صنعاء 19C امطار خفيفة

جماعة نداء السلام: الاغتيالات لا تنهي حركات التحرر

2024-10-18
جماعة نداء السلام: الاغتيالات لا تنهي حركات التحرر
شعار جماعة نداء السلام

نددت جماعة نداء السلام، بعمليات اغتيال قادة المقاومة ورموزها، من قبل الاحتلال "الغاصب"، الذي قالت إنه لم يتعلم من الدرس، ولم "يفهم بأن حركات التحرر الوطني، لا يمكن أن يقضي عليها الإرهاب الصهيوني ولا الإرهاب الأمريكي والبريطاني". 


وقالت الجماعة المؤلفة من سياسيين ومثقفين وأدباء وشعراء عرب من مختلف البلدان، بعد يوم من استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار،  إنه "لا يمكن أن تنتهي حركات التحرر بمجرد اغتيال بعض قادتها ورموزها. وإلا لما واصلت الشعوب نضالها، بعد غياب بعض قادتها، حتى انتزعت استقلالها انزاعاً، رغم أنف المستعمرين". 

وفيما يلي "النداء" ينشر نص بيان جماعة نداء السلام حول عمليات اغتيال قادة المقاومة ورموزها: 

تتوالى عمليات اغتيال الكيان الصهيوني الغاصب للقادة المقاومين، داخل فلسطين المحتلة ولبنان وخارجهما، في محاولة منه للقضاء على حركة المقاومة، التي تؤرق مضاجع الصهاينة القتلة الإرهابيين، الذين استنبتهم الاستعمار الغربي في أرضنا العربية، لخدمة مصالحه، وللحيلولة دون تحقيق الحلم العربي، في التحرر والوحدة وتحقيق النهضة العربية الشاملة.


ورغم أن الإرهاب الصهيوني المسنود من قوى الغرب الاستعماري، قد اتخذ من الاغتيالات نهجاً دائماً، منذ نشوء العصابات الصهيونية المسلحة في الأرض الفلسطينية، في عشرينيات القرن الماضي، فإن الكيان الصهيوني الغاصب لم يتعلم الدرس بعد، ولم يفهم بأن حركات التحرر الوطني، لا يمكن أن يقضي عليها الإرهاب الصهيوني ولا الإرهاب الأمريكي والبريطاني، ولا غيره من نماذج الإرهاب وصوره البشعة، التي مارستها الدول الاستعمارية، في مختلف بقاع العالم. ولا يمكن أن تنتهي حركات التحرر بمجرد اغتيال بعض قادتها ورموزها. وإلا لما واصلت الشعوب نضالها، بعد غياب بعض قادتها، حتى انتزعت استقلالها انزاعاً، رغم أنف المستعمرين. ألم تتحرر بلدان أمريكا اللاتينية والهند والصين وفيتنام، وغيرها من البلدان التي استباحها الاستعمار الغربي، واستعبد شعوبها ونهب خيراتها، ألم تتحرر رغم اغتيال بعض قادتها وتبدل قياداتها؟ 


إن الشعوب لا يمكن أن تستسلم، مهما كان جبروت الاستعمار، ومهما بلغ مستوى الإرهاب الذي يمارسه، ومهما بالغ في ملاحقة واغتيال القادة. فكل قائد اغتيل، غدا في نظر شعبه رمزاً ملهماً محفزاً لمواصلة النضال. وكل فراغ في القيادة، بفعل الاغتيالات، ما يلبث أن يتقدم لملئه قادة من الشباب المهيئين مسبقاً، لقيادة حركة المقاومة، ومواصلة مسيرة التحرر، بحماس أعظم واندفاع أقوى وإصرار أشد. لأن مطلبهم هو الحق والعدل والتحرر والحياة الإنسانية الكريمة لأوطانهم وشعوبهم. وهو مطلب لا يمكن أن يزول أو يسقط بالتقادم.


إننا لا يمكن أن نسلم أنفسنا للأوهام، التي قد تصور للبعض بأن الإرهاب العالمي، الذي تجسده وتديره الولايات المتحدة الأمريكية والحركة الصهيونية العالمية وأتباعهما الغربيون وعملائهما في بلدان العالم الثالث، يمكن أن يزول، أو تضعف وتيرته، بمجرد أن تتحدث الإدارة الأمريكية عن حقوق الإنسان والعالم الحر والديموقراطية المشوهة، المصنعة خصيصاً لشعوب البلدان المقهورة، وغير ذلك من التفاهات، التي أصمت آذاننا بها، بهدف تخديرنا وشل قدرتنا على التفكير السوي والمقاومة الفاعلة. فحقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية والتحرر والنهوض والحياة الكريمة، لا يمكن أن يمنحها الغرب الاستعماري لأي شعب من الشعوب، عن طيب خاطر. بل لا بد من انتزاعها عنوة، بالنضال الطويل والتضحيات الجسيمة، على النحو الذي شهدناه في أمريكا اللاتينية وفي القارة الأفريقية وفي آسيا، وشهدناه ونشهده ونعيشه في وطننا العربي الكبير. فالحرية لا توهب طواعية، بل تنتزع انتزاعاً من أيدي الطغاة المستعمرين، المتسلطين على مقدرات العالم، المتحكمين بحكوماته واقتصاداته وسياساته وأجهزة استخباراته ووسائل إعلامه ومؤسساته المالية والمصرفية.


النصر للمقاومين المضحين، القابضين على الجمر، المحاطين بالأعداء من كل جانب، وبالمتآمرين، من الأباعد والأقارب. النصر للمقاومين المحتسبين الصابرين، المدافعين عن الحق والخير والعدل، الباذلين حياتهم رخيصة في سبيل تحرير وطنهم، مهما بلغت التضحيات. المجد لهم، وهم يواصلون نضالهم العادل بإيمان لا يتزعزع، وصمود أذهل العالم، وثقة بالنصر الذي سيتحقق لأمتهم على أيديهم، بإذن الله تعالى. والرحمة لشهدائهم في العليين، الذين سيبقون في ضمير الأمة وذاكرتها الجمعية، نماذج للبطولة والفداء، ومنبعاً للإلهام، لا ينضب.

صنعاء، في 18 أكتوبر 2024م

 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً