عبدالرزاق شايف المناضل الوطني، والفادي المغمور ذو حضور تاريخي كبير.
يرقد الآن في المستشفى دون عناية أو اهتمام، عبدالرزاق من القيادات المؤسسة لحركة القوميين العرب أواخر خمسينيات القرن الماضي. من القيادات النشطة التي حرثت العقول والقلوب للتأسيس لبناء تنظيم الحركة، ولكسب عشرات الكوادر للتنظيم القومي، ولغرس التربة للكفاح المسلح عبر إعداد الكوادر الفدائية، ونشر الثقافة والوعي للنضال الوطني.
إنه المثقف والصحفي الصامت، أسهم في صياغة ونشر أدبيات حركة القوميين العرب. الحركة التي تبنت الكفاح المسلح منذ ميثاقها الوطني 1959. وكان شايف من أبرز وأهم العناوين الكفاحية. تعرض للاعتقال من قبل سلطات الاستعمار البريطاني، وكان المثل في الصمود والصبر والتضحية.
في كتاب "ذاكرة وطن عدن من الاحتلال إلى الاستقلال"، يشير علي ناصر محمد، الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، إلى جيل التأسيس، فيقول: "ويضاف إلى مجموعة الرموز الأوائل والمؤسسين لنواة حركة القوميين العرب في اليمن، كل من: حسين الجابري، عبدالفتاح إسماعيل، علي عبدالعليم، عبدالقادر سعيد، عبدالرزاق شايف، عبدالعزيز عبدالله سلام، علي ناصر محمد، محمد صالح، عبدالله قديش، سعيد الجناحي، سالم ربيع علي، ناصر علي صدح، أحمد صالح الشاعر، محمد صالح عولقي، علي سالم البيض، علي صالح عباد، محمد سليمان ناصر، حيدر العطاس، سعيد محمد عبدالله، عبدالوارث "الإبي"، أحمد عبده راجح، محمد عيدروس، أحمد سالم، طه زين، أحمد محمد قعطبي، طه أحمد غانم، محمد عوض عولقي "مبارك"، محمد حسين ناجي العوذلي، ناصر عمر شيخ، محمد بن سلمان، منصور بن زيمة، محمد سعيد مصعبين، وغيرهم".
عندما تعرضت الخلايا السرية للاعتقال بسبب خيانة المدعو زكي فريج، المنتمي للمركز القومي في بيروت، جرى اعتقال عبدالرزاق شايف وأحمد عبده راجح، واختفى سعيد عبدالوارث ورغم التحقيقات والمواجهة معه فقد أنكر وتخلص من التهم بذكاء مدهش. وظل لأكثر من عام في الاعتقال، ورفض كلية الاعتراف رغم ضغوط الإنجليز.
وبعد عملية الدمج القسري، 13 يناير 1966، كان عبدالرزاق شايف، إلى جانب تسعة آخرين، هم القيادة السرية للجبهة في حال اعتقال القيادة المعروفة.
هذا المناضل الفذ له حضور كبير في النضال السري والعمل الفدائي، وفي تأسيس خطاب الجبهة القومية وبياناتها وتعميماتها، كما يذكر رفاقه. كما أنه من أوائل العاملين في الصحافة السرية، وعقب الاستقلال.
عبدالرزاق شايف أنموذج رائع للفدائي الباسل وللمناضل شديد الخجل والتواضع والأدب والزهد.
كثيرون من كوادر حركة القوميين العرب والحزب الديمقراطي الثوري، يدينون بانتمائهم للحركة لهذا الإنسان الذي لا يتباهى ولا يدعي، ولا يتطلع لجاه أو مال أو منصب، وعُين بعد الوحدة رئيس مجلس إدارة 14 أكتوبر وصحيفتها اليومية.