بنا نقف اليوم أمام صرح شامخ يعانق صرح ملكة سبأ رفعة وقدرًا.
أرضية المركز:
تم إنشاء المركز ومرافقه على أرضية تقدر مساحتها بـ21 ألف متر مربع، مهداة من الرئيس الأسبق مانغستو هيلا مريام، تقديرًا لأبناء الجالية اليمانية الراسخة الجذور في إثيوبيا، وتوطيدًا للعلاقات الأخوية التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
كما أهدى حكومة الجنوب مزرعة شاسعة، وكان يطلق عليها "سلة غذاء" شعب اليمن في الجنوب، تقديرًا لحكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لوقوفها مع الحكومة الإثيوبية في حربها مع الصومال على منطقة "أوغادين"، أيام الرئيس الصومالي سياد بري.
للأسف، لا نعرف حتى الآن من تصرف في البستان، وما حصل لهذه المزرعة؟ وقد سبق التصرف أيضًا في (مبنى) يقع في شارع المطار القديم.
لذلك، سارع أبناء الجالية بالاحتفاظ بالأرضية قبل أن يتصرفوا فيها.
في واقع الأمر، واجه أبناء الجالية صعوبة تمويلية لبناء مدرسة ومرافقها طيلة 15 عامًا، إلى أن أراد الله، وجاء الوقت المناسب للبناء.
إنشاء المركز التربوي التعليمي الثقافي:
قمين بالذكر، أن السفارة ممثلة بكل من سعادة الأخ السفير جازم عبدالخالق الأغبري، رئيس البعثة (2006-2009م)، والسفير عبدالسلام قاسم العواضي، نائب رئيس البعثة (2005-2009م)، بذلت أقصى الجهود في متابعة الحكومة اليمنية، وحثت رجال الأعمال، والبنك الإسلامي في "جدة"... الخ، على التعاون في تمويل بناء المركز التربوي -التعليمي والثقافي اليمني، قبل أن تصادر الأرضية (العقار) من قبل الجهات الإثيوبية المعنية، لكن لا حياة لمن تنادي، وطرح البعض شروطًا للمساعدة.
وإزاء سعي السفارة الحثيث، والعمل الدؤوب الشاق، ولمصلحة أبناء الجالية اليمانية، قيض الله رجال الخير "مجموعة هائل سعيد أنعم" الكرام، لإنجاز هذا المشروع الخيري -الإنساني التاريخي.. وبتوجيه من رئيس مجلس الإدارة الحاج الجليل علي محمد سعيد أنعم، للأستاذ الفاضل عبدالله عبده سعيد أنعم، مسؤول الإدارة المعنية للمشاريع في المجموعة، بأن يجهز نفسه والشركة الهندسية المنفذة للسفر إلى أديس أبابا بأقرب فرصة ممكنة، وكان ذلك في نهاية 2006م وغضون عام 2007م، للقيام بالتخطيط والتنفيذ قبل أن يصادر العقار.
ولله الحمد، تم إنجاز المركز الثقافي، المكون من مدرسة نموذجية تشمل جميع المراحل الدراسية من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة، وجامع، ومكتبة، وما لزم من ملاحق.
وفي تاريخ لاحق حضر الحاج الفاضل عبدالجبار هائل سعيد أنعم، من مجلس إدارة المجموعة الكريمة، بزيارة مهمة للاطلاع على سير الأعمال، والقيام بالتقويم، والتقييم، وتقدير ما تبقى من احتياجات ومتطلبات لازمة للمركز.
قمين بالذكر، أن المركز يمثل قيمة إنسانية وتنويرية، وكمنجز تاريخي عظيم يعانق سهيل اليماني علوًا، فقد أثلج الصدور، وأبهج النفوس، وأشاع السرور في قلوب أبناء الجالية اليمنية خاصة، وجميع البعثات العربية، والجهات المعنية الإثيوبية والأهالي عامة.
حقًا، إنه إنجاز مشهود سيسطره التاريخ بأحرف من نور.
د- مسؤولية المركز:
تقع مسؤولية المركز حاضرًا ومستقبلًا على "مجلس أعيان الجالية" في الإشراف على المركز، وعلى السفارة أن تقوم بواجبها لدى الجهات ذات العلاقة في اليمن، بالتنسيق والتعاون مع "أعيان الجالية" و"الهيئة الإدارية للجالية"، لتقديم المساعدة في ما يتعلق بالمدرسين، ورواتبهم، والمنهج الدراسي، والإشراف على الامتحانات، وهو أقل ما يمكن تقديمه من الجهات المعنية اليمنية لربط أبناء الجالية بوطن الآباء، والأجداد.
في واقع الأمر، إنه ليس ثمة حق قانوني أو شرعي لكائن من كان بأن يدعي حقًا، أو أن يبسط أو يبني أو يقتطع جزءًا من الأرضية أو يتدخل في شؤون المركز.
إن المركز يتبع الجالية اليمنية ممثلة بأعيان الجالية، وقد تم ذلك بنظر السفارة والجهات المعنية الإثيوبية، وإن أي تدخل خارجي من أية جهة أخرى في شؤون المركز، غير مقبول إطلاقًا.
مع العلم، أن سفارات عربية كانت عرضت على سفارتنا تقديم مساعدة، ولكن بشروط، إلا أن السفارة قدمت شكرها وعذرها، وأبدت رغبتها واستعدادها في التوسط لدى أعيان الجالية، والهيئة الإدارية للجالية، لاستقبال أبناء الدبلوماسيين والإداريين للدراسة في المركز.
وللبيان، إن هذا المركز التربوي، والتعليمي، والثقافي، ما كان ليرى النور إلا لخدمة أبناء الجالية، وتعزيز عرى العلاقات الثنائية التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
ومسك الختام، لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لـ"مجموعة هائل سعيد أنعم" الأجلاء، على تشييد هذا الصرح التربوي -التعليمي الثقافي الذي سيظل نبراسًا مشعًا، ومصدر فخر واعتزاز للأجيال اليمانية المتعاقبة في إثيوبيا، تم تسليمه كهدية مرصعة بالمحبة إلى أبناء الجالية اليمانية، ممثلة برئيس وأعضاء مجلس الجالية، وستظل مناسبة تشييد المركز ذكرى خالدة لرجال وهبوا أنفسهم لعمل الخير:
ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
قال الله تعالى في كتابه الكريم: "يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" (الآية 77 سورة الحج).