وفيما وصل الصبيحي إلى عدن في أجواء فرائحية، بعد ثماني سنوات من الأسر، أقام الرئيس عبدربه منصور هادي مأدبة عشاء، على شرف استقبال شقيقه في مقر إقامته بالرياض، وهي المناسبة التي جمعت هادي للمرة الأولى منذ أكثر من عام، مع رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس الرئاسي السبعة.
صورة تجمع الرئيس هادي مع رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي في اليمن (شبكات تواصل)
وقال ماجد فضائل المتحدث باسم الوفد الحكومي المفاوض عن لجنة الأسرى في بيان "نستقبل اليوم وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي في مطار عدن الدولي وعدد من الأبطال بعد أكثر من ثمان سنوات من تعرضهم للأسر وهم يتقدمون الصفوف الأولى في مواجهة انقلاب الحوثيين"، وأضاف ""هذه لحظة مهمة لأسر وأهالي المحررين المفرج عنهم وهي لحظة فارقة ومهمة لنا في الفريق الحكومي المفاوض".
وأضاف "اليوم هو الأول لبدء عملية التبادل وستستمر العملية خلال اليومين القادمين حيث سيتم نقل المشمولين في اتفاق برن سويسرا. نؤكد بان هذه الصفقة جزء من كل.. وسنعمل بكل طاقتنا من أجل تحرير كافة الأسرى والمعتقلين والمختطفين في سجون الحوثيين".
250 من الحوثيين وصلوا و350 غداً
من جانبه، أعلن رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبدالقادر المرتضى، عن استقبالهم اليوم في مطار صنعاء الدولى الدفعة الأولى من (صفقة رمضان) عدد 250 ممن وصفهم بـ"أبطالنا المحررين".
وقال المرتضى في بيان له إنه "غداً بإذن الله سبحانه ستصل الدفعة الثانية عدد 350 من أبطالنا الكرام في سجون السعودية والساحل الغربي".
ترحيب محلي ودولي
وعلى الرغم من تحفظات يمنيين بشأن استمرار العديد من المعتقلين والمخفيين قسريا في السجون، إلا أن الخطوة لاقت ارتياحاً كبيراً في أوساط اليمنيين، الذين شددوا على أهمية إطلاق بقية المختطفين والأسرى دون شروط.
وفي إطار ردود الفعل الدولية، رحب الاتحاد الأوروبي بعملية تبادل الأسرى التي بدأت اليوم في اليمن والتي "توسط فيها المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ وقامت بتسهيلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان اطلعت "النداء" على نسخة منه إن "إطلاق سراح 887 معتقل مبدئيا من قبل الأطراف وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي يعتبر خطوة أساسية في تنقيذ اتفاق ستوكهولم الذي أبرم في 2018. كما يبعث الأمل لدى جميع المعتقلين جراء النزاع وأسرهم" وفي هذا السياق، قال الاتحاد الأوروبي إنه يرحب "بالتزام الأطراف في الاستمرار في التفاوض على اتفاق تبادل الاسرى".
وشدد الاتحاد على "على دعواته لتمديد الهدنة التي من شأنها أن تمهد الطريق لوقف إطلاق النار ثم عملية سلام شاملة وجامعة برعاية الأمم المتحدة"، منوهاً إلى "المبادرات الإقليمية من قبل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الرامية إلى خفض التصعيد"، وحث الحوثيين على الانخراط بنوايا مخلصة كما ورد في قرارات مجلس الاتحاد الأوروبي الصادرة في 12 ديسمبر2022.
الحرية حق لا يحوز التفاوض به
من جانبه، رحب المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) بعملية تبادل المختطفين والمحتجزين والمخفيين التي بدأت اليوم بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، وقال في بيان إنه "يعدّ هذه الإجراءات مؤشرا جيدا على إمكانية حل هذا الملف بشكل نهائي، وإنهاء معاناة الآلاف من المختطفين والمخفيين وعائلاتهم التي انتظرتهم طوال السنوات الماضية".
ودعا المركز الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي إلى سرعة تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم، والتي نص أحدها على الإفراج عن جميع المختطفين والمحتجزين والمخفيين دون قيود أو شروط. وقال إن "الحرية حق لا يجوز التفاوض حوله أو المساومة به".
كما دعا المجتمع الدولي إلى استمرار بذل الجهود والضغط للإفصاح عن مصير المخفيين قسرياً وعلى رأسهم السياسي محمد قحطان واللواء فيصل رجب. وشدد على أن إغلاق هذا الملف وإنهائه بعدالة وإنصاف، يمثل أحد أهم خطوات عملية بناء السلام والاستقرار في اليمن.
الجدير بالذكر، أنه وحسب الوفد الحكومي، يجري في اليوم الأول من هذه المرحلة، نقل وتبادل عدد من المحتجزين عبر مطاري عدن وصنعاء، بينهم اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي المشمولان بقرار مجلس الامن الدولي. وستعمل الحكومة "في اليوم الثاني على نقل وتبادل دفعة أخرى من المحتجزين (الحوثيين) عبر مطارات أبها، صنعاء، الرياض، والمخا، وفي اليوم الثالث والأخير من هذه المرحلة ستتم عملية التبادل عبر مطاري صنعاء وتداوين بمحافظة مأرب، بينهم الأربعة الصحفيين المحكومين ظلما بالإعدام".