صنعاء 19C امطار خفيفة

الفنان سعيد سلوم وخدمة الفنون المشقاصية

الفنان سعيد سلوم وخدمة الفنون المشقاصية
الفنان سعيد سلوم- منصات التواصل
مع إطلالة العيد السعيد عيد الأضحى المبارك، يطل على عشاق ومحبي الفنون المشقاصية عمل فني مشقاصي بحت للفنان الشاب سلوم باهديلة، وهذا العمل يعيدنا إلى الأيام الخوالي والسنين الزيان فترة نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، تلك الفترة التي مرت على الفنون المشقاصية الجميلة بعطاء شعري ولحني زاخر، مسجلًا بذلك حضورًا فعالًا للأغنية المشقاصية في سجل الأغنية الحضرمية الأصيلة، وذلك بما قدم وأعطى بعض شعراء ومحلني المشقاص، وفي مقدمتهم الشعراء سالم بن عمرو الغرابي، الملقب العكر، والشاعر سعيد صالح عبد ربه العمقي، وسعيد سالم بلكديش.
العمل النازل حديثًا هو إحدى الأغاني القديمة للشاعر سعيد صالح العمقي، وهي أغنية شدا بها الفنان المخضرم محفوظ محمد بن بريك، قبل عقود من الزمن.
سعيد سلوم بما يمتلك من رهافة الحس الفني، وأيضًا حبه الكبير لفنون المشقاص، فلم يكن هذا العمل الأول له في إظهار فنون وإبداعات المشقاص الفنية، فقد سبق له أن أدى أعمالًا كثيرة، منها للذكر "الجفا كود قاسي"، والأخرى "لي شعب معمور ضاري نحله".
كمشقاصيين لم نستغرب أبدًا من غيرة سعيد سلوم وحبه وإخلاصه لهذه الفنون، فهو ينتمي لهذه الأرض المعطاءة في كل شيء، وما الفنون إلا عينة من أشياء كثيرة تزخر بها أرضنا أرض المشقاص.
رحم الله الشاعر الكبير الراحل حسين أبو بكر المحضار عندما قال:
"يا منتمي للأرض هذي الأرض ما تبخل على من حب وإليها ارتمى"، إلى آخر البيت المحضاري المدل والمعرف بمحبة الإنسان لأرضه.
نعود للرائعة القديمة الجديدة التي صدح بها الفنان سعيد سلوم، وأظهر فيها ما بذله من جهد متنوع، وأول هذا الجهد هو الجهد المادي، أي أن الأغنية أتت في مقاطع تصويرية جميلة، وتم التصوير في وادي بدش، هذا الوادي المشقاصي الجميل بمناظره الجميلة والخلابة، فأتت الأغنية جميلة رائعة، كيف لا تكون هكذا وهي لاقت من العناية والاهتمام الشيء الكثير.
كذلك مما يحسب لأخينا الفنان سعيد سلوم، هو التوقيت المناسب في إنزال الأغنية مع حلول العيد السعيد عيد الأضحى المبارك، فالناس على ما بهم من منغصات العيش، إلا أن لديهم حضورًا ذهنيًا يتوافر في مثل هذه الأوقات، أي أوقات الأفراح والمسرات كالزواجات والأعياد. وهنا نجزم القول إنها -أي الأغنية- ستلاقي من المتابعة والاستماع ما تستحقه، وهي أيضًا أغنية رائعة نبشها هذا الفنان وأعاد لها الظهور بعد الاختفاء الذي طالها فترة طويلة.
ما يحبب السامع ويجعله أكثر التصاقًا بها، أن كلمات الأغنية غزلية ذات مفردات جميلة.
والآن إلى بعض أبيات القصيدة، إذ يقول الشاعر سعيد صالح العمقي:
عاف قلبي ذا الحب وسلوبه
بعدما قد ضاعت أساليبي
في هواهم ما ينفع الأسلوب
من طريق التيه أنا باتوب
 
يرمي العقل في بحر غيبوبة
بس كفى زاد علمي على غيبي
كم سرائر أعلم بها وغيوب
من طريق التيه أنا باتوب
 
كلمة الصدق في الحب مطلوبة
عندهم قد طابت مطاليبي
والجزاء ضاع والود لي مطلوب
من طريق التيه أنا باتوب
وما بقي من قول هو شكرنا الجزيل للفنان سعيد سلوم على مجهوداته الكبيرة التي باتت واضحة للعيان. هذه المجهودات التي أظهرت لنا بعض فنوننا من أغانٍ اختفى الكثير منها لعوامل كثيرة، لكن هذا الشاب كما عرفت منه أنه عاقد العزم على أن تكون الفنون المشقاصية اهتمامه الكبير في المستقبل، وهذا الطريق المؤدي لإظهار فنوننا هو ما ضله كثير من فنانينا، فنتمنى من الجميع التفاعل المطلوب حتى تكون فنوننا ذات حضور دائم.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً