عزيزي أحمد سيف حاشد، أسعد الله المساء
قرأت رسالتكم الحزينة حد الإبكاء.
الحزن الشديد مصدره الحالة العامة التي وصل إليها البلد في ظل غياب دولة المواطنة، الملتزمة قولًا وفعلًا بالربط بين الحق والواجب، واعتبار الحكم تفويضًا شعبيًا، وخدمة وطنية.
إن الذين تتوجه إليهم بالخطاب، هم ثمرة انقلاب ضد كفاحك الوطني، ونزولك إلى الميادين في ساحات الاحتجاج في صنعاء، وتعز، وعدن. وكنت يا أحمد الصوت المحتج المدني الشجاع، تعرضت للاعتقالات التعسفية، للضرب المتكرر حد الإدماء، وكنت دومًا في طليعة الاحتجاج السلمي، وفي مقدمة الصفوف، ٢٠١١ في مساء الـ١١ من فبراير، وفي لقاء في منزل توكل كرمان، كنت إلى جانب توكل كرمان ومحمد إسماعيل النهمي والشباب ميزر الجنيد، وهاني الجنيد، وعز العرب، وعبدالرحمن صبر، وآخرين لا أتذكر أسماءهم، أول من رفع شعار "ارحل"، "الشعب يريد إسقاط النظام".
البرلماني أحمد سيف حاشد(شبكات التواصل)
في صباح الـ١١ من فبراير تحركت وتوكل كرمان وشباب الجامعة، وتعرضتم للإساءة والاعتداء بالضرب، وكنت الصامد في كل المسيرات التي توجت بتصدع الاستبداد والفساد وانقسامه.
في ساحة التغيير بصنعاء احتكر دعاة الدولة الإسلامية، المنشقون على الحكم الذي هم جزء منه، المنصة، فقمت بتأسيس منصة لطيف المحتجين، ولكن "الثورة المضادة" قامت بتكسير المنصة باعتبارها الضرار، وكنت يا ابن سيف البوابة التي ولج منها أنصار الله (الحوثيون) إلى عموم الساحات، دافعت عنهم بصدق، وتعرضت للتهم الجزاف، والاعتداءات والتهديد بالقتل، وكنت الفادي في الدفاع عن مظلوميتهم، في الحروب الجائزة على صعدة، ووقفت بمبدئية ضد منع تشريكهم، ومنعهم من دخول الساحات. والمفارقة الراعبة أن القمع الذي يطالك اليوم منهم، ومن أجهزتهم ووسائل دعايتهم، والمواقف ضدك في مجلس النواب، ومحاولات منعك من أداء وظيفتك كنائب ضد الفساد والاستبداد أقسى وأمر، قدمت كضابط في الجيش القدوة، وكان الشهيد علي حاشد أخوك الأكبر، هو القدوة والمثل.
سمعتك كقاضٍ شرعي عاطرة، وعلى أكثر من لسان، تعاني من متاعب التسميم، وعمليات القلب الناجمة عنه طلبك السفر للعلاج في الخارج، حق من حقوقك كمواطن، وكنائب في البرلمان. ويقينًا فإن دفاعك عن الحريات العامة والديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير، ووقوفك ضد الاعتقالات، والاستبداد والفساد والاعتقال الجائر للقاضي الفاضل عبدالوهاب قطران، والفنانة انتصار الحمادي، وعشرات المعتقلين، هي مصدر ما تتعرض له، وسبب أساس في المعاناة والإحساس بالغبن والقهر.
الأحزاب الغائبة ومؤسسات المجتمع المدني المغيبة، والرأي العام الذي أنت من صناعه، والحاكمون شمالًا وجنوبًا يتحملون مسؤولية إنقاذ حياتك، والإسراع في علاجك كحق لك وواجب عليهم.
حاشد.. إنقاذ حياتك واجب وطني!
2024-05-11