صنعاء 19C امطار خفيفة

اليمن إلى أين؟

هل من يقظة ضمير تحرك مشاعرنا، وتجمعنا دفاعًا عن وطننا الحبيب من الأطماع الخارجية؟

يبدو أن أبناء اليمن سيستمرون في فرقتهم وعنادهم وخلافاتهم حتى لو أدى الأمر إلى تفتيت بلادهم إلى مناطق متناحرة رغم مناشدات الخيرين العودة إلى طاولة المفاوضات، وحلًا ضامنًا لوحدتهم الوطنية، إنقاذًا لبلادهم من التجريف والتمزيق، تأسيًا بقول نبينا محمد رسول الله (صلعم): "الإيمان يمان والحكمة يمانية".

 
إن جل ما يهم اليمانيين للأسف، سواء أكان شيخًا، أو عسكريًا، أو متنفذًا، أو حزبيًا، هو أن يحكم مربعه، ويتصرف بريعه.
بالأمس كان عبدالحميد فردًا
 واليوم ألف ألف عبدالحميد
حقًا، إنها لمفسدة، توارثها اليمانيون، فانتقل فسادهم إلى أعماق أنفسهم، وإن النفس لأمارة بالسوء.
إذن، أي يمن يريدون، أفضل مما كان قد تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني بإجماع المكونات السياسية؟
حقيقة، إن الوضع بقضه وقضيضه، قد أصيب بنكسة، حيث انقلب عاليه سافله، وأصبح اليمانيون أمام مجلس عسكري انتقالي ونخب ومليشيات محلية تابعة ومدعومة خارجيًا، تعمل خارج إطار السلطة الشرعية المشكلة من عدة رؤوس في عدن من ناحية، وسلطة أمر واقع في صنعاء من ناحية أخرى. أما آن لهما أن تتفقا في هذا الوضع العصيب الذي يتعرض فيه اليمن إلى اعتداءات خارجية تنتهك سيادة أراضيه ووحدته الوطنية؟
الجدير بالذكر، أننا قد وضعنا أنفسنا في جدالات عقيمة، تاركين الدولة تحتضر، وبرهنا أمام العالم أننا لسنا بحجم اليمن العظيم، يمن التاريخ والحضارة.. فهل من مدكر؟
في واقع الأمر، نحن نمر أمام وضع خطير، فكيف لا؟ ويمننا الحبيب يتجه نحو التقسيم المناطقي والاحتراب والفوضى!
فوا أسفاه، إن اليمانيين يغرقون في خضم خلافاتهم، ويبرهنون يومًا بعد يوم، أنهم لا يملكون وزن حبة من خردل تفكير ووعي ووطنية لإنقاذ اليمن، كما يغفلون عن أن دولًا خارجية لا ترغب بوجود يمن قوي في موقع استراتيجي ذي أهمية، بقدر ما تريد يمنًا يعج بالخلافات الداخلية، وتكريس التجزئة والتقسيم بما تبقى من أطلس اليمن، والسيطرة على موانئه، وجزره، وثرواته، تحت ذريعة حماية المصالح الإقليمية والدولية، إكرامًا لمشروع الشرق الأوسط الاستعماري الصهيوني وصفقة القرن.
 
حقيقة الأمر، إننا كيمنيين نهمل الممكنات من الحلول في الوقت الراهن، فربما يأتي اليوم الذي تتحول فيه الممكنات إلى مستحيلات، وبالتالي نخسر ماضينا وحاضرنا.
أما آن أن تنسى من القوم أضغانُ
 فيبنى على أس المؤاخاة بنيانُ؟
فهل يا ترى من حل لبلادنا قبل أن يفرضه الآخرون علينا؟
وهل من صحوة وطنية تنقذ الموقف قبل فوات الأوان؟

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً