وثّق مركز الخليج لحقوق الإنسان استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن خلال الشهرين والنصف الماضيين، والتي ارتكبتها أطراف مختلفة في النزاع الدائر بالبلاد. ووفقاً لتقرير صدر عن المركز اليوم، فقد شملت الانتهاكات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب والمحاكمات الجائرة، وسط استمرار تدهور الوضع الحقوقي في مختلف المناطق.
وتطرّق التقرير إلى استمرار استهداف الصحفيين والناشطين الإعلاميين، حيث سجل اعتقالات تعسفية طالت صحفيين أبرزهم عوض كشميم، حسام أحمد بكري، وعماد الدايني، وفهد الأرحبي، ومحمد المياحي، على خلفية نشاطاتهم الإعلامية وكشفهم لقضايا فساد. وشدد المركز على أن هذه الانتهاكات تمثل تهديداً خطيراً لحرية الإعلام في اليمن.
كما أشار التقرير إلى استمرار الإخفاء القسري بحق السياسي البارز محمد قحطان منذ نحو عشر سنوات على يد جماعة الحوثيين، مع غياب أي معلومات عن مصيره.
وتناول التقرير المأساة الإنسانية المتمثلة بوفاة والدة الناشطة رباب المضواحي في الأردن بعد معاناة مع المرض والحزن على ابنتها المحتجزة تعسفياً لدى الحوثيين منذ مايو 2024.
وأشار التقرير إلى استمرار احتجاز عارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، رغم قضائها أكثر من ثلاثة أرباع مدة الحكم الصادر بحقها بالسجن خمس سنوات. ولفت إلى أنها لا تزال تنتظر قراراً بالإفراج عنها بموجب القانون اليمني، وسط تحسن طفيف في ظروف احتجازها مؤخراً.
وأدان المركز إصدار حكم بالإعدام بحق الإعلامي طه أحمد المعمري ومنعه من حق الاستئناف، مشيراً إلى أن جماعة الحوثيين استولت على شركاته الإعلامية وشغّلتها عبر أشخاص موالين لها.
وسلط التقرير الضوء على محافظة لحج الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، حيث تواصل قوات اللواء الرابع مشاة جبلي ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين، شملت مداهمات غير قانونية للمنازل، واعتقالات تعسفية طالت 25 مواطناً بينهم ثلاثة قُصّر، وتعذيب وحشي في سجون غير رسمية تابعة للواء. وأكد التقرير أن أوامر قضائية بالإفراج عن المعتقلين قوبلت بتجاهل تام من قيادة اللواء، في انتهاك صارخ لسيادة القانون.
وأشار التقرير إلى أن اثنين من المعتقلين، شهاب علوان وياسر الناصري، تعرضا لتعذيب مفرط أدى إلى دخولهما في غيبوبة ونقلهما إلى المستشفى، بينما لا تزال أخبارهما مقطوعة حتى اليوم رغم تدخلات رسمية للمطالبة بالكشف عن مصيرهما.
كما وثق المركز معاناة أربعة معتقلين آخرين هم ثلاثة أشقاء وصهرهم، جميعهم من منطقة الأكاحلة بمحافظة لحج، اعتُقلوا بناءً على تهم وصفها ذووهم بأنها "كيدية ومفبركة".
وفي محافظة حضرموت، وثّق التقرير وفاة المواطن محمد رجب بامحفوظ أثناء احتجازه لدى إدارة مكافحة المخدرات بالمكلا، بعد ساعات فقط من اعتقاله بطريقة تعسفية. وقد أثارت الحادثة موجة احتجاجات شعبية طالبت بتحقيق فوري وشفاف.
ودعا مركز الخليج لحقوق الإنسان المجتمع الدولي والهيئات الأممية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين، وضمان الإفراج عن المعتقلين تعسفياً، والتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
( النداء) تنشر نص التقرير
التقرير الدوري عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة
وثّق مركز الخليج لحقوق الإنسان انتهاكاتٍ عديدة لحقوق الإنسان في اليمن خلال الشهرين والنصف الماضيين، ارتكبتها أطرافٌ مختلفةٌ في النزاع الدائر. تشمل هذه الانتهاكات استمرارَ الاعتقال التعسفي لعددٍ من موظفي الأمم المتحدة وغيرهم، فضلًا عن الانتهاكات المستمرة للحقوق المدنية والإنسانية للمواطنين، بمن فيهم صحفيون، حُكم على أحدهم بالإعدام. يُعرب مركز الخليج لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء التقارير التي تُفيد باستمرار الاعتقال التعسفي لمجموعةٍ من المواطنين، بينهم قُصّر، في محافظة لحج.
(25) مواطناً ضحية الاعتقال التعسفي والانتهاكات الجسيمة
يدين مركز الخليج لحقوق الإنسان بأشد العبارات الانتهاكات الجسيمة التي يواصل اللواء الرابع (مشاة جبلية) ارتكابها بحق المدنيين الأبرياء في محافظة لحج، الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. شملت هذه الانتهاكات الجسيمة مداهمات وتفتيشات للمنازل دون إذن قضائي، واختطاف وإخفاء قسري لعشرات المواطنين، وتعذيباً وحشياً للمدنيين.
منذ شهر يوليو/تموز 2023 والأشهر التي تلته، قامت قوات اللواء الرابع مشاة جبلي وبضمنهم مسلحين يرتدون الملابس المدنية بحملات اعتقالات تعسفية، شملت اعتقال (25) معتقلاً بينهم ثلاثة أحداث قُصّر في سجون غير قانونية يديرها اللواء بنفسه حيث يتعرضون إلى تعذيبٍ بشع. لقد رفض قائد اللواء تطبيق الأوامر القضائية المتتالية بالإفراج عنهم، بالإضافة إلى حرمانهم من الاتصال بأسرهم.
شمل التعذيب الوحشي الذي تعرض له المعتقلون، الإيذاء الجسدي والنفسي المهين، الضرب بالعصي الخشبية والقضبان الحديدية، الصعق بالكهرباء، الضرب المبرح، والاستجواب حتى ساعات متأخرة من الليل وهم معصوبو الأعين، لإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبونها.
أطلع مركز الخليج لحقوق الإنسان على كل الجهود الواسعة التي بذلها أهالي المعتقلين، وكذلك على نسخٍ من طلباتهم ومراسلاتهم مع الجهات المختصة واجوبتها والتي تم تجاهلها جميعاً من قبل قائد اللواء، وبدلاً من إيقاف الانتهاكات تم استهداف الذين تواصلوا مع الجهات الرسمية وقدموا الشكاوى ضد هذه الممارسات اللاإنسانية.
إن من بين تلك المراسلات وثيقة رسمية تحمل الرقم (261) صادرة عن النيابة العامة بتاريخ 03 ديسمبر/كانون الأول 2024، وموجهة إلى قائد اللواء الجبلي تطلب منه تمكين أهالي المعتقلين ومحاميهم من زيارتهم لكنها قوبلت بتجاهلٍ تام، ولم يتم السماح لهم بزيارة وحيدة غيرها إلا بعد انتظارٍ طويل وذلك في نهاية شهر مارس/آذار 2025.
يطالب الأهالي بالإفراج الفوري عن المعتقلين وتوفير العلاج للمرضى منهم، القيام بتحقيقٍ مستقل وشفاف عن كافة الانتهاكات التي حصلت، اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مرتكبيها، وتفعيل دور القوات الأمنية وفق القانون.
أكدت مصادر مطلعة من أن اثنين من المعتقلين وهما، شهاب علوان وياسر الناصري، اللذين تم إخفائهم قسرياً منذ شهر يوليو/تموز 2023، قد تم تعذيبهم بطريقه وحشيه تضمن ضربهم بقوة على رؤوسهم مما أدخلهم في غيبوبة، وأدى إلى نقلهم وهم بلا حراك إلى المستشفى لتلقي العلاج. لقد انقطعت أخبارهم منذ ذلك الحين بالرغم مم المذكرات الصادرة عن وزير الدفاع، المدعي العام العسكري، والنيابة العامة، إلا أنه لم يُعرف مصيرهم كما أنه لم يفرج عنهم.

إن الصورة المنشورة أعلاه تمثل المعتقلين الأربعة التالية أسمائهم الذين هم ثلاثة أشقاء وصهرهم، أحمد زائد سلطان حميد محمد، 17 سنة، وتم اعتقاله في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، محمد سلطان حميد محمد، 16 سنة، وتم اعتقاله في 01 ديسمبر/كانون الأول 2023، نائف سلطان حميد محمد، 26 سنة، وتم اعتقاله في17أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونادر مرتضى نعمان عبد الله محمد، 19 سنة، والذي تم اعتقاله في 06 نوفمبر/تشرين الاثني 2023. إنهم جميعاً يسكنون منطقة أكاحلة بمديرية مقاطرة التابعة لمحافظة لحج.
قال والدهم في تصريح مكتوب أطلع عليه مركز الخليج لحقوق الإنسان أن، “التهم الموجهة ضدهم هي تهم كيدية وتلفيق.” ترتبط هذه التهم المزعومة بتفجير قد تم إلقاء القبض على منفذيه الحقيقيين.
يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان مجلس القيادة الرئاسي، الذي يُمثل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، للقيام بالتزاماته الأخلاقية تجاه مواطنيها، والعمل على إطلاق سراح جميع المعتقلين فوراً، إنشاء لجنة مستقلة للتحقيق السريع في جميع الانتهاكات الحاصلة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة، محاسبة القوات الأمنية والجهات القضائية وبضمنها النيابة العسكرية التي لم تُحرك ساكناً لإيقاف هذه الانتهاكات، وكذلك العمل على غلق كافة السجون القانونية في محافظة لحج وخارجها.
بتاريخ 12 أبريل/نيسان 2025، نظمت أمهات الأحداث المعتقلين قسرياً في سجون اللواء الرابع (مشاة جبلي) بمحافظة حلج، وقفة احتجاجية بمدينة التربة، جنوبي غرب محافظة تعز، وكررن مطالبهن السابق بوجوب إطلاق سراح أبنائهن فوراً أو إحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة، وإنهاء احتجازهم غير القانوني.
إطلاق سراح الإعلامية سحر الخولاني
بتاريخ 05 فبراير/شباط 2025، أعلنت الإعلامية سحر الخولاني، 37 سنة، في فيديو نشرته على صفحتها في الفيسبوك عن إطلاق سراحها وطفيلها كيان (9 سنوات) وعبدالحميد (5 سنوات) في مساء اليوم السابق وأنهم بصحة جيدة. إنها تستخدم صفحتها الأن في تناول القضايا اليومية التي تهم المواطنين وتقديم الدعم للمحتاجين منهم، بعد أمضت ما يقارب خمسة أشهر من الاعتقال التعسفي.
في إجراءٍ تعسفي يناقض كل مواثيق حقوق الإنسان، قامت جماعة الحوثيين عند اعتقالها باستهداف أفراد من أسرتها، فتم اعتقال زوجها صهيب المقالح وطفليهاوشقيقها طه الخولاني. لقد تم إطلاق سراحه زوجها بمعيتها وأطفالهم، أما شقيقها فقد أطلق سراحه في 14 فبراير/شباط 2024.
بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2024، قامت قوات أمنية تابعة لجماعة الحوثيين باعتقالها من منزلها واقتادتها لجهة مجهولة. لقد جاء الاعتقال، حسب مصادر محلية موثوقة، بسبب انتقادها المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي وبضمنها حسابها على موقع إكس لجماعة الحوثيين ومناهضتها للفساد ومطالبتها بالإصلاح، وخاصة تحدثها قبل اعتقالها منتقدةً السياسات المتعلقة بفرض الرسوم الدراسية الباهظة على الطلبة، وعدم شمول طلبة الماجستير، وهي إحداهن، بقرار تخفيض الرسوم بنسبة 30%. يجري فرض هذه الرسوم في وقتٍ لم تقم فيه سلطات الأمر الواقع بدفع رواتب الموظفين الحكوميين.
الإفراج عن الصحفي فهد يحيى الأرحبي
في 19 فبراير/شباط 2025، تم إطلاق سراح الصحفي فهد يحيي الأرحبي من سجن الأمن والمخابرات بمحافظة عمران، الخاضعة لنفوذ جماعة الحوثيين، بعد اعتقال تعسفي دام ما يقارب 6 أشهر.
لقد جاء ذلك بعد جهود تضامنية متواصلة بذلتها منظمات الحقوقية والصحفية كافة، بالإضافة إلى تدهور حالته الصحية بسبب انعدام الرعاية الصحية وسوء المعاملة في السجن.
بتاريخ 21 أغسطس/آب 2024، تم اعتقاله وجرى احتجازه في سجنٍ تابع إلى جهاز الامن والمخابرات في محافظة عمران. يرتبط استهدافه بمنشورات له على شبكات التواصل الاجتماعي رفض فيها قيام مجموعة متنفذة على الاستيلاء على أراضي تتبع مصنع عمران للسمنت، الذي كان يشغل فيه منصب المسؤول الإعلامي قبل أن يجري استبعاده ووقف صرف مستحقاته المالية من قبل جماعة الحوثيين التي تسيطر على هذه المحافظة. لقد سبق وإن تم اعتقاله مرتين في الماضي.
الصحفي والكاتب محمد دبوان المياحي مازال قيد الاعتقال
لا يزال الصحفي والكاتب محمد دبوان المياحي ضحية للاحتجاز التعسفي وهو بمعزل عن العالم الخارجي تماماً.
في صباح يوم 20 سبتمبر/أيلول 2024، قامت قوة مسلحة تابعة لحكومة الأمر الواقع، جماعة الحوثيين، باعتقاله من منزله وسط صنعاء واقتادته إلى جهة مجهولة. أكدت تقارير محلية موثوقة أنه ما يزال معتقلاً بمعزل عن العالم الخارجي في أحد السجون التابعة لجهاز الأمن والمخابرات. لم يتم الإفصاح عن التهم الموجهة ضده وتم منعه من التواصل مع أسرته أو محاميه.
في 13 يناير/كانون الثاني 2025، تمت إحالة قضيته إلى نيابة ومحكمة الصحافة والمطبوعات لكونه صحفياً.
في اليوم نفسه، نشر محامي حقوق الإنسان البارز عبدالمجيد صبره على صفحته في الفيسبوك ما يلي، “حضرنا التحقيق يومنا هذا مع الصحفي محمد المياحي …في النيابة الجزائية المتخصصة بصنعاء وقرر العضو المحقق إحالة قضيته إلى نيابة ومحكمة الصحافة والمطبوعات باعتباره صحفي والتهمه المنسوبة له تتعلق بعمله كصحفي وهي حسب ما ورد من الإدارة العامة لاستخبارات الشرطة، نشر مقالات تحريضية ضد الدولة ونظامها السياسي.”
عُرف المياحي بانتقاداته اللاذعة لجماعة الحوثيين من خلال كتاباته التي دأب على نشرها من على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي أكدت مصادر محلية مطلعة على أنها السبب في اعتقاله. في يونيو/حزيران 2022، احتفل بصدور كتاب، يتضمن روايته الأولى والتي تحمل عنوان، الفيلسوف الصغير.
الممثلة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي مازالت في السجن
أمضت الممثلة وعارضة الأزياء انتصار عبدالرحمن الحمادي 4 سنوات وشهرين من مدة الحكم الصادر عليها بالسجن لمدة خمس سنوات. أكدت تقارير موثوقة أنها لازالت تقبع في السجن المركزي وقد تحسنت حالتها النفسية بعد نقلها من القسم الخارجي السيء الصيت إلى القسم الداخلي المريح نسبياً. كذلك تحظى بزيارات منتظمة من قبل والدتها التي تحث السلطات على إطلاق سراحها.
علم مركز الخليج لحقوق الإنسان من مصادر مطلعة أن النائب العام في العاصمة صنعاء استلم في 12 أغسطس/آب 2024، طلباً لإطلاق سراحها حسب نص المادة (506) من قانون الإجراءات الجزائية لسنة 1994، التي تُجيز الإفراج عن المحكوم عليه بعد قضائه ثلاثة أرباع المدة المحكوم بها، ولم يصدر عنه قراراً بهذا الشأن لحد الآن.
بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني 2024، أصدرت المحكمة العليا حكمها القاضي بعدم قبول الطعن المرفوع من قبلها ضد حكم محكمة الاستئناف الصادر ضدها، بسبب كون الوكالة المحررة لمحاميها السابق، المحامي صقر السماوي تحمل تاريخاً قد سبق صدور الحكم ضدها حسب ما ورد ذكره في قرار الحكم، الذي أطلع مركز الخليج لحقوق الإنسان على نسخة منه.
بتاريخ 12 فبراير/شباط 2023، عقدت محكمة الاستئناف في العاصمة صنعاء جلسة قررت فيها تأييد الحكم الابتدائي بالسجن لمدة خمس سنوات الصادر ضدها. لقد افتقدت المحكمة المعايير الدولية الدنيا للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية، وأصدرت حكمها دون أن تناقش المذكرات القانونية التي قدمها فريق الدفاع.
كانت محكمة غرب أمانة العاصمة في صنعاء قد أصدرت بتاريخ 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات على الحمادي، بعد إدانتها بتهم ٍ مزعومة تضمنت الدعارة وتعاطي المخدرات.
بتاريخ 20 فبراير/شباط 2021، قامت نقطة تفتيش ٍ، تضم أفراداً من الحوثيين بملابس مدنية، باعتقالها دون مذكرة توقيف في صنعاء. وظلت خاضعة للإخفاء القسري لأيام ٍ عديدة، قبل انطلاق حملة ضغط شعبية واسعة أجبرت جماعة الحوثيين على إحالتها للقضاء. أدى اعتقالها إلى حملة تضامن معها استخدمت الوسم:
#الحرية_لانتصار_الحمادي
لاتزال الحمادي تقضي محكوميتها في السجن المركزي. لقد سبق أن وثق مركز الخليج لحقوق الإنسان، تعرضها بتاريخ 21 يوليو/تموز 2022، للضرب المبرح من قبل رئيسة العنبر التي تقبع فيه وسجانتها.
وفاة مواطن شاب أثناء الاعتقال في ظروف غامضة
بتاريخ 23 يناير/كانون الاثني 2025، تم اعتقال المواطن الشاب محمد رجب بامحفوظ، من قبل مجموعة من الأفراد الذين يرتدون الملابس المدنية دون أن يكون لديهم أي أوامر رسمية لإلقاء القبض عليه. حصل الاعتقال بمنطقة روكب وهي أحد أحياء مدينة المكلا في محافظة حضرموت التي تخضع لسيطرة الحكومة اليمنية التي يعترف بها المجتمع الدولي. لقد تم نقله بعد اعتقاله إلى إدارة مكافحة المخدرات في المدينة ليتم الإعلان عن وفاته بعد ساعتين فقط من إيداعه السجن.
بتاريخ 11 فبراير/شباط 2025، نظم أبناء منطقة روكب وقفة تضامنية للتنديد بوفاة بامحفوظ داخل السجن التابع لإدارة مكافحة المخدرات. أدان المحتجون مقتله، وطالبوا بتحقيق فوري وشفاف في ملابسات الحادثة. القى والد الضحية خلال هذه الوقفة خطاباً دعا فيه كافة السلطات إلى العمل من أجل منع تكرار هذه الحوادث وتقديم الجناة إلى العدالة.
كانت إدارة مكافحة المخدرات في محافظة حضرموت قد أصدرت بياناً نفت فيه وفاته من جراء التعذيب، إلا أسرته شككت في ذلك.
يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان الجهات السلطات المحلية في محافظة المكلا إلى بذل كافة الجهود من أجل الوصول إلى حقيقة ما جرى للمواطن الشاب محمد رجب بامحفوظ، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية حياة المواطنين الذي يجري احتجازهم في السجون الحكومية.
اعتقال وجيز لثلاثة من الصحفيين
بتاريخ 16 أبريل/نيسان 2025، قامت القوات الأمنية التابعة لإدارة أمن مديرية حريضة التابعة لمحافظة حضرموت باعتقال الصحفي عوض صالح كشميم بينما كان يتجول في أحد أسواق المنطقة وتم اقتياده لجهة مجهولة. لقد تم الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام وذلك في 19 ابريل/نيسان 2025. جاء اعتقاله بسبب نشاطه الصحفي، وبعد مضي أيام على اقتحام منزلة في حريضة.
سبق لمركز الخليج لحقوق الإنسان أن وثق إصدار المحكمة الجزائية بحضرموت حكمها بالسجن لمدة سنة واحدة مع وقف التنفيذ ضد كشميم، والذي يشغل منصب رئيس لحنة الحقوق والحريات بفرع نقابة الصحفيين اليمنيين بمحافظة حضرموت. يرتبط الحكم بالآراء التي ينشرها كشميم في وسائل الإعلام المختلفة ومن بينها صفحته على الفيسبوك.
في 07 مارس/آذار 2025، نشر الصحفي حسام أحمد بكري، مراسل قناة اليمن اليوم الفضائية، ما يلي على صفحته في الفيسبوك، “الحمد لله عدت قبل نصف ساعة إلى أهلي وأولادي، بعد 11 يوماً من الفراق. اشكركم أصدقائي وزملائي الأعزاء على تضامنكم ووقوفكم معي.”
اعتقل بكري بتاريخ 24 مارس/آذار 2025، في مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز الواقعة جنوب غربي اليمن، بينما كان يتناول إفطاره مع صديقه، من قبل من قبل قوة مسلحة تابعة إلى اللواء السابع الذي يسيطر على المنطقة، وتم إيداعه السجن التابع لهذا اللواء. يشكل اللواء جزءاً من القوات المشتركة التي يقودها طارق صالح عضو المجلس الرئاسي.
يرتبط اعتقاله بمنشورٍ له كتبه على صفحته في الفيسبوك، الذي يستخدمه للتعبير عن آرائه الشخصية ونقل معاناة المواطنين، انتقد فيه قرار قائد اللواء السابع بمنع النشاطات الرياضية خلال شهر رمضان.
في 20 فبراير/شباط 2025، قامت قوة أمنية باقتحام منزل الصحفي عماد مهدي الدايني، الواقع في مدينة المكلا، والاعتداء عليه بالضرب أمام أفراد اسرته وبضمنهم أطفاله ليُصابوا بالرعب جميعاً قبل أن يقتادوه إلى جهة مجهولة دون أن يحملوا أمراً قضائياً أو يوضحوا الأسباب. لقد تم الإفراج عنه بتاريخ 23 فبراير/شباط 2025، بعد أن أصدر النائب العام للجمهورية توجيهاته بإحالة حيثيات الشكوى من نيابة الأموال إلى نيابة غرب المكلا. أكدت بعض التقارير الصحفية أن استهدافه يرتبط بالكشف عن مصفاة صغيرة تعمل بشكلٍ غير قانوني في حوش بمنطقة ريان.
إن الدايني هو عضو في نقابة الصحفيين اليمنيين، رئيس مؤسسة مراقبون للإعلام المستقل، ورئيس تحرير صحيفة أخبار حضرموت.
كتب الدايني بتاريخ 06 مارس/آذار 2025، مقالة في موقع مراقبون برس، التابع لمؤسسة مراقبون للإعلام المستقل، تحت عنوان، “إلى من يهمهم معرفة ما حصل لي!” ذكر فيها أن السطات المحلية لم يجدوا ضده سوى، “تهمة مشاركة منشور… حول إيداع أموال مصفاة تهريب الديزل إلى شركة صرافة أحد أقارب المحافظ.”
لقد أوضح ايضاً في مقالته أن اعتقاله كان يهدف إلى إسكاته عن، “أي تغطية إعلامية تخص قضايا الفساد التي تنخر حضرموت بعد أن وصلت صلافة الفاسدين فيها إلى سابقة استحداث أنبوب نفط غير قانوني ومصفاة بدائية عشوائية غير شرعية ومخالفة لكل المعايير ولأول مرة في تاريخ البلد وبغرض تهريب النفط الحضرمي إلى مافيات التهريب داخل وخارج حضرموت وبشكل مخالف لكل القوانين والإجراءات والمعايير الفنية والهندسية والصناعية والبيئة المعتمدة في قطاع النفط والغاز.”
كذلك عبر عن حزنه، “أن تضطلع نيابة الأموال العامة في إقحام نفسها بكل ما تعرضت له من انتهاكات جسيمة لا يوجد اي مسوغ أو مبرر قانوني لها باعتباري صحفي وليس مسؤولاً أو تاجراً متورط بنهب المال العام.”
عشر سنوات من الإخفاء القسري لسياسي بارز
ما يزال الناشط السياسي البارز محمد قحطان، 67 سنة، محتجزاً لدى جماعة الحوثيين، دون توفر أية معلومات مؤكدة عن مكانه، وسط تضارب الأنباء عن مصيره. إن إخفائه القسري الطويل يعني وجود مخاوف حقيقية من أنه قد يكون تعرض بالفعل إلى التعذيب وسوء المعاملة، بالإضافة إلى الخشية من تدهور صحته بسبب عدم توفر الرعاية الصحية ومعاناته من النوع الثاني من مرض السكري.
في 24 فبراير/شباط 2015، اختطفه مسلحو الحوثيين في منطقة السحول بمحافظة إب، أثناء توجهه إلى عدن. في اليوم التالي، انتشر مسلحو الحوثي حول منزله، بعد أن أعاده المسلحون وفرضوا عليه الإقامة الجبرية في منزله.
في 31 مارس/آذار 2015، شدد الحوثيون إجراءاتهم الأمنية بمحيط منزله، إذ عززوا تواجدهم بقواتٍ خاصة بلباس عسكري، إضافةً للمسلحين المتواجدين بجوار المنزل منذ فرض الإقامة الجبرية عليه.
بعد ظهر يوم 04 أبريل/نيسان 2015، شوهدت 3 سيارات مدنية تتوقف يخرج منها 15 مسلحاً بثياب مدنية، ليتجاوزوا صفوف أفراد قوات الأمن، ويقتادوه معهم دون أن يبرزوا مذكرة قبض. تمكنت أسرته من تعقبه إلى منزل في صنعاء يستخدمه الحوثيون كمركزٍ للاحتجاز، وقامت بجلب الطعام له. لقد توقفوا بعد عده أيام بعد أن أخبرهم الحوثيون أنه انتقل إلى مكان آخر مجهول.
خسر قحطان ثلاثة من افراد اسرته وهو يعاني من الإخفاء القسري، فلقد توفت والدته في 09 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وتوفي عمه الشيخ عبد الرحمن قحطان في 20 أبريل/نيسان 2020، وأعقب ذلك وفاة خاله مرشد يحيى النجار في 16 مايو/أيار 2023، دون أن يسمح الحوثيون لأسرته بالاتصال به في هذه المناسبات الثلاث الحزينة.
الوفاة المفاجئة لوالدة ناشطة مجتمع مدني معتقلة تعسفياً
بتاريخ 20 فبراير/شباط 2025، قامت جماعة الحوثيين بإطلاق سراح ناشطة المجتمع المدني رباب المضواحي مؤقتاً لساعاتٍ كي يتسنى لها حضور مجلس عزاء والدتها امهاني المضواحي (أم إيهاب)لتعود بعد ذلك إلى السجن.
كانت والدتها قد توفت في العاصمة الأردنية عمان بتاريخ 17 فبراير/شباط 2025، بينما كانت تتلقى العلاج في العتاية المركزة في إحدى المستشفيات بعد تدهور صحتها المفاجئ وأصابتها بجلطتين قلبيتين متتاليتين لتقضي عليها الجلطة الثانية. لا شك أن صحتها قد انهارت وماتت حزناً وكمداً على ابنتها التي فقدت الاتصال بها ولم تعلم عنها أي شيء لأشهرٍ متتالية.
تدهورت صحة والدتها بعد اختطاف ابنتها رباب مع زوجها في 31 مايو/أيار 2024، التي كانت تعمل رئيسة لقسم المعلومات لدى المعهد الديمقراطي الأمريكي، ضمن حملة الاعتقالات التعسفية التي قام بها الحوثيون ضد العاملين في المنظمات المحلية والدولية والإنسانية وبعض المواطنين الآخرين الذين عملوا في البعثات الدبلوماسية، والذين لا يزال عدد كبير منهم رهن الاحتجاز التعسفي دون أن يُسمح لهم بالاتصال بأسرهم أو مع محاميهم.
رباب، التي أصرت على العمل من أجل دعم والدتها، هي ابنة السياسي اليمني البارز الدكتور عبدالقدوس المضواحي الذي توفي في 05 يناير/كانون الاثني 2012، وكان أحد المعارضين لحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. إن عملها في المنظمات الدولية، كما هو الحال مع زملائها المعتقلين، كان من أجل خدمة بلادهم وشعبهم.
كتب الصحفي اليمني البارز سامي غالب عشية وفاة والدتها على صفحته في الفيسبوك ما يلي، “ضغطت أم إيهاب كثيرا على أعصابها وهي ترى الحوثيين ينتهكون كل المحرمات، وقالت ان الرئيس الأسبق لم ينتهك حرم بيت عبدالقدوس المضواحي، عدوه الذي لا يطيق حتى ذكر اسمه في منتدى او مقيل، لكن الحوثيين فعلوا!”
معاناة المعتقلين ومآسي اسرهم
في 20 فبراير/شباط 2025، نشرت جريدة النداء اليمنية المستقلة على موقعها الإلكتروني مقالة تحت عنوان، “أمهات يرحلن قهراً: حكايات الألم لأسر المختطفين في سجون الحوثيين” ذكرت فيها ما يلي، “لم تكن والدة رباب الوحيدة التي رحلت بحسرتها، فقد سبقتها اربع أمهات أخريات، كلهن كن يحملن نفس الألم، كلهن كنّ يحلمن بلحظة لقاء لم تأتِ أبداً.”
مضت المقالة وهي تسرد التفاصيل، “خلال الاشهر الأخيرة، توفيت والدة مراد ظافر، وهو موظف مختطف لدى الحوثيين، بعد صراع مع المرض الذي تفاقم جراء حزنها العميق وقلقها المستمر على مصير ابنها. وعلى نفس المسار، رحلت والدة سارة الفائق، التي كانت تأمل في احتضان ابنتها مرة أخرى، لكن الوقت لم يمهلها، واختُطف منها الفرح قبل أن يكتمل. أما والدة سميرة بلح، فقد ودّعت الحياة بقلب مثقل بالحزن، تاركة وراءها نداءً صامتاً للعالم لإنقاذ ابنتها المحتجزة دون ذنب.”
أضافت المقالة كذلك ما يلي، “في وقتٍ سابق، توفيت والدة عبدالمعين عزان، الموظف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بصنعاء، بعد تعرضها لعدة جلطات أثناء انتظارها خروج ابنها الذي اختُطف بتاريخ 05 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إذ رفضت جماعة الحوثي السماح لعبدالمعين بالخروج يوماً واحداً لوداع والدته.”
تطرقت المقالة إلى المآسي الأخرى فذكرت أنها لم تقتصر، “على الأمهات فقط، بل امتدت إلى الآباء أيضاً؛ فقد توفي والد محمد الشامي، أحد المحتجزين، دون أن يتمكن من رؤية ابنه للمرة الأخيرة. في كل مرة كان يطرق قلبه الخوف على ابنه، كان يجد نفسه عاجزاً أمام جدران صامتة وأسوار باردة، لا تحمل إجابات سوى الألم.”
مضت المقالة في وصف حالة المعتقلين أنفسهم فذكرت ما يلي، “كما أن معاناة المحتجزين أنفسهم لا تقل قسوة، حيث فقد العديد منهم حياتهم داخل السجون الحوثية، آخرهم أحمد باعلوي، الموظف في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي توفي في أحد معتقلات صعدة بعد شهور من الاحتجاز التعسفي. سبقه هشام الحكيمي، وغيرهم ممن أزهقت أرواحهم بصمت، بينما العالم ينظر بلا حراك.”
منع الإعلامي طه أحمد المعمري من استئناف حكم الإعدام
تستمر المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بصنعاء في انتهاكاتها الصارخة بحق الإعلامي ومالك شركتي يمن ديجيتال ميديا ويمن لايف للإنتاج الفني والإعلامي طه أحمد المعمري.لقد قررت حرمانه من حقه في الاستئناف بعد أن أصدرت ضده حكماً بالإعدام ومصادرة كل ممتلكاته. بالإضافة لذلك كله سمحت جماعة الحوثيين لأشخاص محسوبين عليها بتشغيل شركاته.
بتاريخ 18 فبراير/شباط 2025، نشر نداءً على صفحته في الفيسبوك جاء فيه ما يلي، “حُكم في قضيتي بالإعدام رمياً بالرصاص وتعزيراً ومصادرة كل أموالي الداخلية والخارجية لصالح خزينة الدولة، وفي تاريخ 04 فبراير/شباط 2025، تفاجأت بصدور حكم جديد يتكون من ٢٠٤ صفحة وتهم كيدية مزورة كسابقاتها، وتفتقد لأي دليل حقيقي ولم يتم قبول الاستئناف من قبل المحامي في قضيتي.”
بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2024، نشر نداءً على نفس الصفحة أعلن فيه أن المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بصنعاء، قد أصدرت بتاريخ ٢٤ سبتمبر/أيلول 2024، “حكماً بالإعدام رمياً بالرصاص ضده تعزيراً، ومصادرة جميع ممتلكاته المنقولة والعقارية في الداخل والخارج.” أنه يعيش ويعمل خارج البلاد حالياً.
التوصيات
يحث مركز الخليج لحقوق الإنسان أطراف النزاع في اليمن:
1. الإفراج الفوري عن، جميع الذين تم اعتقالهم واحتجازهم بشكل تعسفي أو محاكمتهم على تهم ٍ مفبركة؛
2. احترام الحريات العامة بما في ذلك حرية التعبير وحرية الصحافة والحق في التجمع السلمي وحرية الحركة؛ و
3. التأكد من أن المدافعين عن حقوق الإنسان، بمن فيهم الصحفيون والمدونون والأكاديميون ونشطاء الإنترنت، قادرون على القيام بعملهم المشروع والتعبير عن أنفسهم بحرية دون خوف من الانتقام وبطريقة خالية من جميع القيود، بما في ذلك المضايقة القضائية.