إذا ظلت العاطفة تحكمنا وتسيّر مختلف شؤون حياتنا، وهي كذلك، فلن نرتقي قيد أنملة، انظروا إلى الشعب الأمريكي، وكيف يتخلى عن العواطف، ويؤثر العقلانية وفقًا لمصالحه العامة الاستراتيجية وبعيدة المدى، هذه شعوب لا تلعب بها العواطف، ترتكن وتستند إلى العقل في تدبير حياتها.
عاد ترامب الذي ننظر إليه، نحن، كشخص مأفون، متهور، نزق، ويتصف بكل السلبيات والسيئات، لكنه عاد بإرادة شعبية واعية، تعي جيدًا لمن تصوت.
شخصيًا كنت متحمسًا، إلى أبعد الحدود، للسيدة كمالا، متمنيًا نجاحها الساحق على منافسها الكهل، شأني شأن غيري من الحالمين "العواطفيين"، إن صح التعبير، فخذلنا الأمريكان، وصوتوا لمن نكره.
الآن، فقط، عرفت أن برنامج الرجل تضمن قضايا حساسة تهم الأمريك، ووعد بتحقيقها، خلافًا على السيدة كمالا..
الاقتصاد.. ثم الاقتصاد، هنا مربط الفرس، وهنا المحك.. المجتمع الأمريكي، كما الغربي بشكل عام، تجاوز أسطوانات الدغدغة، والتطبيل بالكلمات المنمقة، لديه أجندات ومشاريع حقيقية يسعى لتحقيقها عبر خطط مهدفة..
يبحث، في الأثناء، عن البرامج الانتخابية التي ستترجمها حرفيًا.. يبحث عنها ليعطيها صوته، بصرف النظر عن شخص المرشح رجلًا أو أ امرأة، لا مجال للعواطف..
على النقيض نحن.. نتفرس بالصور والأشكال، أولًا.. والهيئات.. ويغرينا الشحن العاطفي.. وتأخذنا الثقة بالقرابة القبلية وما شابهها، وإن بدت أبعد ما تكون عن مصالحنا المعتبرة. ونظل ندور..
وتلك هي إشكالياتنا التي لن نبرأ منها مادمنا أسرى تفكيرنا القاصر..