صنعاء 19C امطار خفيفة

ذي بويز آر دمدمنج ذي ديمن، اند بهشنج ذي بهش!

2024-09-20
ذي بويز آر دمدمنج ذي ديمن، اند بهشنج ذي بهش!
البهش وبائعه الذي أدهش الكاتب

ذي بويز آر دمدمنج ذي ديمن، اند بهشنج ذي بهش!! هكذا بلغ أحد كبار مفتشي البلديات الكمشنير البريطاني المسؤول بلغته الإنجليزية الافتراضية التي يفهمها.. أو يظن ذلك.. بمعنى أنه العيال يلقطون الديمن من أشجاره.

والبهش من نخيله.. هاتان الفاكهتان لو افترضنا عضويتهما إلى عائلات الفواكه التي يعرفها الناس لا وجود لهما إلا في بلادنا.. ولا أدري ما أقول.. لا الديمن فاكهة، ولا البهش خضرة.. 

انظروا إلى صورة الصبي المسكين يبيع البهش الذي أدهشني أنه ما زال موجوداً عندنا.. الحبة الواحدة بحجم حبة الجوافة.. وكلها نواة.. نواة كبيرة تكوّن الحبة.. مع ذلك يقضمها الأولاد ويحكونها بأسنانهم ولا يستخرجون منها أي شيء.. وتبقى في أيديهم مثل إسفنجة صلبة لا تغني ولا تسمن. !!

ونحن صغار كنا نبتكر الجرع أو السنارة الخشبية الطويلة وبطرفها سيخ حديدي معطوف لقطف الديمن.. والديمن فاكهة أو خضرة تتحول من اللون الأخضر تدريجياً إلى الأحمر حين تنضج.. ويؤكل بعناية ما بين قشرتها من بياض بعد استبعاد بذوره التي تبدأ خضراء وتتحول إلى اللون الأسود العنسي ""ها هههههه"" كنا نملأ أفواهنا منها ونمثل في صبانا أننا نخزن القات مثل الكبار. !!

لا نفع حقيقي في الديمن.. ولا في البهش كما اكتشف المجربون.. لكنها عادة جرت على طفولة الفقر الشامل.

شجرة البهش.jpg

والبهش له قصة أكبر من عند أدواشة المنتشرة في مدينة الحسوة على الساحل الهادئ.. من تلك الأدواش يستخرج الخل الحسواوي الشهير... وكذلك الطاري، وهو صنف من الخمر منه الصبحي والقمري!

حكى لي الأستاذ الشاعر الكبير محمد سعيد جرادة أن الموالعة الفقراء يمسون ويصبحون تحت أدواش الطاري والبهش، يبدأون بشرب المنتج القمري ويواصلون حتى الوصول إلى المنتج الصبحي.. وقال في تحذير إن الإكثار من شرب الطاري يجعل من يتعاطاه "يصمل" بمعنى أنه لا إرادياً يفرغ ما في جوفه فوق ثيابه قدام الناس!!!

كان صاحب البلدية على حق حين حذر من أن البويز آر دمدمنج ذي ديمن اند بهشنج ذي بهش.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً