الطحين يختفي من الأسواق، كأنه غزال هارب في بريةٍ موحشة. والخبز الذي كان يومًا رمز البساطة، صار عبئًا ثقيلًا على الأكتاف.
الطحين، هذا الأبيض البسيط، أصبح يباع بالكيلو إن توفّر، وبأرقامٍ تخترق جلود الناس. الطوابير أطول من ليالي الشتاء، والأسعار أعلى من شمس الصيف، كأننا في عالم يلتهم نفسه بلا رحمة.
ماذا حدث للخبز؟ أين اختفى الطحين؟ هل ضلّ الطريق إلى أيدي اللصوص؟ أم أُغلق عليه باب في مستودعات التجار؟ الناس تسأل، ولا أحد يجيب، والمائدة تتقلص حتى تكاد تختفي.
طبعًا، الاحتلال والعالم اللعين الصامت يتحملان مسؤولية التدحرج إلى هاوية التجويع!
في انتظار الطحين، نصبح بلا حول، نكتب على جدران جوعنا: "كان هنا خبز".
*شاعر من فلسطين