كل محافظة تنتخب سلطتها وتحكم نفسها في ظل الجمهورية اليمنية، هذا هو مطلب غالبية اليمنيين بعيدًا عن التمزق والانفصال والأقلمة.
أما لماذا نرفض الأقلمة، فلأنها تعني التخلي عن أسماء المحافظات التي أصبحت جزءًا من الهوية المحلية لسكانها من ناحية، وتعني إضافة مركز ثالث هو الإقليم، بدلًا من التخلص من مركزية العاصمة من ناحية ثانية.
منح كيان المحافظة الإداري والسياسي كامل الصلاحيات، بما في ذلك انتخاب سلطتها وإدارة حكومتها المحلية، يرسخ الهوية اليمنية والاندماج الوطني من ناحية، ويحافظ على الهوية المحلية من ناحية أخرى.
شكرًا لحلف قبائل حضرموت ورئيسه بن حبريش، فقد أحسنوا الخطوة الأولى على الواقع، بعد سنوات طويلة قضاها اليمنيون في النضال من أجل الوحدة والجمهورية والمواطنة والتنمية والديمقراطية واللامركزية وسيادة الوطن واستقلال قراره.
يبقى أن نقول ناصحين لأهل حضرموت إن الحضرمية كهوية محلية لا تتعارض أبدًا مع الهوية اليمنية الجامعة لكل اليمنيين، بل تؤكدها بقدر ما ترفض أية هيمنة لما يطلقون عليه اليوم زورًا وتقولًا ومؤامرة، الهوية الجنوبية أو الهوية الشمالية. ومن ينصحكم خلاف ذلك، يكون قد نسف مشروعكم الوطني نهائيًا، وترك حضرموت وكل اليمن للفوضى الدائمة والاحتراب الأهلي، وبتدخل خارجي دائم مهمته الأولى هي حماية الكيانات الضعيفة والصراعية على كامل الخارطة اليمنية.