أكد المبعوث الأممي في اليمن، هانس غروندبرغ، تصاعد التوتر في البلاد مع استمرار تحركات عسكرية وتحشيد تعزيزات من قبل جماعة الحوثي في عدة جبهات، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن مساء اليوم، أوضح غروندبرغ أن الحوثيين يقومون بتجميع قواتهم في مناطق عدة منها أبين والضالع وصعدة وشبوة وتعز، مضيفًا: "نحن نتابع عن كثب هذه التحركات العسكرية ومحاولات التسلل، ونعمل مع كافة أطراف النزاع لإيجاد حلول جذرية للأزمة".
ودعا المبعوث إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف في وفاة موظف أممي احتُجز لدى الحوثيين في محافظة صعدة، معبرًا عن قلقه البالغ من الموجة الرابعة من الاعتقالات التعسفية التي استهدفت موظفي الأمم المتحدة. وأكد أن هذه الاعتقالات لا تنتهك الحقوق الإنسانية فحسب، بل تُشكل تهديداً مباشراً لجهود الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين.
كما أشاد غروندبرغ بتطور إيجابي يتمثل في توقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وإسرائيل، والإفراج عن طاقم سفينة "جالاكسي ليدر"، مشيرًا إلى ضرورة استغلال هذه الفرصة لترسيخ المزيد من التهدئة.
وأضاف: "الوضع الاقتصادي في اليمن يتدهور بشكل ملحوظ، وإنهاء الأعمال العدائية سيمهد الطريق لعملية سياسية من شأنها دعم استقرار المنطقة".
وأكد المبعوث على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، معتبراً ذلك خطوة أساسية لاستعادة الثقة وتعزيز قدرة المجتمع الدولي على تقديم المساعدات.
كما حذر من عودة العمليات العسكرية واسعة النطاق في ظل معاناة اليمنيين التي تشمل نقص الاحتياجات الأساسية وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، مؤكداً أن غياب أفق للسلام لن يثمر إلا مزيداً من المعاناة. وفي سياق متصل، أشار إلى ضرورة حماية الجهود الرامية لدفع عملية السلام إلى الأمام، خاصةً في ظل الانتظار لتصنيف الولايات المتحدة المرتقب للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
وفيما يتعلق بخارطة الطريق للمفاوضات، أكد غروندبرغ على قابليتها للتطبيق، معتبرًا أن توقف إطلاق النار الشامل على مستوى البلاد يُعد الشرط الأساسي لتهيئة الظروف الملائمة للحوار السياسي الجاد برعاية الأمم المتحدة. وشدد على أهمية الحفاظ على مساحة الوساطة الفعالة والتعامل مع الأزمة الاقتصادية عبر حوار مستدام وإجراءات عملية لإعادة بناء اليمن ومنع المزيد من الانهيارات.
اختتم المبعوث الأممي إحاطته بالتأكيد على أن اليمن يقف عند مفترق طرق حاسم، حيث ستحدد الخيارات المتخذة اليوم مستقبل البلاد واستقرار المنطقة، داعياً جميع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية إلى تحمل مسؤولياتها في خلق مساحة للحل التفاوضي الشامل.
