نفذت الجهات الأمنية في مدينة تعز موجة جديدة من الملاحقات للمواطنين في إحدى قرى مديرية المسراخ التابعة لسلطة الحكومة الشرعية، وذلك بعد أيام من وفاة معلم معتقل في سجن الأمن السياسي.
وذكرت مصادر لـ "النداء" أن عناصر من الأمن السياسي والاستخبارات العسكرية وصلت مساء اليوم السبت إلى قرية المطالي في مديرية المسراخ واعتقلت ضابطًا في الجيش من أبناء القرية يحمل رتبة عقيد، بتهمة تحريض أهالي القرية على تقديم شكاوى إلى النيابة واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان.
وأضافت المصادر أن أحد وجهاء القرية، ويحمل رتبة عميد في الجيش، وهو "عبد الحميد الجابري"، تم اقتياده إلى الأمن السياسي بعد تلقيه تهديدات خلال الأيام الماضية من جهات أمنية.
وكان العشرات من أهالي قرية المطالي قد توجهوا يوم الاثنين الماضي إلى مدينة تعز للمطالبة بالتحقيق في وفاة معلم داخل سجن الأمن السياسي بعد أشهر من اعتقاله.
وبحسب مصادر "النداء"، فإن عناصر يتبعون شعبة الاستخبارات العسكرية بقيادة جندي يدعى "شكري" اعتقلوا يوم أمس الأول الجمعة المواطن عبد الولي عبده محمد (55 عامًا) ونقلوه إلى سجن الأمن السياسي، ويُذكر أن المعتقل هو شقيق زوجة المعلم "محمد ناجي عقلان" الذي توفي قبل أيام في ظروف غامضة داخل سجن الأمن السياسي.
وكان العشرات من أهالي قرية المطالي قد توجهوا إلى اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان لتسجيل بلاغات تفيد بتعرضهم وأقاربهم لاعتداءات مستمرة منذ 8 أشهر على خلفية انفجار عبوة مفخخة في سيارة مسؤول عسكري في مطلع يونيو 2024م.
وذكرت مصادر حقوقية أن عددًا من ذوي المعتقلين توجهوا إلى النيابة قبل أيام وتقدموا بشكاوى، حيث وجهت النيابة جهاز الأمن السياسي بإطلاق سراح المعتقلين فورًا أو إحالتهم إلى القضاء.
وقالت المصادر إن أسرة المعلم المتوفى داخل سجن الأمن السياسي تقدمت بشكوى إلى النيابة طالبت فيها بتشريح جثة المعلم المتوفى والتحقيق في أسباب وفاته.
وكان مدير جهاز الأمن السياسي، عبد الواحد سرحان، قد منع أهالي المعتقلين من تنفيذ وقفة احتجاجية الأسبوع الماضي أمام مبنى السلطة المحلية وتوعدهم بالاعتقال.
وأوضحت المصادر أن الجهات الأمنية اعتقلت نحو 60 مواطنًا من أهالي القرية، وقد قدم العديد منهم شكاوى تفيد بتعرضهم لأعمال تعذيب داخل سجن الأمن السياسي، وأُجبروا على دفع مبالغ كبيرة لإطلاق سراحهم، بينما صادر عناصر الأمن السياسي نحو 40 هاتفًا محمولًا من أهالي القرية ويرفض الجهاز إعادتها لهم.