صنعاء 19C امطار خفيفة

هنا صنعاء!

هنا صنعاء!
الراحل عبدالعزيز شائف- منصات التواصل
فتحنا أسماعنا تلك اللحظة الاستثنائية، على:
"إذاعة الجمهورية العربية اليمنية من صنعاء"
كان يخيل إليّ أن الصوت يأتي من كون آخر
كنا لا ندري أين تقع صنعاء!
وتوالى النداء والتعريف والتبشير بالقادم العظيم
وصارت إذاعة صنعاء عنوانًا دائمًا لمن يؤيدون الثورة وينتمون للجمهورية
صارت الأسماء تلتصق بأسماعنا وصارت الجزء الأهم من حاسة السمع الجمعية في شارع 26 سبتمبر بتعز وعلي عبدالمغني في صنعاء...
محمد البابلي من تمنى أن يموت فقيرًا، وتنتصر الثورة تحقق له ما أراد!
عبدالله حمران
ثم توالى:
عبدالعزيز شائف
و
عبدالقادر الشيباني
ولم تعد إذاعة صنعاء وقفًا على حمار البابلي وتهنئة الإمام أحمد بـ"الزميل الجديد"!
الثنائي شائف والشيباني يكبران وينتشران كل يوم حتى غطيا سماوات اليمن الطبيعي...
وافتتحت الصباحات بهما
وأغلق المساء على صوتيهما
وبينهما أصوات أخرى متميزة أيضًا
غاب الشيباني فجأة
واستمر شائف يصهل من وراء كل ميكروفونات الإذاعة
وكلما ترسخت دعائم الثورة والجمهورية، بلغ بريق إذاعة صنعاء كل الزوايا، وصهل عبدالرحمن مطهر والجبري أيضًا..
وتوالت الأعوام، أصوات جديدة شابة تنضم إلى الميكرفون الذي لم تنافسه الشاشة سنين!
عبدالعزيز شائف- منصات التواصل

عبدالعزيز شائف القادم من الأغابرة عبر عدن، والأغابرة والأعروق سفر طويل من أسماء قدمت، وبذلت الغالي والنفيس من أجل الثورة.. وتخلد حكاية الشيخ عبدالحق من أعطى لجمال عبدالناصر كيس الذهب، ليقول السلال العظيم قولته المشهورة لجمال:

"هذا الشيخ يعطي الدولة ولا يأخذ منها"
ومن سينسى أحمد عبده ناشر العريقي والأغبري وعبدالقادر الأغبري والدحان الأب والحروي جازم وعلي محمد سعيد...
لو كان العميد محمد علي الأكوع حيًا لحكى وردد حكاية الأغبري صاحب مطعم بلقيس، الذي كان ملتقى الرجال في عقبة تعز...
ظل عبدالعزيز شائف يقدم البرامج المختلفة، وأتى إلى جانبه طه الدبعي وطه فارع، ومن البنات زهرة طالب وفاتن وفائدة ورؤوفة وأخريات...
كانت إذاعة صنعاء المدافع الأول عن الحياة الجديدة التي بزغت فجر 26 سبتمبر 1962...
حتى إذا أتى التليفزيون أيام الحمدي، ومع مرور السنوات، ظلت الأسماع لصيقة بالراديو، لأن المبدعين ظلوا فيها.. وظل الناس ينتظرون عبدالعزيز شائف يقرأ "نشرة الأخبار من إذاعة الجمهورية العربية اليمنية من صنعاء"...
وقبل التلفزيون كانت إذاعة صنعاء ثكنة عسكرية تنقل جبهات المجد إلى أسماع الناس وأفئدتهم، وكل مذيع فيها كان مذيعًا ويرتدي في النهارات كاكي أبطال الجيش، يذهبون بها إلى كل جبل ووادٍ...
وكلما مر الوقت زادت إذاعة صنعاء بريقًا، وتوسع بثها، وتنوعت برامجها.. من السياسي إلى الثقافي إلى البيئي والزراعي والصحي... العابد والأمير أحد علاماتها، وعباس الديلمي، إسماعيل الكبسي، والدراما تميزت بها زهرة ورؤوفة ومطهر... وكان هناك عبدالله محمد شمسان وحسن العزي والمدير ثابت الغياثي رحمه الله... والمحبشي والسوسوة كانا حكايتين من حكاياتها... ومن المهندسين دهمش وهديان وعبدالله ناجي ونصر نصار مر عليها...
ومن إذاعة صنعاء خرج الآنسي والسنيدار والسمة وتقية إلى الناس...
وجاءت أجيال الشباب تضيف الجديد
وظل عبدالعزيز شائف قاسمًا مشتركًا بين الأجيال
وحتى عندما تقاعد تعاقدوا معه، لتميز صوته وخبرته وتفانيه وعشقه للميكرفون..
ولم يكن شائف مجرد مذيع ينقل ما يوضع أمامه، بل كان موهوبًا يعد البرامج المنوعة ويقدمها، وفي الحياة العامة كان له شأن كبير..
الشيباني حاصرته قوى التخلف، فذهب إلى عدن..
ومن عدن عاد، ولم يسمحوا له بالعودة إلى عشقه الأول
ذهبوا به إلى السياحة ليدفنوه، لكنه تحول إلى خبير سياحي، اسمه حاضر في كل الفعاليات السياحية...
يظل عبدالعزيز شائف علامة فارقة في دنيا الإعلام، وفي الإذاعة تحديدًا...
إذاعة صنعاء ورموزها تظل تاريخًا قائمًا بحاله
الأمل أن يكتب يومًا ما...
هنا فقط غيض من فيض
تحية لروح عبدالعزيز شائف الأغبري
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً