صنعاء 19C امطار خفيفة

جماعة نداء السلام تدين إعلان ترامب عن إخلاء غزّة وتحذر من تبعاته

2025-02-06
جماعة نداء السلام تدين إعلان ترامب عن إخلاء غزّة وتحذر من تبعاته
العودة الى غزة ( رويترز)

 أدانت جماعة نداء السلام إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إخلاء غزّة من سكانها، وقالت إن هذا الإعلان يعبر عن تجليات الديمقراطية الاستعمارية. 

 
وأشارت في بيان صادر عنها اليوم الخميس، إلى أن مشروع ترامب يهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين مما تبقى من أرضهم، دون الدخول في تفاصيله أو خلفيته التاريخية، التي تعود إلى المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897.
 
وأكدت الجماعة أن طوفان الأقصى ليس بداية الصراع العربي - الصهيوني في فلسطين، كما يصوره السياسيون الغربيون وآلتهم الإعلامية، بل هو جزء من سلسلة أحداث متصلة تشهدها القضية الفلسطينية. 
 
وأشار البيان إلى أن هذا الصراع يعكس مواجهة بين عصابات صهيونية مغتصبة مدعومة بقوى الغرب الاستعماري والشعب الفلسطيني.
 
 

"النداء" تنشر نص البيان:

 
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة نداء السلام، حول مشروع ترامب لترحيل الفلسطينيين عن أرضهم 
ها نحن اليوم نشهد بعض تجليات الديمقراطية الأمريكية، وهي تكشر عن أنيابها في فلسطين، بعد أن كاد بعضنا ينسى ما فعلته في العراق وليبيا وسوريا والسودان وفي غيرها من أقطار الوطن العربي، وقبلها وبعدها ما فعلته في فلسطين المحتلة ذاتها.
 
فما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من توجه نحو إخلاء غزّة من أهلها، إنما يعبر عن إحدى تجليات الديمقراطية الاستعمارية. فأوطان الآخرين لا تعني في نظر المستعمرين سوى كونها مناطق للاستغلال الاقتصادي وللنفوذ السياسي وللنشاط الاستخباراتي وللتأثير الإعلامي. وشعوبها لا ترقى إلى مصاف البشر، بل هي (حيوانات)، بحسب تعبير وزير دفاع الكيان الصهيوني السابق، يمكن إبادتها ويمكن تدمير مقومات حياتها، بتدمير أحيائها السكنية ومدارسها وجامعاتها ومساجدها وكنائسها ومشافيها وتجريف شوارعها وإطباق الحصار عليها وحرمانها من الغذاء والماء والكهرباء والدواء والكساء والمأوى، لإجبارها على النزوح والتشرد، وترك أرضها للمغتصبين، ليحولوها إلى مشاريع اقتصادية وتجارية، لصالح الرأسمالية الغربية المتوحشة. 
 
وتكتفي جماعة نداء السلام هنا بالإشارة إلى مشروع ترامب، القديم الجديد، الهادف إلى اقتلاع الفلسطينيين مما تبقى لهم من أرضهم، دون الدخول في تفاصيله، ودون الاسترسال في خلفيته التاريخية التي بدأت بطرح (مشروع إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين) في المؤتمر الصهيوني الأول، بمدينة بازل السويسرية، في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي (نهاية شهر أغسطس 1897م)، لتؤكد من خلال هذه الإشارة على الحقيقة المعروفة التي لا تحتاج في الحالة الذهنية الطبيعية إلى تأكيد، وهي أن طوفان الأقصى لا يمثل بداية الصراع الوجودي العربي – الصهيوني على أرض فلسطين، كما يحاول تصويره السياسيون الغربيون وآلتهم الإعلامية المتصهينة، بل هو حدث في سلسلة أحداث متصلة، شهدها هذا الصراع، بين عصابات إرهابية صهيونية مغتصبة، مدعومة بقوى الغرب الاستعماري، وبين شعب يتشبث بأرضه، مورست في حقه عمليات إبادة متكررة، معروفة في التاريخ المعاصر، لم تكن أولها الإبادة التي شهدتها غزة، وقد لا تكون آخرها. وذلك لإجباره على التخلي عن أرضه والنزوح منها وتركها، ليستأثر بها المغتصبون الصهاينة. 
 
ومن البديهي أن مشروع الاقتلاع هذا لا يشكل تهديداً لأهلنا في فلسطين وحدهم، بل يشكل تهديداً لشعبنا العربي كله. فخطره لا يقتصر على فلسطين، بل يراد له أن يتمدد إلى أقطار عربية أخرى. ولا نحتاج إلى ذكاء للتعرف على مشاريع التفتيت والتقسيم والتهجير المصممة للوطن العربي، فهي مشاريع معروفة ومعلنة، ويجري العمل على تحقيقها بشكل حثيث. والأطماع الصهيونية وأطماع الاستعمار الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، ليس لها حدود، إذا لم توقفها وتسقطها مقاومة عربية متماسكة وفاعلة، متسلحة بالوعي السياسي والكفاءة التنظيمية والقدرة العسكرية، تمتلك مشروعاً تحررياً وحدوياً نهضوياً واضحاً، وتقودها قيادة تاريخية، ترتقي بفكرها وطموحها وصلابتها وأدائها وسلوكها إلى مستوى المهمة التاريخية العظيمة التي تقع على عاتقها.   
 
لقد كنا دائماً في جماعة نداء السلام، وما زلنا، على قناعة تامة، بأن توحيد العمل المقاوم في فلسطين سيشكل البداية الصحيحة لمسيرة المقاومة العربية كلها، بل البداية الصحيحة لمسيرة التحرر والنهوض العربي الشامل. فالمسارعة إلى توحيد العمل الفلسطيني المقاوم في تنظيم واحد، أو في جبهة واحدة بقيادة مشتركة، تدير العمل السياسي والعسكري والإعلامي لجميع الفصائل المقاومة، أصبح أمراً ملحاً. وقد يتطلب الأمر مراجعة صيغة العمل الفلسطيني القديمة المترهلة وإصلاحها، لتغدو صيغة جامعة، أو تجاوزها إذا تعذر إصلاحها. ولا يبدو أن هناك سبيلاً آخر أمام حركة المقاومة الفلسطينية، يؤدي إلى إسقاط المشاريع الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية، بمختلف صيغها وألوانها وأقنعتها، إلا توحيد العمل المقاوم، بشكليه العسكري والسياسي. 
 
وما ينطبق على الساحة العربية الفلسطينية ينطبق أيضاً على اليمن، المهدد بالتقسيم، والذي تتصارع فيه نخبه السياسية ومكوناته العسكرية على النفوذ والمال، منذ عقد من الزمن، غافلة عما يحيط بها من مخاطر تتهددها جميعها وتهدد وطنها وشعبها. كما ينطبق على ليبيا وسوريا والسودان، وغيرها من أقطار الوطن العربي، الموضوعة جميعها على أجندة مشاريع التقسيم الاستعمارية.
 
ولإسقاط هذه المشاريع ودفنها وحماية وجودنا العربي المهدد، لا بد من أن نتوجه توجهاً صادقاً إلى إحداث تغيير في سلوكنا وفي طبيعة علاقاتنا بعضنا ببعض، وأن نتواصل وينفتح بعضنا على بعض، ونغلب لغة الحوار فيما بيننا على لغة السلاح، ونعمل على رص صفوفنا وبناء جبهتنا الداخلية على أسس صلبة، متجاوزين الأنانيات الضيقة والطموحات الضارة والأوهام المضللة. 
 
هذا ما يجب علينا فعله دون إبطاء، لمقاومة المشاريع المعادية وإسقاطها. فالزمن ليس في صالحنا والوقائع والأحداث تتجه وجهة تضر بنا وتهدد وجودنا، إذا لم نوحد صفوفنا وننظم جهودنا ونعمل جميعنا على تغيير وجهتها، إلى الوجهة التي تحمي وجودنا وتفشل مخططات أعدائنا.  
 
جماعة نداء السلام
صنعاء، 6 فبراير 2025.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً