صنعاء 19C امطار خفيفة

إيران تفاوض.. ووكلاؤها ينتحرون

لدي أصدقاء إيرانيون، وقد عملت مع بعضهم. وبما أنني مهتم بدراسة الشخصية، فإنني كثيراً ما أناقشهم، خصوصاً في ما يتعلق بعلاقتهم التاريخية بالعرب، والصور النمطية المتبادلة بين العرب والفرس.

 
المؤسف في الأمر أن المعارضين للنظام الإيراني -سواء من التيار العلماني أو الليبرالي- يستمتعون بما يفعله هذا النظام في المنطقة العربية، في تناقض غريب بين معارضتهم له من جهة، وتأييدهم لسياساته الخارجية من جهة أخرى.
 
وهذا التناقض يشبه ما يفعله نظام الملالي مع الولايات المتحدة: "شيطان أكبر" في المساء، وصديق على طاولة المفاوضات في الصباح!
لا أجد تفسيراً لهذه الازدواجية سوى العنصرية والكراهية المتأصلة للعرب، والعقلية الفارسية المركبة، التي تصفها الميثولوجيا الفارسية بهذه المقولة:
"سُئل شخص عن معنى الفارسي الأصيل، فكان الرد: الفارسي الأصيل هو الذي يخطط لشيء، وفي ذهنه شيء آخر، وفي قلبه أمر ثالث، وفي جيبه شيء رابع، ولديه خطة بديلة في حال فشلت كل هذه الأمور".
 
المؤسف أيضاً، أنه في حال توصّل الإيرانيون إلى اتفاق مع الأمريكيين -وهو أمر يبدو قريباً جداً- فكيف يمكننا إقناع أذرعهم في بلداننا بأن إيران قد خدعتهم، وأنهم مجرد أدوات رخيصة، استُخدمت لحماية أمنها ومصالحها؟
كيف نقنع هؤلاء المعاتيه بأن السياسة لعبة قذرة، وأنهم كانوا -ومايزالون- بيادق في هذه اللعبة؟
وهل سيأتي يوم يُحاكمون فيه كخونة لأوطانهم، وتُطالَب فيه إيران بتعويض، وإعادة إعمار ما دمرته سياساتها وأسلحتها في منطقتنا؟
أحاول كتابة موضوع في هذا الإطار، ولا أدري من أين أبدأ من القهر والغُلب..!

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً