صنعاء 19C امطار خفيفة

في محبّة عدنان جمّن

2024-09-08
في محبّة عدنان جمّن
الفنان عدنان جُمن- منصات التواصل

ما أسوأ أن يجد الفنان نفسه محاكمًا باسم النقد الفني من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالنقد الفني.

هذا ما شعرت به وأنا أقرأ بعض ما كُتب عن الفنان القدير عدنان جُمّن، المعروف بولعه برسم وجوه اليمنيين البسطاء والأماكن اللافتة.

 
لم يكن هناك قراءة حقيقية لتقنياته الفنية أو لتجربته التي تمتد لأكثر من نصف قرن، رسم خلالها قصصًا للأطفال ورسومات كاريكاتيرية بدأها في صحف ومجلات عدن. وحين انتقل للعيش في صنعاء، شارك في العديد من المعارض التشكيلية والأعمال الصحفية.
 
من المؤسف أن يصبح النقد مقتصرًا على القول إن ما يقدمه عدنان ليس فنًا، أو على التشكيك في أنه لم يُرَ وهو يرسم، كما قال أحدهم.
لقد زاملت عدنان جُمّن في صحيفة "المستقبل" قبل أكثر من ثلاثين عامًا. كنا نعمل معًا لساعات متأخرة في ليلة الإصدار لإخراج العدد في غرفة واحدة، حيث تعرفت على خطوطه المدهشة بقوتها وحركتها وسرعتها في رسم البورتريهات وتشكيلها لونيًا.
 
كانت لوحاته باستمرار تقترب من التصوير الواقعي المجسد لجماليات المشهد بألوانه المائية والزيتية، وهو ما أثار الجدل، أو لنقل الصدمة لدى المتلقي الذي ظن أنها مطابقة للأصل. هذه الملاحظات، في رأيي، غير دقيقة، وتغفل قدرات الفنان وجهده.
 
عدنان شخصية متواضعة، لا يحمل ضغينة لأحد، ويعيش يومه كله على النكتة والسخرية. ومن المؤسف أن تظهر مثل هذه المنشورات التي تتجاوز النقد الفني إلى التشكيك في عمله ومنجزه.
 
هذا الأسف ليس فقط على مستوى الخطاب الموجه لعدنان، وإنما أيضًا على بعض من دافعوا عنه. أحدهم، وهو صديق، كتب دفاعًا عن عدنان، لكنه في الوقت نفسه شكك في أعمال بعض الفنانين الكبار على المستويين العربي والعالمي، مثل هاشم علي وحكيم العاقل وآمنة النصيري. وهذا رأي مستغرب أن يصدر من شخص يهتم بالثقافة، ويظن أن الرسم عبارة عن "شخبطات".
 
أعلم أن رأيي في عدنان قد لا يجد مكانه وسط هذا الصخب!
ومع ذلك، كتبت هذه الكلمات كشهادة!
كتبت لأنني أردت أن أحيي عدنان جُمّن الفنان والإنسان الجميل، وأقول له إن مكانته الفنية أكبر من هذا الضجيج.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً