كثيرًا ما رأيت سمير يدخل باب بيتنا في حارة الزراعة في صنعاء، حاملًا مظلته، قادمًا من العمل أو من الجوار حيث يلتقي أيًا من الجيران.
إذا نزل المطر ساعة الظهيرة، أكون، عادة، جالسًا في حوش البيت قبالة الباب حيث يقف سمير.
سمير غالب وهو يدخل باب بيته في حارة الزراعة في صنعاء(النداء)
وحيث أكون يجلس والدي (ت 2008) ووالدتي (ت 1998). وقد يحلو لجيراننا الطيبين أن ينضموا إليهما للجلوس، وبين هؤلاء العم أبو صلاح (صاحب المكتبة الشهيرة في شارع الزراعة)، والعم محمد حمود الهكري، وصديق والدي الحميم في العقدين الأخيرين، العم الطيب حسين الخشبي، وصديقه العابر للعقود العم عبدالله شماخ. والأخيران توفاهما الله خلال سنوات الفتنة والحرب.
صورة سمير تلخص عالمنا في حارة الزراعة!
ناس محبون وطيبون من مختلف جهات اليمن، يجسدون اليمن، بل أجمل ما في اليمن.
نشرت مروى سمير (ابنة أخي) الصورة عقب وفاة سمير، وثبتتها في حائطها (يوليو 2021).
كم مرة استوقفتني هذه الصورة؟
مرتين
عشر مرات
20 مرة
لا أدرى!
قبل دقائق صادفتني الصورة مجددًا. وقد حلقت روح الجميل سمير مجددًا؛ فالصورة لا تشير إلى شخص وحسب، بل إلى عالم هو خير مدخل إليه، وخير تجسيد لما يسوده من قيم.
رحم الله أبي غالب عبدالله صالح، وأمي غنية محمد عثمان، وعمي عبدالله شماخ وزوجته حاكمة الجبري، وعمي حسين الخشبي، والعمة وضحة، والعم محمد عباس المتوكل، وصديق الصبا الذي ترجل باكرًا إبراهيم شرف المتوكل. وشفى العم محمد حمود، والعم أبو صلاح، صاحب الفضل عليَّ وعلى أجيال من الأطفال والشباب (من الجنسين) في حارة الزراعة، فمن مكتبته تعلمنا القراءة، وأدركنا معنى "الأدب". ورحم الله المقيم في قلبي وقلب كل من عرفه من مختلف بقاع اليمن وجزره، أخي الحبيب سمير.