بين الخيام، تتفتّق التربة الصفراء بالخضرة كأنها تنهيدة أولى للأرض. شتلة هنا، وشتلة هناك، كأنها أصابع خضراء تلامس السماء الهاربة. لا شيء يعدّل الكسر مثل نبتة، ولا شيء يعيد النفس إلا ورقة خضراء تحيا في صمت.
الزراعة فعل شفاء. حفرة صغيرة في الأرض تفتح ثقبًا في الروح المظلمة، والبذرة التي تُغرس ليست سوى وعد خفي بأن الحياة ممكنة. هنا، في هذا الفراغ القاسي، تعود الأرض لتتكلم بلغتها القديمة.
الخضرة تزحف ببطء، تُرمّم ما هدمه الخوف، وتعيد رسم المدى. بين الخيام تزرع يديك ودمعك، وتنتظر ما يخرج من الأرض كأنك تنتظر نجاة أخيرة. هنا، الزراعة ليست مهنة، إنها نبوءة الخلاص.
*شاعر من فلسطين