صنعاء 19C امطار خفيفة

البساطة والرثاثة

البساطة والرثاثة
الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي- منصات التواصل
كنت في أحد الأيام أتصفح ألبوم صور والدي، رحمه الله، وهو يقف بجانبي. كلما رأيت صورة جميلة وأنيقة، كنت أسأله عن تاريخ الصورة، فيرد عليّ "من أيام المرحوم"، ويقصد بذلك فترة حكم الرئيس الحمدي. فقلت له: لماذا كنتم أنيقين في تلك الفترة؟ فأجاب: "كنا نخشى من الحمدي، ونريد أن نبدو أنيقين مثله. كنا نريد أن نمثله أمام الناس كما كان يمثلنا ويرفع رؤوسنا".
 
أعتقد أن الكثير من اليمنيين لا يفرقون بين البساطة والرثاثة. البساطة هي النقاء والذوق الرفيع، أما الرثاثة فهي إساءة استخدام البساطة. فإذا اضطررت إلى ارتداء المعوز، فعلى الأقل اختر اللون المناسب للقميص، ولا تنسَ أن الحذاء (القبقاب) لا يناسب المعوز. أما الجوارب الطويلة، فإنها تجعلك تبدو كالمهرج. وإذا ارتديت الثوب، فمن الأفضل أن تنظر إلى نفسك في المرآة قبل أن تخرج؛ تأكد من عدم وجود بقع (خضراء) هنا أو هناك. وليس من الضروري أن ترتدي الكوت ذا الجيوب الواسعة؛ يمكنك أن ترتدي شيئًا آخر، أو لا ترتدي شيئًا على الإطلاق فوق الثوب، بخاصة في الصيف.
 
إصرار بعض اليمنيين على الخلط بين البساطة والرثاثة، يستدعي من شركات الطيران، بخاصة طيران اليمنية، أن تضع شروطًا معينة للباس المسافرين على متنها. لا يوجد حل آخر!
اختيار الملبس والمأكل لدى الشعوب ليس دائمًا نابعًا من المصادفة أو التفضيلات الشخصية، بل هو نتاج قوانين صارمة فرضتها الحكومات لتحديد هويتها الثقافية. كما حدث في اليابان خلال فترة "ميجي"، حيث تم فرض ارتداء الزي الغربي لتعزيز التحديث والانفتاح على العالم. ومع مرور الزمن، تحول هذا التنظيم المفروض بالقانون إلى جزء لا يتجزأ من ثقافة وسلوك الشعب الياباني. وكذلك الحال في الصين، حيث تم فرض زي "الماو" لتعزيز المساواة والتخلص من الطبقية، ليصبح لاحقًا رمزًا ثقافيًا مرتبطًا بتلك الفترة التاريخية.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً