صنعاء 19C امطار خفيفة

OMAS GEGEN RECHTS (الجدات ضد اليمين)

2024-06-12
OMAS GEGEN RECHTS (الجدات ضد اليمين)
"لقد بنيت بيتي على لاشيء، لذلك فإن العالم بأكمله هو ملكي" يوهان جوته
**
إلى روفن لور Rouven Laur، الشرطي الذي سقط ضحية إرهاب 
الإسلام المتطرف.. على روحه السلام.
 
**
شاركت في بعض التظاهرات، دار مشتات، التي دعت إليها منظمة PaSo الداعية إلى قيم التنوع الثقافي والديمقراطية، السلام، التعايش، والقبول بالآخر المختلف، ضد العنصرية بكل أشكالها، وهي نفس القضايا التي اشتغلنا عليها في اليمن، عبر متحف بيت الموروث الشعبي -للتنوع والاختلاف، وكذلك في مؤتمر الحوار الوطني، خصوصًا في فريق الحقوق والحريات.
كانت التظاهرات تتكون من مجاميع من الألمان والمهاجرين واللاجئين من كل الأجناس والأعراق والديانات.
في المظاهرتين الأخيرتين، في أيبرشتات (مايو) وكرانكشتاين (يونيو)، لفت انتباهي مشاركة سيدات مسنات، يحملن الشعارات والقبعات الملونة، وكلهن حيوية، عرفت بعد ذلك، أنهن "الجدات ضد اليمين المتطرف"، وضد العنصرية، وصعود الفاشيات والكراهية... الخ.
مظاهرة جدات ضد اليمين المتطرف- الصورة من إرشيف الكاتبة
في تظاهرة 8 يونيو -كرانكشتاين، اصطفت مجموعة من النساء (الجدات) بملابسهن الشبابية الملونة، وروحهن الحلوة، يتنادمن، ويوزعن البروشورات، استأذنتهن بالتصوير فرحبن، وأخذت بروشوراتهن،  وبالترجمة، وجدت مضامين إنسانية رائعة، قمت بالبحث عن منظمتهن وأنشطتهن، وجدتني إزاء عالم جميل مفعم بالحب والتعايش والجمال، والفن، والطفولة، ورائحة عالم الجدات، ليس فقط بالفطيرة والقهوة والحلوى والحكايات الشعبية، بل يمتد إلى عالم أوسع للتعايش، وضد العنف والتطرف والإرهاب، والدفاع عن الديمقراطية، وقيم الحق والخير والجمال، التي دعا إليها فلاسفة ومفكرو العالم من عهد الفلسفة اليونانية، وحتى زيجمونت باومان في الألفية الثالثة.
 روفن لور Rouven Laur، الشرطي الذي سقط ضحية إرهاب الإسلام المتطرف
من خلال الاطلاع، فـ"الجدات ضد اليمين" منظمة مجتمع مدني، موجودة في الولايات الألمانية، ترجع نشأتها إلى الجدات في النمسا 2017، وتأسست على يد الصحفية سوزان شول، ومونيكا سالزر، طبيبة نفسية، وقسيسة، وكاتبة أيضًا، وفي ألمانيا شكلت مجموعة من الجدات والنساء المتقاعدات من على صفحة "فيسبوك"، بتاريخ 27 يناير 2018، "الجدات ضد اليمين"، وتقاطرت النساء للانضمام، وتفرعت إلى الولايات المختلفة، وتوسعت عضويتها من 4500 عضوة، إلى أكثر من 30.000، بل أصبحت هناك العديد من منظمات للجدات، في أوروبا ودول العالم، للدفاع عن الحقوق الأساسية، المعروفة في الدستور العالمي لحقوق الإنسان، والتي لا تتجزأ: "حق الحياة، الحرية، الدين، المعتقد، الضمير، تقرير المصير، حرية الفكر والتعبير، التنقل، التظاهر السلمي، قيم التسامح، والمسؤولية تجاه البيئة، وضد الكراهية، معاداة السامية والإسلام، والأديان المختلفة، نبذ التطرف والعنف والعنصرية وحماية المهاجرين، والشعبوية الجامحة التي يقودها اليمين المتطرف (AFD)، والذي تنعته الجدات بالفاشية، ويرفعن أصواتهن عاليًا: "ألمانيا متنوعة"، "لا نريد أن يعاد التاريخ ويرجع مرة أخرى"، و"لهذا السبب سنخرج ضد الفاشية، سلاحنا الموسيقى والفنون، الكعك الفطيرة، القهوة، والأحفاد يحملون فرش الرسم، والألوان، وتمَثل القيم الإنسانية".
جانب من المشاركات- الصورة من إرشيف الكاتبة
استمعتُ بشغف إلى أغنية الجدة المعروفة، وأتذكر كم الجدات اللواتي التقيتهن في اليمن، وأنا أدون الحكايات الشعبية "حزاوي وريقات الحناء"، بأجزائه الثلاثة، يااااالله، كم هي جميلة الألفة والسلام، والحيوات التي تعيشها جداتنا في كل هذا العالم الواسع والصغير معًا، والخوف على العالم، كما يخفن على أطفالهن وأحفادهن.
تقول كلمات الأغنية التي كتبتها مونيكا سالزر، والموسيقية فانيا باليكروشيفا دي ستيلا:
هناك قصة قديمة
عن سبعة صغار الماعز
فتحوا الباب
ودخلوا
الذئب أكلهم جميعًا
ماعدا الطفل الأصغر
كان صوته لطيفًا جدًا
جدات، جدات، البلد كله يحتاجنا، نحن نقاتل من أجل الأطفال ونقاوم
جدات، جدات، ذئاب هذا العالم يبيعون مستقبلنا اليوم، مقابل المال الكبير"
أنتم يا أولاد الغد،قولوا الآن: توقفوا عن كراهية الناس!
لكم تشبه هذه الأغنية نص المحكي في بلادنا:
"الذيب الذيب يابه
سعليكم يا جهالي"
جانب من المشاركات
 
**
"الجدات ضد اليمين المتطرف":
معهن وبهن تتغير الصورة النمطية للجدات، ودورهن التقليدي، هن اليوم يضطلعن بمسؤولية كبيرة تجاه بلدانهن والعالم، رسولات السلام، يرفعن قبعاتهن الملونة بالأرجواني، والأحمر والأزرق وبصوت واحد: "نحن وأمهاتنا ذقنا تبعات الحرب النازية الفاشية، ولن نسمح لها بأن تتكرر في الألفية الثالثة من القرن الحادي والعشرين"، فـ"الفناء ملون وليس بنيًا"، نعم "الجدات العظيمات هن اليوم في نفس الصورة الجماعية، لرواية هاينرش بول الرائعة "صورة جماعية مع سيدة"،  إذ يقول: "أبواي، أخواتي وإخواني، وأصدقاء كثيرون وأصدقاء أصدقائي وبعض أساتذتي عصموني من أن أصبح نازيًا".
 
**
 
"انظروا إنهن الجدات العظيمات"!

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً