صنعاء 19C امطار خفيفة

286 يومًا من الصمود.. فلسطين هي البوصلة

بعد زيارة ناجحة لمجموعة السلام العربية لموسكو، بدعوة من الصديق السيد بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسية، والممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، كانت فلسطين المقاتلة من أجل حريتها واستقلالها من المحتل الصهيوني، خلال الزيارة، هي محور أحاديث ونقاشات وفد المجموعة، ومعها الوطن العزيز، اليمن، وكل وطن عربي يتعرض لمحن ولمؤامرات خارجية.

 
ولقد تيقنّا أن غزة والضفة المحتلة وكل الشعب الفلسطيني وجنوب لبنان المقاوم والصامد كانوا محل اهتمام الجميع ومؤازرتهم.
وكذا اليمن الذي لم يشهد استقرارًا وسلامًا منذ عقود، وساءت أحواله أكثر وأكثر في العقد الأخير، نتيجة الحرب التي دخلت عامها العاشر، ودمرت الدولة ومؤسساتها واقتصادها، وشردت الملايين في الداخل والخارج.
 
في موسكو قمنا بزيارة جامعة الصداقة بين الشعوب، واللقاء بالطلبة اليمنيين والعرب، وأجرينا لقاء تلفزيونيًا مع قناة "روسيا اليوم".
وبعد انتهاء الزيارة توجهنا إلى تركيا حيث تم اللقاء بعدد من الأصدقاء اليمنيين رسميين وغير رسميين من بعض الأطياف السياسية المقيمة هناك، وأجرينا حوارات ونقاشات حول الوضع في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة وجنوب لبنان، وآفاق السلام المرفوض من قبل دولة الاحتلال التي تتغذى على الحرب، وتعتبر السلام عدوها، لأنها ستفقد وظيفتها كوكيل لأعداء العرب وللمليارات السنوية التي تتدفق عليها من عدة دول غربية لا تريد للمنطقة العربية سلامًا واستقرارًا وديمقراطية وازدهارًا، وعلى رأسها أمريكا.
 
في تركيا ناقشنا بعمق الوضع اليمني وقد لاحظت تفاوت الآراء وتباينها، وكأن البعض لا يستعجل السلام والمصالحة اليمنية، ويرى أن هناك حلولًا أخرى أكثر نجاعة ومردودًا. ولأكون صريحًا، فإن الحرب ومعاناة اليمنيين لم تدفعا البعض إلى التفكير الجاد بعوائد السلام والمصالحة، وأن الرهان على مباراة صفرية لن تحدث، لايزال مزدهرًا، لأن شؤوننا لم تعد اختصاصًا يمنيًا ورسالة وطنية.
 
ولتجنيب اليمن ما هو أسوأ، وإنهاء معاناة الناس الشاملة، ووضع حد لتدهور الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءًا، وتطيل أمد صراع يدفع الشعب ثمنه من حاضره ومن مستقبله، فالسلام وحده هو الحل.
 
وليعلم الجميع أنه كلما ابتعد السلام أصبح تشظي اليمن أمرًا واقعًا، وهو ما يخدم تجار ومقاولي الحروب، وكل من لا يريد لليمن الاستقرار والوحدة من خارجه.
وفي تركيا أيضًا شاركنا في حوار مع المنتدى الدولي للحوار التركي العربي، وبهذا الصدد نتمنى أن تتواصل مثل هذه اللقاءات لسد الفجوات العديدة، وإزالة الشكوك المتبادلة بيننا وبين الإخوة الأتراك، والتي تلقي بظلالها على العلاقات بين الطرفين.
إن تركيا تستلزم اهتمامًا خاصًا من النخب العربية، ومن مراكز الدراسات، كجار يؤثر فينا ونتأثر به، وهذا ينطبق على الجارين الآخرين إيران وإثيوبيا.
 
وهنا أود إحياء الدعوة القديمة من بعض مراكز الدراسات العربية والكتاب العرب للاهتمام بدول الجوار التي تجمعنا بها روابط ومصالح مشتركة، إنها لحقيقة أنه كلما تعاون الجيران وحلوا صراعاتهم وخلافاتهم بالحوار ومراعاة المصالح المتبادلة، قل التدخل الخارجي في الشؤون العربية وفي شؤونهم، وقل أيضًا الاعتماد على الغريب، وبخاصة في مجال الأمن. ومن نافلة القول أنه لا مناص هنا من التأكيد على الالتزام الصارم والفعلي من الجميع بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف، وتحت أي مبرر.
 
وأخيرًا، لعل وعسى أن تجمعنا وتوحد موقفنا مقاومة العدو في غزة وفي الضفة الغربية وفي جنوب لبنان الباسل، وما ذلك على المخلصين لشعوبهم ولقضية فلسطين ببعيد.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً