صنعاء 19C امطار خفيفة

٢٥٨ يوماً من الصمود الاسطوري لغزة والضفة وجنوب لبنان

ها نحن في الشهر التاسع على بداية الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، والتي بقيت محاصرة من قبل الكيان الإسرائيلي المحتل لسبعة عشر عامًا قبلها بدون توقف.. مما ألحق بمواطنيها أضرارًا فادحة في حياتهم وفي اقتصادهم، والعالم لم يُعر أي انتباه على هذا الانتهاك الإسرائيلي الصارخ لمبدأ حق الحياة، وحق الفلسطيني في أن يعيش في وطنه حرًا كريمًا دون قيود تعيقه عن ممارسة حياته الطبيعية، ومنها حقه المقدس في التخلص من الاحتلال الصهيوني الذي أغمض العالم عيونه عن مساوئه التي لا حصر لها، وعن انتهاكاته المتواصلة لحقوق الإنسان.
 
وخلال غزو غزة لم يردع التنظيم الدولي ممثلًا بالأمم المتحدة وكل منظماتها، إسرائيل عن القتل والتدمير والتشريد الممنهج والتطهير العرقي، كي تُعبّد دولة الاحتلال الطريق لتصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسري، وخلق نكبة ثانية وصفها وزير صهيوني بأنها ستكون أسوأ من نكبة عام 1948.
 
ولأول مرة يصف فاشي إسرائيلي "مانتي" مذابح الكيان الغاصب بالنكبة التي يُحرّم ذكرها، ويُضغط على السلطة الفلسطينية لعدم تدريسها في المناهج الدراسية، ويعتبر حتى الإشارة إليها عملًا معاديًا للسامية.
 
لقد بلغ شهداء العدوان الإسرائيلي درجة كبيرة جدًا من الإجرام، وصلت لأكثر من سبعة وثلاثين ألفًا، ومئات الآلاف من المهجرين والمصابين، ومايزال يُصرّ على مواصلة القتل والتدمير في رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني، باعتبارها الملاذ شبه الآمن لهم من آلة القتل الإسرائيلية التي تستخدم أحدث الأسلحة الأمريكية البرية والجوية والبحرية، وتحظى بالحماية الأمريكية، وصلت لدرجة عدم تنفيذ حكومة نتنياهو قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الذي تبنته واشنطن، وحظي بموافقة أربع عشرة دولة فيه. وتوقع العالم كله انفراجة في هذه الحرب، ونهاية مؤقتة لها.
وإصرار نتنياهو وحكومته على الاستمرار في الحرب ليس من أجل مصلحة إسرائيل الأولى في إطلاق أسرى الحرب من المستوطنين الصهاينة في غلاف غزة في  عملية 7 أكتوبر 2023، بل من أجل الحفاظ على السلطة، وعدم اقتياده إلى السجن بعد إدانته قضائيًا في تهم لا تحتاج إلى أدلة.
 
أما الضفة المحتلة فتخوض مقاومة لا تلقى من العرب والعالم نفس الاهتمام، وما يزيد من مأساة الضفة هو التوسع الاستعماري وتشريعه، واقتحام المخيمات والبلدات والمدن أكثر من مرة، وقتلت بدم بارد حوالي ستمائة فلسطيني.
 
ولكن كل هذه الأعمال الإجرامية وحرب الإبادة لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني العظيم في غزة والضفة الغربية. ونحن نحيي الشعب الفلسطيني الصامد، والمقاومة الوطنية اللبنانية الباسلة، كما نحيي الرأي العام العالمي الذي وقف ومازال يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، في ظل الصمت الرسمي العربي والإسلامي والدولي.
المجد والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى. 
 
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً